الدكتور سيف الحجري: أعطوا خلفان «حريته» كي لا نخسره
رياضة
12 مايو 2017 , 04:17ص
علاء الدين قريعة
هو واحد من نجوم الأيام الخوالي في الكرة القطرية، وأحد أبنائها المخلصين والغيورين على مصلحتها، ومن ينسى هذا الرجل كمن ينسى الخبز والملح.
الدكتور سيف الحجري، درس في مدرسة خالد بن الوليد بالقسم الداخلي، من الصف الأول من التعليم الابتدائي، ثم الدوحة الإعدادية والدوحة الثانوية، وبدأ اللعب في منتخب الناشئين، ثم لعب في نادي الوكرة عام 1970، قبل أن ينتقل إلى نادي السد.
وبعد تخرجه في التعليم العام، حصل على منحة للدراسة في أميركا في تخصص الهندسة المعمارية، واستكمل الدراسة في جامعة قطر، فحصل على بكالوريوس العلوم في يونيو 1982 بتقدير جيد جداً اختصاص جيولوجيا علوم البحار، وتطوع في الجامعة لمدة عامين بقسم الجيولوجيا، حتى تعيينه معيداً رسمياً في القسم، بعد ذلك غادر إلى الولايات المتحدة الأميركية واعتزل كرة القدم.
محطات كبيرة عاشها الدكتور سيف الحجري رياضياً، خاصة في أغلى الكؤوس، التي لها محطات خاصة في قلبه وذاكرته.
«^» أرادت أن تفتح ملفات ساحر الكرة السداوية قبل ساعات من المباراة الهامة للسد أمام الجيش، في نصف نهائي كأس الأمير، فكان اللقاء معه عن أبرز الذكريات ورأيه في قضايا عديدة في المحاور القادمة:
ما ذكرياتك عن كأس الأمير؟
- ذكريات كأس الأمير تعني الكثير، كونها تحمل اسماً غالياً على قلوب الجميع في بلدنا الغالي قطر، والرياضة في عهد القيادة الرشيدة حدثت لها نقلة نوعية، بدليل حجم الإنفاق الهائل والاستثمار الكبير، والرياضة بالنسبة لقطر لم تعد قيمتها مجرد تعليق ميدالية، أو الفوز ببطولة، بل قيمتها أكبر بكثير، والرياضة لها مدلولات كثيرة، وتحمل قيماً، وتحسن صحة الإنسان، وتمتد لبناء جسور المحبة مع الآخرين، وأسهمت قطر في دعم الكثير من الدول الصديقة، وستصل لأعلى مستواها في 2022.
وماذا عن مسيرتك الكروية وأجمل اللحظات في أغلى الكؤوس؟
- حقيقة، مسيرتي الكروية امتدت طوال 17 عاماً، لعبت في السد لفترة قاربت 12 عاماً، بين عامي 1970 حتى 1982، وكانت عامرة بالبطولات، شاركت خلالها في 16 بطولة، ما بين دوري وكأس الأمير، ومساهماتي كانت فعالة في أغلى الكؤوس، كوني شغلت مركز المهاجم، لذا ذكرياتي ولحظاتي لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي في كأس الأمير، حقيقة الذاكرة لم تعد تسعفني، ولكن هناك بعض الأهداف الجميلة، منها هدفي بالرأس من وضعية صعبة على نادي العربي في السبعينيات، وكان وقتها يلعب مبارك عنبر، وحسن مطر، وخالد سلمان، وبدر بلال، وسجلت وقتها الهدف على الحارس أحمد ماجد، حين وصلتني كرة مرفوعة من الجهة اليمنى، والكرة وصلتني في وضعية صعبة، حين ضربت الكرة في الأرض، واستطعت اختراق الدفاع، واستفدت من تقدم الحارس، وتمكنت من هز شباك العربي، وتمكنا من الفوز بهدفين مقابل هدف، وحصلنا على كأس الأمير، ولم تكن الوحيدة لي، بل حصلت على ألقاب عديدة في كأس الأمير، وصلت لـ15 بطولة، كون السد يملك الرقم القياسي في الحصول على أغلى الكؤوس.
ومن أفضل اللاعبين الذين استمتعت باللعب بجوارهم؟
- خالد سلمان وبدر بلال وحسن مطر، هذا الثلاثي كان المقرب مني بشكل كبير، وهؤلاء علاقتي معهم كانت مميزة ولا تزال.
وما قصة عدم حصولك على أي إنذار أو طرد في مسيرتك الكروية؟
- طيلة 17 عاماً، لم أحصل على أي إنذار أو طرد مع الفرق التي لعبت لها، والسبب مرده إلى أني كنت أستمتع بالرياضة أكثر من أي شيء آخر.
وما الموقف الذي لا يزال بذاكرتك في كأس الأمير؟
- حدث موقف مع لاعب الوحدة «العربي حالياً» عيسى نجم، اللاعب في خط الوسط، وكنت أتميز بالسرعة، ولم يتمكن من استخلاص الكرة، فقام بانتزاع «قبعة الصوف» التي كنت أرتديها على رأسي بصفة مستمرة في الملعب، ولا تزال هذه الحادثة معشعشة في ذاكرة جميع اللاعبين القدامى، وقصة مشهورة في الملاعب القطرية، والكل وصفها حينذاك بأنه نوع من «الدنبوشة»، والسحر كنوع من المداعبات.
