النعمة: حب الدنيا أساس كل الشرور
محليات
12 مايو 2018 , 12:37ص
الدوحة - العرب
تناول فضيلة الداعية الشيخ عبدالله بن محمد النعمة -في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب- قضية «فتنة الدنيا».
وأكد أن الشريعة الإسلامية السمحة جاءت داعية إلى ما يصلح حال العبد في الدنيا والآخرة، وأن صلاح الآخرة هو الخير كله، وهو النجاة التي ليس بعدها نجاة، لافتاً إلى النصوص القرآنية أوضحت أن أساس كل بلوى هو إيثار الدنيا على الآخرة «بل تؤثرون الحياة الدنيا، والآخرة خير وأبقى»، وقال سبحانه: «وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً»، وقال سبحانه عنها إن متاعها قليل: «قل متاع الدنيا قليل، والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً».
وأوضح النعمة أن الدنيا التي شغل بها كثير من الناس، وغرهم سرابها وبريقها وزينتها، فراحوا يتهافتون على جمعها، ويتنافسون في اكتنازها، كم أضاعت من عبادات في سبيلها، وكم ظلم أناس بسببها، وكم من خصومات وقعت بين الابن وأبيه، والأخ وأخيه، والزوج وزوجه، بل بين أمم ودول، فكم من حروب قامت لأجل متاع الدنيا، وكم من دول حوصرت من أجل مصالح دنيوية، وكم من أرحام قطعت، وكم من أواصر شتت، من أجل متاع قليل، لا يعدل عند الله مقدار جناح بعوضة.
وتابع النعمة: «من يرى الناس وهم يتصارعون على هذه الدنيا، ويتكالبون عليها، يدرك لماذا يفقد البعض دينه، ويضيع الكثير أهله وأبناءه، وتنتشر الأحقاد وتزرع الضغائن، وتعم البغضاء، وهذا مصداق مارواه ابن ماجه وغيره من حديث زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِىَ رَاغِمَةٌ».
ولفت النعمة إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حذر الأمة من التنافس والتناحر والتخاصم حباً في الدنيا.