«مرقاة قطر» تطلق جولة جديدة من الخطيب القارئ

alarab
محليات 12 مايو 2021 , 12:33ص
الدوحة - قنا

واصلت مبادرة «مرقاة قطر للخطابة»، التي يقيمها الملتقى القطري للمؤلفين ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، ويبثها عبر قناة «يوتيوب» الملتقى، أنشطتها بإقامة جولة جديدة حول موضوع «الخطيب القارئ»، بمشاركة عدد من الخطباء الذين ألقوا مجموعة من الخطب التراثية، وقام بتحكيمها عدد من خبراء اللغة العربية.
وأوضح الدكتور أحمد الجنابي، الخبير اللغوي والمشرف على المبادرة، في مداخلة بهذه المناسبة، أن جولة «الخطيب القارئ» ليست فقط للذين يشكون من ضعف موهبة الحفظ، وإنما هي جولة للذين يريدون التقيد بالنص المكتوب، لا سيما أن الخطب ذات الشأن الكبير، وعادة ما تكون مكتوبة،
إذا إن لكل كلمة معانٍ ودلالات، وجماعة تحليل الخطاب تنتظر تلك الخطب لتناولها في البرامج الإعلامية والصحيفة.
وعن فعاليات المنافسة، فقد كان أول المتنافسين الخطيب أحمد الساعي، الذي ألقى خطبة القاضي محيي الدين بن الزكي، والذي اختاره الناصر صلاح الدين الأيوبي ليلقي أول خطبة للجمعة في المسجد الأقصى بعد تحريره، حيث قال الخطيب المشارك: إنه اختار هذه الخطبة تحديداً في هذا التوقيت تحية لصمود أهل فلسطين، وخاصة المقدسيين.
وقام بتحكيم هذه الخطبة المحكم الدكتور حسن مخلف، الذي وصف الخطيب بإجادة فنون البلاغة العربية مع روحانية الشهر الكريم، فظهرت لغته الفصيحة، وأحسن في تجسيد المعنى، غير أنه دعاه إلى تجنب سرعة الإلقاء، مقدراً حرصه في ذلك على الالتزام بالوقت.
أما الخطيب الثاني فيصل الهدوي فقد قدم خطبة لـ مارتن لوثر كينج، وهي من الخطب المترجمة إلى اللغة العربية، وحملت عنوان «لدي حلم» وألقيت عام 1986 أمام 250 ألف شخص من مناصري الحقوق المدنية، ووصفها بأنها من أكثر الخطب بلاغة في الغرب.
وعن هذه الخطبة، لفت الدكتور محمد الهدوي، الذي قام بتحكيمها، إلى إن المتسابق استطاع أن يجذب المستمعين إليه عن طريق التواصل البصري، والصوت الواضح، انخفاضاً وارتفاعاً بشكل يتوافق وينسجم مع الحديث، بالإضافة إلى ما ظهر من تسلسل في الأفكار وعرضها، وعدم الإطالة، غير أنه قال: إن «هناك بعض الخلل في الصوت».
وبدوره، قام المتسابق الثالث أحمد عذاب بإلقاء خطبة كعب بن لوئ، وهو الجد السابع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من سمى يوم الجمعة بهذا الاسم، لافتاً إلى أن هذه الخطبة من أقدم الخطب العربية، وذكرتها في الكتب منسوبة لعصور العربية الزاهرة.
وعنها أكد الدكتور أحمد الجنابي، الذي تولى تحكيم هذه الخطبة، أن المتسابق استخدم المسطرة بدل المخصرة لتوظيفها في حركة اليدين للتعبير عن لغة الجسد التي نركز عليها مثل هذه الجولة من الخطب، مستعينا في ذلك بالأوراق التي جعلت الخطبة ماثلة له في يد، كما ظهر في أداء الخطيب تمايلاً واضحاً في الحركة، وهو ما تأثرت به صورته؛ ولذلك كان لا بد له من التركيز أكثر مع آلة التصوير المرئي والتعامل معها.
أما الخطيب الرابع، عبدالرحمن الجارود فقد قام بإلقاء خطبة الخليفة المهدي بن منصور التي ألقاها عند توليه الحكم، وقام بتحكيم هذه الخطبة الدكتور أحمد الجنابي الذي قال: إن «الخطيب قارب الوقت إلا قليلاً، وإنه استخدم لغة اليدين، وكانت حاضرة في خطبته. 
ومن جهتها، ألقت المتسابقة الخامسة هبة الرفاعي خطبة معاوية بن أبي سفيان عند وفاته، وقام بتحكيم خطبتها المهندس خالد الأحمد، والذي وصف الخطبة من ناحية اللغة بأنها «جيدة، ومسبوكة، وهي لأفصح الخطباء والبلغاء العرب.