والمباريات السابقة في كأس الأمير لها أهمية أكبر من يومنا الحالي، والانتماء للنادي كان حقيقياً، بعكس ما يحصل في الوقت الراهن مع عصر الاحتراف، حين ترى اللاعب اليوم مع فريق، وغداً مع آخر، لذا كان هناك طعم خاص للفريق، حينما يحصل على البطولات، على اعتبار أن اللاعب يمضي 15 عاماً في ناديه، وكان النادي عبارة عن أسرة واحدة.
هل عرض عليك اللعب لغير نادي السد بعد مسيرتك الحافلة معه؟
- لعبت في نادي الأهلي بأبوظبي «الوحدة حالياً»، وأمضيت تجربة احترافية لموسمين، ولعبت في كأس الشيخ زايد في نسختين، وحصلنا على هاتين البطولتين، ولعبت في صور وفنجاء العمانيين. وحقيقة كانت تجربة احترافية موفقة من كل الجوانب، أهمها خروجي بملف أبيض من الرياضة.
وفي عام 1984 قررت اعتزال الكرة من أجل الدراسة، ولحسن الحظ أنني لعبت مع فريق «شارك» الأميركي بولاية أريزونا، وكانت السنة الأولى التي تصبح فيها كرة القدم ذات أهمية، وحصلنا على بطولة الدوري حينذاك، وكنت محظوظاً باللعب في الدوري الأميركي تزامناً مع رحلتي الدراسية في الولايات المتحدة.
ما اللقب المفضل الذي كان يحلو لعشاق السد مناداتك به؟
- جمهور السد لقبوني «بالساحر»، وتركت المستطيل الأخضر في وقت مبكر، وكنت من أسعد اللاعبين، لأن الجماهير كانت تحبني، وأصدر الصحافي راشد مفتاح كتاباً خاصاً عن مسيرتي بعنوان: «الخطير»، وحالياً أقوم بتجديد الكتاب، الذي يروي قصصاً جميلة في مسيرتي
ومن سيظفر ببطاقة العبور إلى النهائي الغالي؟
السد الأقرب لحصد لقب كأس الأمير لتميزه في خطوطه الثلاثة، وامتلاكه دكة بدلاء على أعلى مستوى، والمدرب لديه فرصة كبيرة لاقتناص أغلى البطولات،
إذا أنت تستبعد الريان.
- هذا ليس تقليلاً من شأن الريان على اعتبار أن الفروق ضئيلة، ولكن خروج الريان الآسيوي قد يؤثر عليه، وبذله مجهوداً بدنياً كبيراً، والحالة النفسية للفريق، لكن الريان قادر على طي صفحة الماضي
رغم توهج السد محلياً لكنه غائب عن المشاركة الآسيوية؟
- تجديد الفريق ليس بالأمر السهل، وأن يصل نادٍ عمره قصير إلى العالمية، مثلما حدث قبل سنوات فهذا ليس بالسهل، وسمعة السد الكل يشهد بها.
هناك كلام عن رحيل خلفان إبراهيم ماذا تقول؟
- في عصر الاحتراف أصبحت حرية الاختيار للاعب، وخلفان من اللاعبين الكبار في دورينا، وجلوسه على مقاعد البدلاء لفترة طويلة أحبطه، وبالتالي قد نخسر اللاعب، وخوضه لتجربة جديدة سيحقق مكاسب كبيرة، وهو سيعيد اكتشاف نفسه، وهي رسالة لنادي السد لمصلحة البلد والمنتخب، أن تتم إعارة خلفان لموسم أو موسمين، عليهم أن يقفوا معه
هل تؤيد إلغاء البطاقات السوداء؟
- بلا شك اتحاد الكرة رأى أن من صالح الأندية إلغاء البطاقات السوداء، والغاية في النهاية مصلحة قطر، ويجب على الأندية ألا تعارض ما قرره الاتحاد، وأنا أراه قراراً صائباً.
ولكن لا بد أن يكون القرار مشتركاً بين الطرفين، وعلى اتحاد الكرة ألا يتخذ قراراته بعيداً عن الأندية
وهل أحزنك هبوط الوكرة الذي لعبت لصفوفه؟
- بلا شك، ومرده إلى عدم التخطيط السليم، وهي دعوة للمسؤولين في نادي الوكرة ولقدامى النادي ومحبيه لمراجعة الحسابات
من حارس إلى مهاجم
يقول الدكتور سيف الحجري إن سبب تحوله من حارس مرمى إلى مركز المهاجم، مرده إلى دوري الفرجان، حين كان يلعب مع زملائه، ولكن شغفه باللعب الهجومي جعله يتخلى عن حراسة المرمى، ويتجه إلى مركز قلب الهجوم «ما كان عندي صبر أبقى تحت الخشبات».
يروي الدكتور الحجري حكاية انتقاله إلى نادي السد من نادي الوكرة، بقوله «إدارة السد كانت لديها رغبة كبيرة بضمي في عدة مناسبات، وكنت قريباً منهم في ألعاب الفرجان، وسجلت 5 أهداف بمرمى السد، حين كنت ألعب في نادي الوكرة، وكان عمري وقتها 23 سنة، وجعلت السد يفكر جدياً في ضمي، وبالفعل انتقلت له في عام 1970، وأمضيت معه 12 عاماً.