اشتباه في إصابة مقيمة بريطانية بـ «إي كولاي»

alarab
محليات 12 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - إسماعيل طلاي
أكد الشيخ الدكتور محمد بن حمد مدير إدارة الصحة العامة أنه لم تسجل أي حالة وفاة في قطر بسبب مرض البكتيريا المعوية «إشيريشيا كولاي» (EHEC)، باستثناء حالة اشتباه واحدة لمقيمة بريطانية توجد تحت المتابعة في مستشفى حمد العام، لكنها غير مصابة بالجرثومة المسمومة والقاتلة. في وقت تم فيه إتلاف كميات بسيطة من فواكه وخضراوات، من باب الاحتياط. وفي مؤتمر صحافي عقد بمقر المجلس الأعلى للصحة، قال مدير إدارة الصحة العامة إنه بمجرد انتشار أنباء عن انتشار المرض في دول أوروبا، وبخاصة شمال ألمانيا، تحركت السلطات في قطر باتخاذ إجراءات احترازية احتياطية، حيث تم إتلاف كميات بسيطة من الفواكه استوردت من دول أوروبية من باب الاحتياط. وأوضح أن إدارة الصحة العامة تقوم بمراقبة الوضع باستمرار، حيث أشارت آخر التحقيقات الوبائية ودليل سلسلة الغذاء في ألمانيا، إلى أن البراعم المستنبتة في مزرعة في ولاية ساكسونيا السفلى في ألمانيا هي المسؤولة عن التفشي الراهن لمرض «إي كولاي». وطمأن الدكتور محمد الجميع، مؤكداً أن دولة قطر لا تقوم باستيراد تلك البراعم من ألمانيا، بينما أوصى بعدم أكل الخيار والطماطم والخضراوات الورقية، والتي تم سحبها من ألمانيا. وأهمية التقيد الصارم بتعليمات النظافة العامة عند تناول الأغذية، وبعد الانتهاء من دورة المياه، وعند التعامل مع المرضى كوسيلة مهمة للوقاية من انتقال العدوى المختلفة. وبين أن المجلس الأعلى للصحة، ممثلاً بإدارة الصحة العامة، والجهات المعنية الأخرى، سيقومان باستمرار برصد ومتابعة الوضع الدولي عن كثب، وأمل في القريب بسحب الحظر المؤقت المفروض على الخيار والطماطم والخس القادمين من إسبانيا. وأكد في هذا الصدد، قيام السلطات الصحية بتعقيم شامل للخضراوات والفواكه القادمة من دول أوروبية، مشيرا إلى أن الكميات القادمة من الدول المعنية بانتشار الوباء قليلة ولا تكاد تذكر. وشدد الدكتور آل ثاني على طمأنة المستهلكين بأن الوضع «آمن ومطمئن»، وليست هناك مخاوف من انتشار الوباء، مشيرا إلى وجود حالة اشتباه واحدة فقط، توجد حاليا تحت المعاينة بالمستشفى، وهي لمقيمة من جنسية بريطانية، قدمت إلى الدوحة منذ 10 أيام فقط، قائلا: «هي حالة اشتباه واحدة فقط، لكن لم تظهر أي حالة مسمومة، وقد أرسلنا عينات من الدم إلى الخارج للتأكد من خلوها من الوباء». ولفت إلى أن البريطانية المشتبه فيها، والموجودة تحت الرقابة الطبية، أكلت في مطاعم عدة داخل بريطانيا والدوحة، وقد أكد الأطباء إصابتها بإسهال، لكن لا سموم ثبتت عليها منذ 3 أيام من خضوعها للمعاينة والمتابعة الصحية الدقيقة، وبينت الفحوصات المبدئية أن حالتها مطمئنة». أفضل وقاية وطمأن الدكتور محمد المواطنين والمقيمين على حد سواء بقوله: «من الصعب انتقال الوباء بين الناس عن طريق الغذاء، أو سطوح الأيدي مثلا، والحل الأمثل هو ضرورة الغسيل الجيد والصحي للأيدي، وطهي اللحوم جيدا، إلى جانب غسل الخضراوات قبل استهلاكها»، مشيرا إلى أن «المرض لا ينتقل إلا بعد 3 إلى 4 أيام من تناول الشخص للطعام المسموم. كما أنه لا خوف من انتقال العدوى بين المرضى في المستشفيات». بدوره، قال الدكتور عبد اللطيف الخال، استشاري أمراض معدية بمؤسسة حمد الطبية إن الجرثومة التي تشغل بال العالم اليوم ليست بالشيء الجديد، وهي معروفة منذ عام 1980، وبين الحين والآخر يظهر وباء محدود في أية دولة، وأكثر الأوبئة تكون في اليابان وأميركا، وهي تنتشر بواسطة لحوم البقر في العادة، وأحيانا عبر الخضر والفواكه والعصير الطبيعي». وأضاف: «معظم الحالات تتماثل للشفاء، وقليلة جدا الحالات التي يتعرض أصحابها لمرض مصحوب بتكسر في الدم والفشل الكلوي. وما حصل أن هذا النوع المنتشر هذه الأيام هي جرثومة تنتمي إلى «إي كولاي»، وتعتبر نوعا جديدا، وانتشرت بشكل سريع في شمال ألمانيا بدرجة خاصة»، مشيرا إلى أن «30% من الحالات عرفت مضاعفات، وهي عالية مقارنة بأوبئة أخرى». وأكد الدكتور الخال أنه تم تسجيل 25 حالة وفاة حتى الآن في العالم بسبب الوباء الجديد، و1200 حالة تم اكتشافها. وبين أن أبحاث الأطباء والمختصين أثبتت أن الخضر والفواكه هي المصدر الأول لانتشار الوباء -حتى الآن- في دول أوروبية، لكن العلماء ليسوا متأكدين بأنها السبب الرئيس بنسبة 100% حتى اللحظة. 