خبراء الصحة النفسية بحمد الطبية يعملون على تعزيز الوعي حول الانتحار
محليات
12 سبتمبر 2015 , 07:37م
rkh
تسعى مؤسسة حمد الطبية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الانتحار إلى تعزيز الوعي حول الانتحار وسلوك إلحاق الأذى بالنفس بالاضافة الى تسليط الضوء على أهمية الحصول على الدعم النفسي بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الضغوط والأمراض النفسية.
وبهذا الصدد قالت الدكتورة سهيلة غلوم استشاري الصحة النفسية بقسم الطب النفسي التابع لمؤسسة حمد الطبية " إن التحدث حول الانتحار أمر مهم للغاية حيث يشعر الناس بالراحة حين يعبرون عن مشاعرهم وأحاسيسهم مدركين أنهم لن يتعرضوا للاستخفاف أو النظرة الدونية من قبل الآخرين، وأن أحدًا لن يزدريهم بسبب ما لديهم من أفكار حول وضع نهاية لحياتهم، وفي هذه الحالة، تزداد لديهم الرغبة في طلب المساعدة والدعم النفسي"..وأضافت أنه من خلال التحدث عن الانتحار يمكن تلمس العوامل والأسباب التي تدعو الى الانتحار، ومعرفة كيفية منع حدوثه أو التقليل من حالاته.
وأوضحت أن معظم حالات الانتحار لا تمثل فعلاً متعمدًا ولكنها ناتجة عن بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب الحاد والقلق الذي يضعف ملكة التمييز والميزان العقلي لدى الشخص الذي يقدم على الانتحار.
ولفتت الدكتورة سهيلة الى أن الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق لا تختلف كثيرًا عن الأمراض الأخرى في أن لها أسبابا حيوية وأنها قابلة للعلاج ..مؤكدة ضرورة طلب المساعدة المهنية من الأطباء والمرشدين النفسيين، واخصائي علم النفس خصوصا حين تبدأ الحالة النفسية لديهم في التأثير السلبي على أنشطتهم المعتادة، مثل قدرتهم على التفاعل الاجتماعي، والعمل، والدراسة، أو القيام ببعض أنشطة الحياة اليومية المعتادة كما أن بالإمكان طلب المساعدة من مجموعات الدعم النفسي، والتي تساعد الإنسان على الإحساس بعدم العزلة.
وأشارت الى أن النتائج الأولية لدراسة بحثية أجرتها مؤسسة حمد الطبية حول الانتحار كشفت أن معدل انتشار الانتحار في قطر والمنطقة أقل بكثير مما هو في العديد من البلدان الأخرى وأن سلوك إيذاء النفس ينتشر بصورة أكبر بين أوساط المراهقين والشباب في دولة قطر، لاسيما لدى الفئة العمرية بين عمر 16 عامًا إلى أوائل العشرينات..وذكرت أن البيانات المستخلصة من الدراسة لا تزال قيد التحليل.
ونبهت الدكتورة سهيلة الى "أن الذين يلحقون الأذى بأنفسهم من الشباب ضمن هذه الفئة العمرية غالبًا ما يفعلون ذلك بسبب معاناتهم من التوتر والضغوط النفسية، وعلى الرغم من عدم وجود عزم فعلي على الانتحار لدى الكثيرين منهم إلا أنهم يلجأون إلى إحداث جروح بأجسامهم حيث يحقق لهم ذلك إحساسًا بالراحة"..وفسرت هذه الحالة بأنها طريقة لتحويل حالة التوتر من حالة نفسية إلى حالة جسدية، حيث يسهل التعامل معها عند البعض كما انها تمثل طريقة للفت انتباه الآخرين وجعلهم يستمعون إليهم.
وأضافت أن من أشهر الضغوط النفسية الشائعة بين أوساط المراهقين والتي يمكن أن تحملهم على إلحاق الأذى بأنفسهم هي الضغوط الاجتماعية والمدرسية والتي تتمثل في انهيار العلاقات وضغوط الامتحانات أو الأداء المدرسي بشكل عام، وفي حين أن الناس يتعلمون طرقًا أفضل للتعايش مع الضغوط النفسية حين يصلون مرحلة النضج، فإن المراهقين عادة ما يفتقرون إلى مثل هذه القدرة على التعايش، وربما يعجزون عن شرح ما يعانونه من إحباطات لوالديهم أو أشقائهم أو أصدقائهم، وقد يكون لدى بعض المراهقين سلوك مكتسب يتمثل في الاقتداء بآخرين رأوهم أو سمعوا بأنهم ألحقوا الأذى بأنفسهم.
وبينت الدكتورة سهيلة أن التغيرات التي تطرأ على شخصية الإنسان تحمل في طياتها مؤشرات كثيرة لحالته النفسية فالشخص المصاب بالاكتئاب قد تقل درجة تفاعله الاجتماعي عما كان عليه في السابق، وقد لا يستمتع بالأشياء التي اعتاد عليها سابقا وقد يقل مستوى أدائه في المدرسة أو العمل.
وأكدت أهمية التحدث إلى أمثال هؤلاء الأشخاص، ومحاولة مناقشة المشكلة معهم، وتحديد ما إذا كانوا يحتاجون إلى عرض حالتهم على الطبيب المختص..كما دعت كل من لديه قلق حول معاناته أو معاناة أطفاله من أي مرض نفسي، أو كان بحاجة للحصول على مساعدة أو نصيحة طبية بمناقشة هذه المشكلة مع الطبيب المختص، أو الحصول على موعد في قسم الطب النفسي.
وشددت الدكتورة سهيلة غلوم ، على أهمية تولي كافة الجهات المعنية بما فيها الحكومة والخدمات الاجتماعية والمؤسسات التعليمية الدور المنوط بها لتعزيز الوعي حول هذه القضية الهامة وتوفير الدعم اللازم للفئات المعرضة لخطر الانتحار بما في ذلك تعليم الطلاب مهارات المواكبة والتعايش مع الضغوط النفسية وتدريب المعلمين على التعرف على الطلاب الذين لديهم مشاكل نفسية مثل الاكتئاب وتعليم التدابير اللازمة لتخفيف ضغوط العمل.
أ.س