أعلنت دار التقويم القطري أنه سوف يصل الكوكب الأحمر «المريخ» إلى أبعد نقطة في مداره حول الشمس (نقطة الأوج) فجر غد.
وسوف يكون المريخ على مسافة قدرها 249 مليون كيلو متر تقريبا من مركز الشمس، وبفارق 43 مليون كيلو متر عما كان عليه يوم الإثنين 3 من أغسطس 2020م، عندما كان المريخ في أقرب نقطة من الشمس خلال هذا اليوم، وكان على مسافة قدرها 206 ملايين كيلو متر تقريبا من مركز الشمس.
وذكر الدكتور بشير مرزوق الخبير الفلكي بدار التقويم القطري أن هذه الظاهرة من الظواهر الفلكية الهامة، لأن كوكب المريخ يصل إلى أبعد نقطة من الشمس «نقطة الأوج» مرة واحدة كل عامين تقريبا، علما بأن المريخ قد وصل إلى نقطة الأوج في 26 أغسطس 2019م، بينما سيصل لها من جديد الثلاثاء 30 مايو 2023م.
وتشير الدراسات التي أجراها علماء الفلك إلى أن التغير الكبير في المسافة بين موقع المريخ من الشمس عندما يصل إلى نقطتي الأوج والحضيض، يجعل سطح المريخ يكتسب كمية أكبر من الطاقة الشمسية حينما يقع في أقرب نقطة من الشمس «نقطة الحضيض» مقارنة بكمية الطاقة التي يكتسبها حينما يقع في أبعد نقطة من الشمس «نقطة الأوج»، وتقدر تلك الكمية بنسبة 31% من الطاقة الشمسية.
وأضاف د. مرزوق أن سكان دولة قطر يمكنهم خلال الفترة الحالية رصد المريخ أعلى الأفق الغربي من بعد غروب الشمس وحتى موعد غروب الكوكب الأحمر.
ويعتبر كوكب المريخ الهدف الأول لعلماء الفلك في دراسة مدى إمكانية وجود حياة على سطحه، لأنه شديد الشبه بالأرض، ولذا قام علماء الفلك بإرسال ثلاث مركبات فضائية - لكل منها أهداف مختلفة عن الأخرى- إلى المريخ خلال شهر فبراير من العام الجاري، وذلك لاعتقاد العلماء بوجود مقومات الحياة على سطحه، وهو ما يجعل العلماء يهتمون بتطوير الدراسات والأبحاث على المريخ.
ومن المعلوم أن المريخ هو رابع أبعد الكواكب عن الشمس، ويكمل دورة كاملة حول الشمس طول السنة على المريخ كل 687 يوم تقريبا، ويدور حوله قمران هما، «فوبوس» و»ديموس»، والمريخ كغيره من بقية كواكب مجموعتنا الشمسية، يدور حول الشمس في مدار إهليجي «قطع ناقص»، وتكون الشمس في إحدى بؤرتي هذا المدار، ولذلك فإنه يكون في نقطة قريبة من الشمس تسمى «نقطة الحضيض»، وفي نقطة أخرى بعيدة عن الشمس تسمى «الأوج».