15 حالة نزلة معوية سنوياً وعن الحالة القطرية، أشار استشاري أمراض معدية بمؤسسة حمد الطبية إلى أنه «يتم اكتشاف 10 إلى 15 حالة سنويا يعاني أصحابها من النزلة المعوية، أو «الكولانس»، وهي نوع من أنواع هذه الجراثيم، معظمها متوسطة الشدة، وتتحسن مع تلقي العلاج، لكن الأطباء لم يكتشفوا أية إصابات في مستشفيات مؤسسة حمد الطبية يحمل أصحابها مصابون بالجرثوم السام والقاتل». وعن أعراض الإصابة بالمرض، أشار الدكتور عبد اللطيف الخال إلى أنها تتركز في وجود مغص بالمعدة مصحوب بإسهال، وظهور دم في البراز، وترجيع (تقيؤ)، لكن الاشتباه الحقيقي لا بد أن يكون صاحبه قد سافر إلى الخارج، وخاصة شمال ألمانيا، حيث انتشرت حالات الوفيات بالمرض بشكل أكبر، إلى جانب المناطق المجاورة لهامبورغ». ولفت إلى أن «الأعراض تتشابه بين النزلات المعدية، لكن 90% من الإصابات يكون فيها الدم في البراز بنسبة عالية. لكن في حالة إصابة المريض بإسهال دون جفاف ولا حرارة، فلا يستدعي الأمر القلق، إلا في حالات الأطفال، فينصح بزيارة الطبيب. كما أن احتمال انتقال المرض عن طريق المصافحة بالأيدي ضعيف جدا». ونصح الدكتور الخال المستهلكين بضرورة التزام الطهي الجيد للحوم الحمراء، وعدم تناول لحوم لم تطهَ تحت درجة 70، إلى جانب ضرورة غسل الأيدي بشكل صحي، وعدم قطع اللحم النيئ في مكان قطع الخضراوات، أو وضع اللحوم النيئة فوق الخضراوات، مشيرا إلى أن 10% من الأبقار في أمعائها الجراثيم المسمومة، كما أن الجراثيم تتسلل في العادة من لحوم غير مطهية بشكل جيد. تعاون مع مختبرات عالمية وعن الإمكانات التي تتوفر عليها مستشفيات حمد الطبية لفحص المرض واكتشافه، قال الدكتور الخال «إن الفحص الدقيق غير متوفر إلا في المراكز البحثية العالمية، وهناك تعاون بينها وبين مؤسسة حمد الطبية، ولدينا قدرة اكتشاف الجرثومة وتبعاتها في البراز، ولو تبين حصول سموم في البراز نرسل عينات إلى المختبرات العالمية التي نتعاون معها، وتصلنا النتائج خلال يومين»، مضيفا «حتى الآن أرسلنا عينات من المقيمة البريطانية إلى مختبر في الخارج، ولا وجود لحالات إصابة بالجرثومة المسمومة القاتلة، والحالة المكتشفة خفيفة، لكننا نتابع فحصها من باب الحرص والوقاية». وبخصوص الاحتياطات التي اتخذت على الحدود البرية، قالت السيدة سن الباكر مدير سلامة الأغذية والصحة البيئية «بعد رصد المرض في شمال ألمانيا، بدأنا التحرك، ولدينا لجنة حول سلامة الأغذية، وعقدنا اجتماعا طارئا، حيث اتخذنا توصيات عاجلة بحظر استيراد الفواكه والخضار من ألمانيا وإسبانيا ، وقد اتخذنا الخطوات بعد الاتصال بدول مجلس التعاون الخليجي والأمانة العامة للمجلس». وأشارت إلى أنه «بالنسبة لقطر، فإن هناك حظرا للخضراوات والفواكه المستوردة من أوروبا، وهي كميات قليلة، في حين نادرا ما يتم الاستيراد من إسبانيا، بينما تم إتلاف كميات قليلة جدا من الفواكه المستوردة من إسبانيا من باب الاحتياط». كما لفتت إلى أنه تم تبليغ السفارات المعتمدة بالدوحة بالإجراءات الاحترازية المتخذة، وأكدت لجنة سلامة الأغذية ضرورة الحصول على شهادات صحية لتأكيد خلو الشحنات التي تدخل قطر من هذا النوع من الجرثومة القاتلة. كما أكدت حرص المجلس الأعلى للصحة على توعية المجتمع بالوباء، في المطارات وعبر الإعلام، لكن من دون التهويل. كما أثنت على الوعي الذي وجدته لجنة سلامة الأغذية لدى التجار، وحرصهم على الوقاية وسلامة الأغذية التي تباع للمستهلكين في الأسواق.