دور القيادة في إحداث التغيير

alarab
محليات 12 يوليو 2024 , 01:05ص
زهرة حسن السيد

الذين لا يواكبون التغيير لن يستمروا، إن الحياة بأسرها قائمة على التغيير وما دون ذلك معرض للنسيان والتهميش، وأفضل أنواع القادة هم من يتبعون التغيير المستمر، هم الذين يفرضونه قبل الجميع ومن ثم يأتي بعدهم الباقون يتبعون خطاهم.
أصحاب المؤسسات الناجحة والمبادرات المستمرة دون تعطيل يتميزون بتقديم الحديث بل المواكب قبل الجديد إن خص بالذكر، كما يتغير بشكل مستمر أداؤها وتتنوع منتجاتها ولذلك تسيطر وتثبت وجودها رغم وجود منافسين عدة في الساحة ذاتها. على سبيل التشبيه، بيل جيتس، صاحب شركة مايكروسوفت أحد أهم العادات التي يرتكز عليها في أعماله هي التغيير المستمر الذي حقق بها الابتكار والإبداع. لا يسعني القول غير أن كل قائد لابد أن يتبع عملية التغيير في مجاله والاطلاع على ماهو دون مجاله، لخلق معرفة سطحية تجعله أعلى درجة ممن هم في مجاله بزيادة ثقافته في ما ليس له.
وفي هذا السياق لابد من توافر عدة متطلبات في القائد الناجح، فلابد من قدرته الكاملة على خلق بيئة منتجة بل محفزة قبل الأخيرة بالإضافة إلى تحمل المسؤولية كسمة لا يمكن التغافل عنها في تكوينة شخصية القائد. الحضور والذكاء والقدرة على إدارة الأزمات قبل المواقف، بالإضافة إلى وضوح الرؤية والالتزام. من الركائز التي لابد للقائد أن يتقنها فن اختيار العاملين معه، فلا يمكن نجاح مؤسسة قائمة دون عاملين منتجين منجزين ذوي عقول مثمرة وجهود مبذلة في سبيل التطوير الشخصي والاجتماعي للفرد والمؤسسة. أرى أن ما ذكرته دون المصداقية والأمانة لا يمكن أن ينجح، وحدهم أصحاب الأمانة المحملة كانوا سبباً في التطوير والمحافظة على ما تم بذل جهدهم فيه.
ويجب أن تكون بيئة العمل نقطة البداية في حياة كل قائد، إذ يُرى بداخلها ما لا يمكن رؤيته خارجها، هي كالصندوق المحكم من الجهات الأربع لابد من وجودك بداخله لترى فحواه. هي ليست بالصعوبة التي تشكلّت عنها ولكنها غير مستقيمة الوتيرة سهلة لمن يدرك منزلقاتها صعبة على من يجهل التعامل معها.
جميع القادة بدأوا منذ أقل من الصفر، حيث إن حتى الصفر في بيئة العمل يحتاج لمهارات ، بدءا بشعور عدم المعرفة والثقل، وصولاً إلى الاجتياز وسرعة الإتمام. لا يغلب الصعب على من لديه الإرادة ليتعلم قبل أن يتغلب، رغبة التعليم أقوى من أيّ رغبة في بيئة العمل مهما بلغت الدرجة العلمية التي يحملها الفرد منا. على من يرغب أن تكون بيئة العمل ذات تأثير إيجابي في تكوينته كقائد أن يكون متأهبا لأي جديد قد يقع على عاتقه ويتعلم منه حتى وإن أخطأ فهو في موضع قد يتم تفويضه في اتخاذ القرارات وهذا يتطلب منه التخلي عن النموذج التقليدي في القيادة.
وأرى من تجربتي أن القيادة تبدأ معنا منذ المراحل الدراسية وصولاً إلى كل ماهو خارج أسوارها ، حيث المسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتق كل من هو مسؤول عن إدارة أمرٍ ما والمسألة الأكبر في أن يثبت مدى جدارته في الموضع الذي تم تعيينه فيه لما لذلك من تأثير على المؤسسة والمجتمع حق التأثير فلابد للسعي على أكمل وجه ليكون ذا تأثير إيجابي وقوي لا ينسى وإن نُسي اسم قائدها.
وأؤمن أن من يسعى في الأرض وهو يضع ربه موضع عينيه في كل خطوة يُبارك له الله المسعى ويجزيه على جهوده التي لا يراها غير خالقه.