«يوتنج»: تعاون إستراتيجي لتنفيذ رؤية قطر في استخدام الطاقة النظيفة

alarab
اقتصاد 12 يونيو 2023 , 01:06ص
تشنغتشو- سامح الصديق

أكدت شركة يوتنج الصينية رائدة صناعة الحافلات الكهربائية في العالم على التعاون الوثيق والشراكة الاستراتيجية مع دولة قطر لتنفيذ رؤيتها بالتحول الكامل لأسطول النقل العام لاستخدام الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة بحلول عام 2030، مشيرة إلى سعيها إلى تقديم الأفضل دائما لعملائها من خلال منتجات تلبي احتياجاتهم وبالمواصفات التي يطلبونها وتتلاءم مع البيئة المحيطة والموقع الجغرافي. 
وكشفت «يوتنج» خلال مؤتمرها العالمي الذي نظمته مؤخرا تحت شعار «Drive Your Value» عن مجموعة كاملة من المنتجات الكهربائية التجارية في ثلاث فئات رئيسية من الحافلات والشاحنات والمركبات ذات الاستخدامات الخاصة.
واجتذب المؤتمر أكثر من 500 من ممثلي عملاء شركة يوتنج من 25 دولة ومنطقة حول العالم حيث جرى تعريفهم باتجاه التطوير المستقبلي لاستخدام الطاقة الجديدة في تشغيل مختلف وسائل النقل. 
وجرى على هامش فعاليات المؤتمر عرض تشكيلة علامة «يوتنج» الكاملة من 15 منتجًا جديدًا باستخدام الطاقة الكهربائية، بما في ذلك الحافلات والشاحنات والمركبات الخاصة، وتركز استراتيجية الشركة على سيناريوهات السفر واللوجستيات والعمليات، حيث تم تطوير وصياغة حلول لتسعة قطاعات متنوعة بما في ذلك النقل العام الحضري والريفي المتكامل.
كما أطلقت الشركة رسميًا منصة «YEA» وهي منصة تكنولوجيا تحكم متكاملة للمركبات التجارية للطاقة الجديدة. تتمتع هذه المنصة الأولى من نوعها والمتكاملة للبرامج والأجهزة والمخصصة للمركبات الكهربائية بإمكانية إحداث ثورة في قطاع المركبات التجارية للطاقة الجديدة في الصين والعالم. 
ومع إطلاق منصة «YEA» تحقق يوتنج تكاملًا سلسًا بين البرامج والأجهزة، وبالتالي تعزيز أمان المنتجات وموثوقيتها وكفاءتها بشكل كبير. وتوفر المنصة تكاملاً فائقًا وقابلية للتطوير والتطور الذاتي، وبالتالي تلبية متطلبات السيناريو الكامل لقطاعات المركبات التجارية المختلفة.
وأوضحت شركة يوتنج أن الأساس التقني لـ «YEA» يقوم على مكونين أساسيين هما - هندسة البناء C و YOS حيث تعمل C بمثابة العقل الذكي للمركبة التجارية. وهي تتألف من وحدة حوسبة مركزية، ووحدة تحكم متعددة الوظائف، ووحدة تحكم ذكية في مجال الكابينة، أما وحدة تحكم مجال المساعدة المتقدمة للقيادة YOS فهي اسم نظام تشغيل المركبات التجارية، وهو نظام تشغيل مطور ذاتيًا بهندسة معمارية C.
وأشارت الشركة إلى أن الجمع بين هذين المكونين الأساسيين يعمل على تسهيل الاندماج الوظيفي وإعادة التوزيع، مما يؤدي إلى زيادة بنسبة 200٪ في قوة الحوسبة وتحسين كفاءة التحكم بنسبة 100٪. وتضمن YEA الفصل الكامل بين البرامج والأجهزة أثناء إدارة جميع البرامج والأجهزة المعنية من خلال نظام إدارة موحد. 
