قال تجار ذهب في الدوحة إن السوق المحلية تتأهب في الوقت الحالي لاستقبال موسم الزواج والإجازات السنوية التي يكثر فيها الطلب على المعدن النفيس، حيث تمر السوق حاليا بفترة من الهدوء مع إجراء الامتحانات الدراسية إذ أشار بعض التجار إلى أن المواطنين يفضلون انتهاء الامتحانات لكي يقيموا أعراسهم والمقيمين ينتظرون إنهاء الامتحانات للسفر وقضاء إجازاتهم. توقع هؤلاء التجار في تصريحات لـ «العرب» أن تحافظ مبيعات الذهب خلال الموسم الحالي على نفس مستوياتها السنوية رغم بلوغ الذهب إلى مستويات قياسية مقارنة بالعام الماضي. مؤكدين أن العملاء تعودوا على هذا المستوى المرتفع لأسعار المعدن الأصفر. وارتفعت أسعار الذهب بنسبة %15.7 مقارنة بشهر يناير من العام الحالي، حيث قال عبدالرحمن السعدي مسؤول عن أحد محلات المجوهرات في سوق الذهب إن سعر أونصة الذهب بلغ نحو 1530 دولارا يوم الجمعة وإن أسعار الذهب في السوق المحلية قد بلغت 156.5 ريال بالنسبة لعيار 21 و164 ريالا لعيار 22 و134.3 ريال لغرام الذهب عيار 18 ويضاف إلى ذلك كلفة «المصنعية» أو كلفة اليد العاملة التي تتراوح بين 20 ريالا و25 ريالا للغرام الواحد حسب جودة المصوغ، مع العلم أن هذه الأسعار تبقى هي نفسها خلال يوم الجمعة والسبت واليوم الأحد، نظرا لإغلاق الأسواق العالمية للذهب يوم السبت والأحد. وأوضح صالح الجرادي صاحب متجر تيماء للمجوهرات أن السوق الحالية تمر بفترة من الهدوء في انتظار انتهاء الامتحانات الدراسية والتي ينطلق بعدها موسم الأعراس والإجازات السنوية حيث يتميز هذا الموسم بفترة الذروة في المبيعات وإقبال كبير من قبل المواطنين المقبلين على الزواج والمقيمين الذين يستعدون للسفر وقضاء إجازتهم السنوية في بلدانهم. وقال صالح: «نحن نتأهب في الفترة الحالية لاستقبال موسم الزواج والإجازات الذي يكثر فيه إقبال العملاء على شراء المجوهرات والمصوغ». وأوضح الجرادي أن سوق الذهب المحلية استعادت استقرارها في ظل بلوغ أسعار الذهب إلى مستويات مرتفعة بعد موجة الارتفاع التي عرفتها أسعار المعدن الأصفر عقب الأزمة المالية العالمية عام 2008. مشيراً إلى أن العملاء تقبلوا المستوى الحالي لأسعار الذهب في السوق واستعادوا شهيتهم في الشراء من جديد. وتوقع صالح أن تحافظ السوق على نسق مبيعات مرتفع خلال الموسم الحالي يضاهي الأعوام السابقة. من جهته، قال عبدالله السعدي مسؤول عن أحد محلات الشلوي للمجوهرات إن الامتحانات الدراسية شارفت على الانتهاء وإن موسم الأعراس سينطلق في الأيام القليلة القادمة ومعها ترتفع مبيعات الذهب في السوق. مشيراً إلى أن هناك جانبا من العملاء قد بدؤوا في شراء ما يلزمهم من مجوهرات قبل انطلاق فترة الامتحانات والباقي ينتظرون انتهاء الامتحانات الدراسية وانطلاق موسم الأعراس رسميا للإقبال على السوق وشراء ما يلزمهم من مصوغ. مشيراً إلى أن موسم الأعراس ينطلق مع انطلاق الإجازات السنوية. وأوضح اليافعي أن الفترة الحالية تتميز بتزود محلات الذهب في السوق بالذهب استعدادا لموسم الأعراس، وذلك يرفع حركة استيراد الذهب حيث يتوقع زيادة إقبال العملاء على السوق بعد فترة الامتحانات بالنسبة للمواطنين المقبلين على الزواج وكذلك المقيمين الذين يسافرون لقضاء إجازاتهم في بلدانهم وهم يقبلون على شراء الذهب لتقديمها كهدايا لأقاربهم. وتوقع عبدالله أن تحافظ مبيعات الذهب خلال الموسم الحالي على نفس الزخم الذي سجلته قبل عام. مشيراً إلى أن العملاء تعودوا على المستوى المرتفع لأسعار وتبدد التردد في قراراتهم بالشراء خصوصا أن أسعار الذهب في الأسواق العالمية تشهد تراجعا طفيفا في الفترة الحالية من شأنه أن يشجع العملاء على الشراء قبل عودة الأسعار إلى الارتفاع. إلى ذلك، قال عبدو علي اليافعي صاحب متجر «جواهر قطر» إن السوق في الفترة الحالية ضعيفة مع ارتفاع أسعار الذهب، ولكن الأمور تتغير وتشهد أسعار الذهب تذبذبا بين ارتفاع وتراجع وتتحسن السوق وتسوء مع هذه التطورات. مشيراً إلى أنه لا يمكن توقع تطور أسعار الذهب في المستقبل مع كل هذه التطورات التي يشهدها العالم. وحول موسم الزواج قال عبدو علي إن المبيعات من المؤكد أنها ستشهد قفزة في الفترة القليلة القادمة، ولكن ليست بالأهمية التي كانت عليها في الأعوام السابقة، وأصبح العملاء يترددون في شراء الذهب مع الارتفاع الذي بلغه في العامين السابقين، وأصبحت عملية الشراء مقتصرة على مستلزمات العرس فقط. وقال: «السوق يضعف قليلا في فترة الامتحانات لينتعش بعد ذلك لكنه يضل متميزا بضعف الشراء مقارنة بالأعوام السابقة». وأوضح عبدو علي أن الأمور لن تتحسن في الفترة القادمة ما دامت الاقتصادات الكبرى في العالم تواجه بعض الصعوبات في التعافي من الأزمة المالية العالمية. وأشار عبدو علي إلى أن الوقت الحالي غير مناسب لتفريط العملاء في ممتلكاتهم من الذهب خصوصا مع الارتفاع المتواصل للذهب بعد انفراج سوق المعدن الثمين في المنظور القريب. في المقابل، قال عبدو إن الوقت مناسب لمن يرغب في استبدال مصوغه بأخرى جديدة مع دفع الفارق المتمثل في كلفة المصنعية.