تداخل رمضان مع الإجازة الصيفية يغيّر أجندة المواطنين والمقيمين
تحقيقات
12 يوليو 2011 , 12:00ص
الدوحة – هناء الرحيم
مع تداخل شهر رمضان المبارك مع العطلة الصيفية هذا العام تغير برنامج الإجازات لكثير من المواطنين والمقيمين على حد سواء. فالجميع اتفق على أن الإجازة السياحية لا تصلح في شهر الصوم فهو شهر للعبادة والتقرب من الله تعالى وتجمع العائلة. ومنهم من قرر اختصار إجازته الصيفية قبل حلول الشهر الفضيل للعودة قبل أسبوع من شهر أغسطس لتحضير نفسه لشهر الصوم لقضائه مع العائلة في قطر، في ظل أجوائها الدينية، ومنهم من قرر الذهاب في إجازته في العيد لتمضية أسبوع راحة واستجمام. وهناك البعض الآخر من اضطر إلى إلغاء إجازته لأن ظروف عمله لم تسمح له بالذهاب لا قبل ولا بعد شهر رمضان، وطبعا فإنهم فضلوا أن يحرموا أنفسهم من الإجازة على أن يسافروا في شهر رمضان حيث إنه شهر فضيل يجب التفرغ فيه للتعبد. والغريب بالموضوع أن هناك جزءاً كبيراً من المواطنين والمقيمين الذين يفضلون العمل في شهر رمضان على أخذ إجازة تبعا لفترات الدوام المريحة التي لا تجهد الصائم، بل تساعده على التغلب على فترة الصوم الطويلة في الصيف، فضلا عن ارتباط عدد كبير منهم بالدوام المدرسي لأولادهم مما اضطر عدداً كبيراً منهم إلى اختصار الإجازة قبل الشهر الكريم لأنهم لا يستطيعون الذهاب بعد العيد تبعاً لارتباطهم بدوام المدرسة. أما بالنسبة للمقيمين فإذا كان عدد لا بأس به منهم ينوي البقاء في الدوحة، فإن منهم من اعتبرها فرصة سانحة خلال عطلة الصيف لتمضية شهر رمضان مع عائلاتهم في وطنهم الأم، واسترجاع الماضي الجميل.
«العرب» استطلعت آراء المواطنين والمقيمين حول الموضوع فكان لكل منهم رأيه.
إجازة مبكرة
يقول أحمد الحرمي إنه وتبعا لقرب حلول شهر رمضان المبارك خلال فصل الصيف في شهر أغسطس المقبل فإنه اضطر أن يبدأ إجازته باكرا ويعود باكرا إلى الدوحة، مشيرا إلى أن تداخل الصيف مع شهر الصوم دفعه لاختصار إجازته إلى 15 يوما فقط في شهر يونيو.
أما أم سارة فقد قررت قضاء إجازتهم بعد عيد الفطر، وقد ساعدهم على ذلك عدم ارتباطهم بالموسم الدراسي حيث إن أطفالها لا يزالون صغارا ولم يدخلوا المدرسة بعد، الأمر الذي دفع بهم إلى تأخير إجازتهم إلى ما بعد شهر الصوم ليسافروا في العيد ويمضوا وقتا ممتعا.
إلى ذلك، وتبعا لظروف عمل نورا في أحد البنوك اضطرت إلى تأخير إجازتها لما بعد العيد، وذلك لدواعي العمل، وبناء على طلب إدارة البنك من الموظفين بتأجيل الإجازات إلى ما بعد العيد، نظرا للضغط الشديد عليها نتيجة العروض التي تجريها البنوك في رمضان.
رمضان في كنف العائلة
بدوره، يجهز أحمد نفسه ويشتري ما يحتاج إليه قبل سفره غدا لتمضية إجازته الصيفية قبل حلول شهر الصوم. ويقول: «فضلت أن أذهب إجازة في شهر يوليو وأعود قبل رمضان لتمضية الشهر الفضيل في كنف العائلة وفي ربوع وطني، حيث إن الأجواء الدينية واللمة العائلية أفضل في قطر من أي مكان بالعالم». ويضيف أن دوامات العمل في قطر خلال شهر رمضان لا تكون متعبة، ويتم تقليل عدد ساعات العمل لذلك أفضل العودة إلى عملي في رمضان واستمتع بالإجازة الصيفية الآن رغم أنني سأضطر لاختصارها لأن العد العكسي بدأ لاستقبال الشهر الفضيل».