وعلى هامش الفعاليات نظمت شركة يوتنج مؤتمرا صحفيا لوسائل الإعلام العالمية بحضور خمسة من القيادات العليا بالشركة تناول الخطط المستقبلية القريبة والبعيدة المدى وتوجهها نحو بعض الأسواق حول العالم وأبرز المنتجات التي تشهد إقبالا من جانب العملاء. 
وقال هؤلاء إن شركة يوتنج لديها خطط ورؤى مستقبلية تقوم على تقديم منتجات عالية الجودة تتماشى مع التطورات والتوجهات العالمية خاصة فيما يتعلق بالاستدامة والحفاظ على البيئة من خلال التركيز على إنتاج الحافلات ووسائل النقل المختلفة التي تعتمد في تشغيلها على البطاريات. 
وردا على سؤال لـ «العرب» حول التعاون مع دولة قطر وعدد الباصات التي تم تسليمها خلال السنوات الثلاث الأخيرة قال مدير المبيعات لمنطقة الخليج والشرق الأوسط إن شركة مواصلات «كروة» واحدة من أهم العملاء في العالم بالنسبة لشركة يوتنج، مضيفا أن بطولة كأس العالم 2022 كانت مشروعا هاما ومحوريا بالنسبة لأعمال الشركة وفرصة عظيمة لتجربة أسطول الحافلات الكهربائية في أجواء جماهيرية يشهدها العالم أجمع.
وأوضح أن الأجواء المناخية في منطقة الخليج ودولة قطر ذات طبيعة مختلفة خاصة في فصل الصيف مع ارتفاعها إلى مستويات قياسية وعليه حرصت الشركة من خلال تعاونها مع «كروة» على إنتاج إصدار خاص من البطاريات يعتمد على التبريد وكذلك تعديل نظام التكييف بالحافلات للمساعدة في تبريد البطاريات خاصة في فصل الصيف. 
وتابع: «تعاوننا هام واستراتيجي وحيوي حيث تم تسليم نحو 900 حافلة كهربائية بأحجام وأشكال مختلفة إلى الدوحة خلال السنوات الثلاث الأخيرة ونتطلع إلى زيادتها مستقبلا». 
وعن خطط الشركة للتوجه نحو الأسواق الخليجية وهل هناك نية لإنشاء مصنع لتجميع الحافلات بالمنطقة قال: «منطقة الخليج هامة بالنسبة لنا ولدى دولها خطط طموحة للتوسع في استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة خاصة الحافلات الكهربائية وعليه نسعى للتعاون مع الحكومات والمؤسسات في هذه الدول وتلبية طلباتهم في منطقة غنية وتمتلك بنية تحتية متقدمة بما يخدم رؤيتهم المستقبلية».
وحول تنوع منتجات علامة «يوتنج» أوضح أن هناك العديد من الأسواق حول العالم تختلف في طبيعتها عن الصين لذلك تحرص الشركة على تقديم منتجات مميزة بجودة عالية تلائم هذه الأسواق وتعكس تطور الصناعات وملاءمتها للعملاء. 
بدوره أكد مدير التسويق بالشركة أن استراتيجية «يوتنج» قائمة على الصراحة والصدق ضمن التزامها الأخلاقي تجاه العملاء قائلا: «الصدق هو أولى خطوات النجاح.. كما أن لدينا الخبراء القادرين على خدمة العملاء والحلول التي تخدم الجميع».
جدير بالذكر أن يوتنج هي شركة صينية تعمل في مجال تصنيع الحافلات والمعدات الثقيلة تأسست سنة 1963، ويقع مقرها الرئيسي في مدينة تشنغتشو، بمقاطعة خُنان، وتنتج الشركة حوالي 65 ألف حافلة ومينى باص سنويًا، وهو ما يمثل حوالي 40% من إنتاج الحافلات في السوق الصينية وحوالي 13% من صادرات الحافلات والمينى باص الصينية للأسواق العالمية.

