جلسة «فوق الستين» تناقش دور كبار السن في توثيق التراث

alarab
محليات 12 أغسطس 2022 , 12:40ص
الدوحة - العرب

أقام الملتقى القطري للمؤلفين بالتعاون مع مركز تمكين ورعاية كبار السن إحسان جلسة جديدة من جلسات الفعالية المشتركة «فوق الستين» استضاف خلالها كلا من الكاتبين الأستاذ خليفة السيد المالكي الباحث في التراث والكاتب محمد الناصر الصايغ لمناقشة الدور المجتمعي لكبار السن في توثيق التراث.
جرى بث الجلسة التي أدارتها الاعلامية والكاتبة حصة السويدي بشكل مباشر عبر قناة يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي.
وقال خليفة السيد إن مسألة الحفاظ على التراث والهوية الوطنية تتطلب اهتمام الدولة وهو ما نجحت فيه الدولة القطرية التي جعلت حاضرها مرتبطا بماضيها وأعطت كل انسان حقه فاندمج الماضي بالحاضر في شتى المجالات، وهو ما شجع الأفراد على التمسك بعاداتهم وتقاليدهم ودينهم و جعل الزمن الجميل يتواصل ويتجدد، لافتا إلى أن الجيل الجديد اندمج مع هذه المعطيات واستمد قوته وإيمانه وعلمه من التراث والأجيال السابقة، وانطلق في نفس الوقت لمتطلبات الحياة والتكنولوجيا و التقنيات الحديثة.
وأوضح أن تحقيق التوازن بين المحافظة على التراث والانفتاح على التطورات التكنولوجية في عملية التوثيق يتطلب تحديد الموضوع ولغة الكتابة مشيرا إلى أن التكنولوجيا أثرت بشكل كبير على الكتابة لكن في نفس الوقت يمكن استثمارها بشكل كبير لدمج المعلومات لايصالها للجيل الجديد بأسلوب ممزوج بالتراث واختيار مصطلحات مناسبة للزمن الحاضر وتكون وسطية بين الحديث والقديم لتصل الى المتلقي.
وتحدث عن أهمية المجالس التي تعتبر مدارس يتعلم منها الأجيال الجديدة الكثير فداخل هذه المجالس تعلم الجيل السابق الحكايات الشعبية والألعاب والألغاز وكانت المصدر الأساسي لاستقاء المعلومة لأنه لم يكن هناك تلفزيون أو أي وسائل ترفيه فكان الطفل يقضي وقته بين المجلس والمسجد، في حين انه في الزمن الحاضر هناك العديد من وسائل الترفيه حتى أن معظم المجالس مغلقة مشيرا إلى أنه قديما لم تكن جميع المنازل تحتوي على مجلس لا كانت المجالس حكرا على التاجر و النوخذة وكبير الفريج وكانت تجمع أصحاب الهوايات والمواهب والتجارب والمغامرات وكان كل يدلي بدلوه.
وأكد محمد الناصر الصايغ أن العديد من الموثقين الخليجيين يقعون في الاخطاء خلال عملية تجميع و توثيق التراث نظرا لتشابك وتداخل التراث الخليجي، فرغم أن ثقافة دول الخليج واحدة إلا إن هناك اختلافات بسيطة وكذلك بعض المفردات والمسميات والطقوس مثلا العرضة تختلف ممارستها من بلد إلى آخر لذلك يجب الاهتمام بالتفاصيل البسيطة وتدقيقها والتحقق من صحتها.
وأوضح أن الأجيال السابقة تنقل هذا الموروث بداية من العائلة من خلال استخدام المفردات التراثية ونقل العادات والتقاليد في الممارسات والهندام، لافتاً إلى أن الشخص الذي ليس لديه ماض وتراث ليس له حاضر ولا مستقبل، وأن الثقافة تعني أصالة الأرض.
وأكد أن هناك نقصا كبيرا في الكتب التي توثق التراث اضافة إلى وجود العديد من المعلومات المغلوطة التي ستتناقلها الأجيال القادمة وهو ما يتطلب التأكد والتدقيق والمراجعة والعودة إلى أهل الاختصاص قبل النشر.
وقال «إن هناك العديد من العوامل التي تؤثر بشكل كبير ومباشر على التراث اهمها وسائل الإعلام والتنوع الثقافي وتنوع واختلاف اللهجات في الدولة اضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي».
ودعا إلى بذل جهود أكبر في عملية التوثيق لمواجهة المد الثقافي الخارجي والمحافظة على الهوية القطرية بأصالتها وأكد أن الجيل الجديد من الموثقين يحتاجون خبرات وتجارب الجيل القديم فهم المصدر الأساسي للمعلومة بالنسبة لهم لا سيما في ظل غياب المراجع، لافتاً إلى أن هناك من القصص الشعبية أو التراثية من انتقلت من ثقافات وحضارات أخرى وجرى تعديلها عبر الزمن وشهدت مجموعة من التحولات لتصل لنا بالشكل الذي هي عليه اليوم.