من جانبه، ينوي سعود محمد بدء إجازته الصيفية بعد شهر رمضان المبارك، مشيرا إلى أنه يفضل العمل في شهر رمضان لأن الدوام لا يكون متعبا، والعمل مريح كما أنه لم يتمكن من أخذ الإجازة باكرا في شهر يونيو أو يوليو فكان خياره تأجيلها إلى ما بعد شهر رمضان المبارك. ويوضح أنه يستحيل أن يفكر بالسفر خلال شهر الصوم لأنه يفضل قضائه في قطر إلى جانب العائلة.
تغيير جدول الإجازات
ويبدو أن تداخل شهر الصوم مع الإجازة الصيفية غير جدول إجازات كثير من المقيمين أيضاً، حيث ينوي أحمد مصطفى أن يسافر إلى مصر في إجازة العيد، ويوصلها بإجازته الصيفية، وقد شجعه على ذلك هو وزوجته عدم ارتباطه بمواعيد المدارس لأنهما لم يرزقا بعد بأولاد. ويرفض أحمد أن يسافر إلى أي مكان في فصل الصيف حتى إلى بلاده لأنه يرى أن رمضان هو شهر للعبادة والتقرب من الله وليس للترفيه والسياحة.
من جهته، يقرر عبد الله درويش السفر برفقة عائلته لقضاء إجازتهم الصيفية قبل حلول شهر الصوم وموسم المدارس، وذلك بسبب ارتباطه بمواعيد مدارس أبنائه، لافتا إلى أن تداخل رمضان مع العطلة الصيفية هو الذي حدد اختيارهم لموعد الإجازة لا بل واختصرها أيضاً. ويشرح أنه بالعادة يقضي برفقة عائلته الإجازة الصيفية من منتصف يوليو وحتى نهاية أغسطس، بينما الآن سيسافرون لمدة أسبوعين فقط ليكونوا في الدوحة قبل شهر رمضان على الأقل بأسبوع للتحضير لاستقباله.
الأعلى للتعليم يفسد الإجازات
وفي سياق متصل، يشير محمد سالم العبيدلي إلى أن المجلس الأعلى للتعليم أفسد الإجازة على الأهالي حيث إنه اختصرها إلى حدودها القصوى للموظفين، كذلك على الطلاب، لذلك سيضطر مجبرا إلى الذهاب في إجازة لمدة أسبوعين فقط، ويعود قبل حلول شهر الصوم بأسبوع.
حين يقرر علي عبدالله الذهاب في إجازة فإنه لا يفكر بنفسه وإنما يقررها على ضوء إجازة زوجته والأولاد، وبحكم عمله وارتباط إجازته مع موظفين آخرين اضطر علي أن يختصر إجازته لهذا العام لمدة الأسبوع وسيقضيها في عيد الفطر وبعدها بأسبوع.
أما صالح الحبابي طالب في كلية شمال الأطلنطي ففضل عدم السفر وقضاء إجازته بالدوحة بانتظار ظهور نتائج جامعته، ونظرا لقرب حلول شهر رمضان المبارك. لذلك يبدو أن صالح سيضطر إلى تأجيل إجازته لحين عطلة الربيع المقبلة.
أنهى أحمد الخاطر امتحاناته الثانوية منذ فترة قليلة، واضطر الانتظار لحين الإعلان عن النتائج، وتبعا لقوانين المجلس الأعلى للتعليم فإن الإجازة الصيفية تم اختصارها إلى حدودها القصوى، لذلك يشير إلى أنه سيسافر لمدة أسبوعين فقط ليعود إلى قطر قبل حلول شهر رمضان المبارك.
