«الرعاية» تحذر من خطورة ضربات الشمس على أصحاب الأمراض المزمنة

alarab
الملاحق 12 يونيو 2024 , 01:16ص
حامد سليمان

أكدت الدكتورة ياسمين سيد حنفي عبد الرحمن استشاري طب الأسرة في مركز غرافة الريان الصحي على أهمية انتباه الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، وكبار السن من خطورة الحر الشديد عليهم، موضحة أن الخطورة قد تتلخص في كلمة واحدة وهي «الجفاف»، لافتة إلى تنوع الإصابات الناتجة عن الحرارة خلال فصل الصيف كالإجهاد والإنهاك الحراري والتشنجات الحرارية وضربة الشمس.

وأوضحت د. ياسمين عبد الرحمن لـ «وقاية» أن المرض المزمن هو حالة مرضية أو مرض دائم أو طويل الأمد في آثاره، أو مرض يأتي مع الوقت يستمر ويتقدم بشكل بطيء هذا المرض غالباً لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، وأن الأمراض غير السارية والمعروفة باسم الأمراض المزمنة أو المرتبطة بنمط الحياة، تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة والسرطانات وأمراض الرئة المزمنة وداء السكري.

الإجهاد الحراري
وأكدت أن الإجهاد الحراري يختلف عن ضربة الشمس حيث إن الأخيرة تحدث نتيجة التعرض المباشر للشمس، مما يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم، أما الحالة الأولى فتنتج عن التعرض للحرارة المرتفعة بشكل غير مباشر أو بعيدا عن أشعة الشمس سواء في أماكن الظل أو حتى داخل الغرف.
وقالت: تحدث الإصابات عندما يصل الجسم إلى أن يكون غير قادر على تبريد نفسه بشكل صحيح، حيث يفشل في تنظيم درجة حرارته مع حرارة البيئة المحيطة، وتلك الإصابات تتطلب تدخلا عاجلا بل وأحيانا طارئا، لذا وجب التعرف على أعرضها مبكرا بل والأفضل بالطبع الوقاية منها.
وأضافت: أعراض الإجهاد الحراري هي الاعياء والضعف والدوار او الدوخة، والغثيان والصداع، وأحيانا تبدأ بأن يشعر الشخص أنه ليس على ما يرام أو سيمرض أو أنه مجهد بشدة، ومن بين الاعراض التعرق الشديد ومع ذلك يكون الجلد إما مصاحبا له طفح جلدي يسمى بالطفح الحراري أو أن يكون شاحبا ودبقا أو رطبا، وأحيانا يصاحبه التشنجات الحرارية وهي تشنجات مؤلمة في العضلات بالذات عضلات الأطراف كالذراعين والساقين أو حتى العضلات اللاإرادية كجدار المعدة، والتنفس بمعدل سريع والخفقان وارتفاع حرارة الجسم والعطش الشديد.
 
أعراض ضربات الشمس
 وتابعت د. ياسمين عبد الرحمن: ان اعراض ضربات الشمس هي ارتفاع درجة حرارة الجسم وتغير الحالة العقلية، والتعرق الشديد أو على العكس الجفاف وسخونة الجلد والتوقف عن التعرق وارتفاع حرارة الجسم تعتبر انها إشارة خطر ويجب سرعة العلاج. كذلك الغثيان والقيء والدوخة والصداع واحمرار الجلد والخفقان والنهجان واخطر الاعراض هو فقدان الوعي.

علاج الإجهاد الحراري
وأوضحت أن من اهم الخطوات لعلاج الاجهاد الحراري الراحة في منطقة باردة وتحرير الثياب الضاغطة، وجعل المصاب يستلقي ويرفع قدميه قليلا إضافة الى شرب الماء الفاتر أو مشروب خفيف آخر يفضل إن أمكن أو كان متاحا (مشروب رياضي أو مشروب معالجة الجفاف) ولكن الشرب يكون بجرعات صغيره مبدئيا. كذلك تبريد الجسم بمناشف مبللة أو رذاذ ماء مع التهوية الجيدة ولو كان متاحا يتم تشغيل المراوح، إضافة إلى وضع أكياس الجل البارد في قطعة قماش ووضعها على رقبة وتحت إبط الشخص المصاب، ومراقبة الشخص المصاب والبقاء معه الى أن تنخفض حرارة الجسم ويبدأ في الشعور بالتحسن خلال 30 دقيقة، ولكن إذا تفاقمت الأعراض للتقيؤ أو تشوش اليقظة والبلبلة لا تنتظر إلى أن يحدث فقدان للوعي واتجه فورا لتلقي المساعدة الطبية أو اطلب الاسعاف.

أصحاب الأمراض المزمنة
ووجهت الدكتورة ياسمين سيد حنفي نصائح عامة وخاصة لأصحاب الأمراض المزمنة لتجنب الأمراض الأكثر شيوعا في فترة الصيف وتجنب الاصابات الناتجة عن الحرارة، أهمها ارتداء ملابس خفيفة فضفاضة وقطنية وتجنب الثقيلة والداكنة، والبقاء قدر الإمكان في مكان مكيف أو ذي حرارة معتدلة والتقليل أو عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة أو لدرجات حرارة مرتفعة حتى لو بالظل. وضع واق للشمس على الأماكن المكشوفة وإعادة وضعه حسب التوجيهات وارتداء قبعة عريضة الحواف وارتداء نظارات الشمس واستخدام الشمسية الفاتحة اللون كي تعكس ضوء الشمس.
وقالت: من المهم التعرف على علامات وأعراض الاصابات الناتجة عن الحرارة والإسعافات الأولية ومتى يستدعي الأمر التوجه للحصول على العلاج في المركز الصحي أو المستشفى، وعلى صاحب المرض المزمن ان يحمل كارتا به تشخيص حالته والأدوية التي يأخذها في جيبه أو حقيبته.

اتباع نمط صحي
وأضافت: يمكننا السيطرة على المرض والتحكم به من خلال اتباع نمط صحي والمحافظة على العلاج الدوائي المنتظم تحت إشراف الطبيب المختص والابتعاد عن عدم الالتزام بالنمط الصحي لأنه يؤدي الى الدخول في غيبوبة سكرية مما يؤدي لجفاف شديد في الجسم، وشرب الكثير من السوائل بغض النظر عن النشاط المبذول ولا تنتظر الإحساس بالعطش مع الابتعاد عن المشروبات السكرية ولكن انتبه إلى أنه يجب استشارة الطبيب عن مقدار السوائل المسموحة في حالة مرضى الفشل أو القصور الكلوي ومرضى قصور عضلة القلب والتي بها تحديد مسبق لكمية السوائل.
وأردفت: من المهم تناول الأطعمة التي تحتفظ بالماء لفترة طويلة كالخضراوات الورقية والخيار، وتجنب الوجبات الثقيلة أو الساخنة التي تزيد من حرارة الجسم وتتسبب في سحب الدم للجهاز الهضمي وتجنب الاكل شديد الملوحة والمخللات، وكذلك تقليل تناول الأطعمة خارج المنزل لتجنب التسمم الغذائي وما قد يسببه من قيء وإسهال وما يتبعهم من فقدان لسوائل الجسم أو حتى الجفاف وأيضا من ضعف للجهاز المناعي.
وأكدت على أهمية تجنب اختلاط كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة بغض النظر عن الفئة العمرية بأي من أفراد العائلة عند إصابتهم بنزلة معوية أو أعراض اصابة الجهاز التنفسي أو أي من الأمراض الانتقالية (المعدية) وذلك لضعف جهازهم المناعي.