الشيبة: نظام نقل متكامل بمستوى عالمي

أكد السيد عبدالله الشيبة مدير إدارة المشتريات والتوريدات بشركة مواصلات «كروة» أن استراتيجية الاعتماد على المركبات الكهربائية في شبكة النقل العام بالدولة تسير وفق المخطط وذلك تطبيقًا للخطة التي أعدتها وزارة المواصلات بالتعاون مع الجهات المعنية، التي تعد جزءًا من استراتيجية الوزارة الرامية إلى توفير نظام نقل متكامل متعدد الوسائط على مستوى عالمي يقدم خدمات آمنة وموثوق بها وصديقة للبيئة، بما يتماشى مع تحقيق ركائز رؤية قطر الوطنية 2030 المتمثلة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والاستدامة البيئية. 
وقال الشيبة في تصريحات خاصة لـ «العرب» على هامش فعاليات المؤتمر إن شركة مواصلات «كروه» تعمل على خطة شاملة أيضا لتحويل جميع سيارات الأجرة والتاكسي إلى سيارات تعمل بالطاقة الكهربائية خلال السنوات المقبلة، حيث جرى شراء سيارات كهربائية، يتم تشغيلها لخدمة مطار حمد الدولي وبعض المناطق الحيوية في الدوحة مشيرا إلى أن «كروه» تضع الجودة والسلامة في صدارة أولوياتها، كما تسعى أيضا لتحقيق معدل صفر انبعاثات كربونية بحلول 2030.

تعاون وثيق
وأشار مدير إدارة المشتريات والتوريدات بشركة مواصلات «كروة» إلى أن شركة يوتنج تعد واحدا من أبرز موردي الحافلات الكهربائية بأحجامها المختلفة لدولة قطر وهناك تعاون وثيق مع الشركة وظهر ذلك جليا خلال بطولة كأس العالم 2022 حيث استحوذت الشركة على نصيب كبير من وسائل النقل خلال البطولة والتي ساهمت في دعم خدمات ميترو لينك، بالإضافة إلى استخدامها في مسارات النقل العام في مدينة الدوحة، فضلا عن استخدامها في مدينة لوسيل ومدينة الخور لنقل الجماهير. 
وبين أنه جرى تعديل الحافلات الكهربائية كلياً بالتعاون مع «يوتنج» لتتناسب مع طبيعة الطقس والطرق في دولة قطر، وتم تزويدها ببطاريات تعد أحدث البطاريات والأكثر سلامة في مجال صناعة المركبات، التي يمكنها السير لأكثر من 200 كيلو متر بشحنة واحدة، مؤكدا على أن الحافلات الكهربائية تتوافق مع أعلى معايير السلامة.

بنية تحتية قوية
وعن البنية التحتية للنقل العام ومدى ملاءمتها للحافلات الكهربائية قال الشيبة إن دولة قطر لديها 8 محطات رئيسية للحافلات تتوزع في مناطق رئيسية بالدولة وتحتوي جميعها على معدات الشحن الكهربائي كما أن هناك مستودع حافلات لوسيل الذي يعد أكبر مستودع للحافلات الكهربائية على مستوى العالم حيث تصل طاقته الاستيعابية إلى 478 حافلة، وكذلك أول مستودع حافلات في الشرق الأوسط يعتمد على مصادر الطاقة الشمسية حيث يتميز باحتوائه على نحو 11 ألف وحدة من الألواح الشمسية تولد طاقة مقدارها 4 ميجاواط. 

الحافلات ذاتية القيادة
وحول الحافلات ذاتية القيادة التي تمت تجربتها في شوارع الدوحة العام الماضي وهل هناك نية لإطلاقها مستقبلا ضمن خدمات «كروة» قال إن وزارة المواصلات تسعى لجلب أحدث النظم التكنولوجية وأفضل الممارسات العالمية في مجال النقل وذلك بهدف استخدام وسائط نقل عام ذكية وعديمة الانبعاثات الكربونية ولكن هذا النوع من الحافلات لا زال قيد التجربة ولم تتضح الرؤية بعد حول الاستعانة به في منظومة النقل بدولة قطر. 
وفي الختام أكد السيد عبدالله الشيبة أن استراتيجية شركة مواصلات «كروة» تقوم على تقديم مستوى عال من خدمات النقل العام في دولة قطر طبقًا لأعلى المواصفات والتكنولوجيا والمتطلبات العالمية إلى جانب التكامل مع وسائل النقل العام الأخرى كمترو الدوحة وترام لوسيل.