إجازة مختصرة
من ناحية أخرى، سيقوم عبدالله سلمان السفران برفقة عائلته للسفر في إجازة الصيف قبل شهر رمضان المبارك. ويوضح عبدالله أنه حدد إجازته على ضوء عطلة أولاده من المدارس ويسافرون لمدة 25 يوما فقط، لافتا إلى أن العادة جرت أن يمضوا وقتا أطول في الإجازة بحيث لا تقل عن شهر ونصف الشهر، ولكن نظرا لقرب حلول شهر الصوم في أوج الصيف فقد اضطر إلى اختصار الإجازة. وتبعا لأن السفر بهدف السياحة لا يصلح في رمضان كونه شهراً للعبادة والتقرب من الله تعالى يفكر عبدالله الذهاب في زيارة دينية إلى مكة المكرمة خلال شهر رمضان المبارك لأداء العمرة.
أما علي تركي فيبدو أنه سافر وعاد مبكرا من إجازته الصيفية التي قضاها خارج البلاد في شهر يونيو الماضي، لافتا إلى أنه فضل الذهاب في أول الصيف قبل أن تشهد البلاد السياحية زحام المصطافين وحتى يأتي باكرا إلى الدوحة ويعاود عمله. ويؤكد علي أنه يفضل قضاء شهر رمضان في قطر لأن الإجازة لا تصلح في شهر الصوم.
إجازة في قطر
وفي سياق متصل، يقول سعود راجح إن ظروف عمله اضطرته للبقاء في الدوحة هذا العام، وبالتالي فإنه لن يسافر لقضاء إجازة صيفية كما هي عادته في كل عام، مشيرا إلى أن حلول شهر رمضان في فترة الصيف يؤثر كثيرا على خيارات الناس لإجازاتهم. ويوضح أنه سيأخذ إجازته خلال شهر رمضان المبارك، وسيقضيها في قطر للراحة والتفرغ للعبادة بعيدا عن ضغوطات العمل والحياة.
وإذا كان المواطنون يفضلون قضاء شهر الصوم في بلادهم بسبب الأجواء العائلية والدينية التي تفرضها طبيعة حياتهم فإن عددا كبيرا من المقيمين يفضل أيضاً السفر إلى بلادهم في شهر الصوم لقضاء الإجازة الصيفية بالقرب من أهاليهم وأقاربهم وحتى يسترجعوا طقوس بلادهم الخاصة في استقبال شهر رمضان المبارك التي حرموا من قضائها مع ذويهم وأقاربهم بسبب حلول شهر رمضان في الشتاء، وعادة ما يكون موسم مدارس. أما الآن وقد حل رمضان المبارك في فصل الصيف فإن بعض المقيمين وجدوها فرصة سانحة لاصطحاب أولادهم والسفر إلى بلادهم الأم لقضاء شهر رمضان فيها.
رمضان ولمة العائلة
زينة هورو هي واحدة من هؤلاء التي فضلت قضاء إجازتها الصيفية في سوريا إلى جانب أهلها، ويبدو أنها وجدتها فرصة سانحة لتصوم مع عائلتها هناك. تقول زينة: «منذ سنوات عدة لم أقض شهر رمضان برفقة عائلتي وأجد أنها فرصة سانحة الآن بما أن أولادي في إجازة من المدرسة أن يتعرفوا على عادات وتقاليد بلادنا في شهر الصوم وأسترجع بعض الذكريات الجميلة لطفولتي خلال شهر رمضان من الموالد الدينية، وسماع نداء المسحراتي وغيرها من الطقوس الجميلة.
إلى ذلك، تنوي رنا درويش أيضاً قضاء إجازتها الصيفية في رمضان في بلدها لبنان برفقة عائلتها وأصدقائها، وتشير إلى أنه «منذ وقت طويل لم يصادف أني قضيت رمضان في لبنان مع أهلي منذ حوالي خمس سنوات، وقد حان الوقت لتغيير هذه العادة». وتؤكد رنا أن تصادف حلول شهر رمضان مع الإجازة الصيفية وبالتالي عطلة الأولاد من المدارس كان له دور كبير في هذا الخيار وأشكر الله على ذلك.