أكد السيد إبراهيم البوهاشم السيد، مدير دار الكتب القطرية، أن مشاركة الدار في الدورة الرابعة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب، المقامة حاليًا بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، تأتي هذا العام بزخم خاص، مشيرًا إلى أن التحضيرات بدأت قبل شهرين من انطلاق المعرض، حرصًا على تقديم مشاركة نوعية تعكس قيمة دار الكتب ومكانتها في المشهد الثقافي القطري.
وأوضح إبراهيم السيد أن جناح دار الكتب يضم هذا العام مجموعة من المخطوطات النادرة والكتب التي طُبعت على نفقة حكام قطر، بدءًا من الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، رحمه الله، مؤسس دار الكتب القطرية، مرورًا بالشيخ أحمد بن علي، ثم الشيخ خليفة بن حمد، وصولًا إلى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله. ولفت إلى أن هذه الكتب التي تمت طباعتها على نفقة الدولة، تشكل جزءًا من ذاكرة قطر الثقافية، وقد تم اختيار بعضها للعرض ضمن جناح الدار هذا العام، تقديرًا لقيمتها التاريخية والفكرية.
وأضاف أن من أبرز المعروضات في الجناح عددا من المصاحف الشريفة المخطوطة، بعضها مذهّب ويعود إلى قرون سابقة، إلى جانب ديوان المتنبي المخطوط الذي يعود للقرن السابع الهجري، فضلًا عن كتب نادرة أخرى تتوزع بين الآداب والعلوم والفكر الديني، كلها تشهد على عراقة التراث المكتبي القطري وثرائه.
وحول أهمية مبادرة عضوية أصدقاء دار الكتب القطرية التي تم إطلاقها بالمعرض قال السيد إبراهيم البوهاشم السيد لـ «العرب»: المعرض بهدف إلى توسيع دائرة التفاعل بين الدار والمجتمع، حيث سيتمكن الأعضاء من الاستفادة من خدمات الإعارة، والمشاركة في الورش والفعاليات الثقافية، والاطلاع على بعض المخطوطات النادرة غير المعروضة عادة للجمهور، إضافة إلى دعوات خاصة للنشاطات والفعاليات التي تنظمها الدار على مدار العام منوها بأن العضوية متاحة للقطريين والمقيمين.
وأوضح مدير دار الكتب أن الدار تحتفظ بأرشيف ضخم من الدوريات والصحف والمجلات القطرية والعربية، منها أعداد نادرة من جريدة “العرب” في بداياتها، ونسخ قديمة من صحيفة “الأهرام” المصرية. وأشار إلى أن بعض هذه المواد تعرضت للتلف نتيجة تقادم الزمن، ما استدعى اللجوء إلى شركات متخصصة في الترميم الميكروفيلمي، بالتعاون مع خبراء من مصر ولبنان، لإعادة ترميمها وحفظها بصيغ قابلة للاستخدام الأكاديمي والبحثي.
ونوه بأن دار الكتب تُعد من أوائل الجهات في منطقة الخليج التي طبقت نظام الإيداع القانوني منذ أوائل الثمانينيات، حيث يلتزم كل من ينشر كتابًا في قطر – سواء كان مواطنًا أو مقيمًا – بإيداع خمس نسخ منه في الدار. وتحصل هذه الكتب على رقم إيداع محلي، إضافة إلى رقم إيداع دولي، مما يعزز من توثيق الإنتاج الفكري الوطني ويدعمه بالمعايير العالمية.
وبيّن إبراهيم السيد أن معرض هذا العام يشهد كذلك مشاركة عدد من دور النشر القطرية الجديدة، مستفيدين من التسهيلات التي قدمتها وزارة الثقافة في استخراج تراخيص دور النشر، بدعم أيضًا من وزارات الدولة الأخرى مثل وزارة التجارة. واعتبر أن هذه الخطوة ستنعكس إيجابيًا على زيادة أرقام الإيداع، وتعزز من الحراك الثقافي والنشر في قطر.
وشدد على دور دار الكتب لم يعد يقتصر على حفظ الكتب والإعارة فقط، بل أصبحت المؤسسة حاضنة للتفاعل المجتمعي، ومنصة تعليمية وثقافية متجددة. وأكد أن الجهود مستمرة لتطوير بنيتها التحتية، وتوسيع رقعة الخدمات، وإطلاق مبادرات جديدة تواكب روح العصر، مع الحفاظ على إرثها العريق الذي يمتد لأكثر من 63 عامًا.