أوكرانيا تبني "جدارا" لحماية نفسها من روسيا

alarab
حول العالم 12 أغسطس 2015 , 04:22م
أ.ف.ب
تأمل أوكرانيا، التي تبني "جدارا"، في أن تحمي نفسها من جارتها الكبيرة روسيا، التي تتقاسم معها حدودا يبلغ طولها 1974 كم.

ومنذ أن ضمت موسكو، في مارس 2014، شبه جزيرة القرم الأوكرانية، أصبحت الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان "الشقيقتان" عدُوَّيْنِ.

وقررت كييف - التي تتهم موسكو بدعم الانفصاليين الموالين لروسيا - أن تبني العام الماضي - في غضون ثلاث سنوات - "جدارا"؛ كُلْفته 250 مليون دولار، لتشديد التدابير الأمنية على الحدود بين البلدين التي يبلغ طولها 1974 كم.

وفقدت كييف السيطرة على حوالي 410 كم من الحدود، باتت خاضعة لسيطرة الانفصاليين منذ بداية التمرد في شرق أوكرانيا في أبريل 2014. وتقول كييف إن الأسلحة والمرتزقة والجنود الروس يمرون عبر هذا الجزء من الحدود، لكن موسكو تنفي ذلك.

ومن أجل التصدي لما تراه اجتياحًا روسيًّا، لا ترغب أوكرانيا في تشييد سور حقيقي من الأسمنت، كما توحي تسمية "جدار"؛ بل منظومة متطورة تجمع ما بين التحصينات العسكرية ووسائل المراقبة الإلكترونية الحديثة.

وأكد أولكسندر دودكو - المتحدث باسم خفر الحدود في منطقة تشرنيغيف - "أننا سنستخدم أجهزة إنذار وتجهيزات لتدمير معدات وقوات معادية". وقد زار دودكو - مع وفد من الصحافيين - المنشآت التي بُنِيَتْ أخيرا قرب مركز سنكيفكا الحدودي الصغير، الذي يبعد 200 كم شمال كييف.

وتبدو الأعمال التي أنجزت حتى الآن متواضعة. وباتت سنكيفكا - البعيدة عن منطقة النزاع - مجهزة بمئات الأمتار من الحواجز المعدنية، التي يبلغ ارتفاعها مترًا ونصف المتر.

لكن قائد خفر الحدود الأوكراني، فيكتور نازارنكو، قال إن بناء "الجدار" بأكمله سينجز في 2018.

وأضاف: "في غضون ثلاث سنوات، سيجهز هذا الجزء من الحدود بالكامل، ولن تستطيع مجموعات أو آليات أو قوات مسلحة من اجتيازه بصورة غير شرعية".

وقد طرأت الفكرة في ذهن الملياردير الأوكراني إيغور كولومويسكي.

وكان كولومويسكي - المعروف بأساليبه المتشددة والمثيرة للجدل، من أجل وقف اندفاع الانفصاليين -حاكما آنذاك لمنطقة دنيبروبيتروفسك المجاورة لجمهوريتَيْ دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتَيْنِ.

وفي يونيو 2014، عندما ازدادت حدة النزاع، عرض الملياردير إنفاق 100 مليون دولار لتشييد جدار من الأسلاك الشائكة بين أوكرانيا وروسيا.

وقد تبنت الحكومة هذا المشروع، وقررت - في مرحلة أولى - تخصيص مليار دولار لذلك؛ إلا أنها قررت في النهاية تخصيص ربع المبلغ فقط، بسبب تكلفة الحرب والأزمة الاقتصادية الحادة.

واضطرت بعض المؤسسات إلى البَدْء بالأعمال على نفقتها الخاصة، بسبب التأخر في صرف الأموال الحكومية.

وشدد رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسنيوك على القول، في يوليو، إن "من الضروري الاستمرار في بناء حدود جيدة التجهيز، لمنع الإرهابيين والأسلحة والمخدرات من الدخول إلى أوكرانيا من روسيا".

وقال المحلل السياسي الأوكراني المستقل فولوديمير فيسينكو، لوكالة فرانس برس، إن تشديد الرقابة على الحدود الأوكرانية مسألة بالغة الأهمية. وأضاف: "ثمة عدد كبير من النقاط على الحدود غير مجهزة وغير مراقبة".

لكن تشديد التدابير على الحدود وتدريب حرس الحدود "يتطلب مبالغ طائلة ليست متوفرة لأوكرانيا، في الوقت الراهن"، كما قال.