

بكل المقاييس تعتبر النسخة 51 من بطولة كأس الأمير المفدى، من أغرب وأكثر نسخ البطولة الغالية مفاجآت مدوية ومفاجآت غير عادية، ليس فقط بتأهل الشحانية ثالث الدرجة الثانية إلى المربع الذهبي، والسيلية المرشح الأول للهبوط هذا الموسم إلى الدرجة الثانية، ولكنها ربما تكون المرة الأولى منذ عدة مواسم التي تشهد فيها البطولة الغالية خروج البطل والوصيف من دور ربع النهائي وهما الدحيل والغرافة على يد الشحانية والسيلية.
ولم تكن المفاجأة في الفوز وفي التأهل ولكن في طريقة الانتصار، حيث تفوق الشحانية على الغرافة 3- 1 قبل أن يتعادل في نهاية المباراة 3-3، كما أن السيلية تقدم على الدحيل 2-1 قبل أن يتعادل الدحيل في الدقيقة 95، وجاءت ركلات الجزاء لتكافئ السيلية والشحانية ويزيدان من حلاوة وإثارة البطولة الغالية، صحيح أن خروج ووداع الغرافة والدحيل خسارة كبيرة للبطولة، لكن المفاجآت تزيد من جمال البطولة الغالية التي من حق أي فريق المنافسة عليها من أجل نيل شرف الفوز بها. المفاجآت بدأت مبكرا في النسخة 51 لأغلى البطولات ومنذ دور الـ 16 على يد الشحانية ثالث الدرجة الثانية الذي أطاح بالوكرة خامس دوري النجوم بركلات الجزاء 3-1 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1.
ثم جاء السيلية وحقق المفاجأة الثانية للبطولة والأولى له بالفوز على الريان 2-1، وتبعه معيذر وصيف الدرجة الثانية بمفاجأة كبيرة بالفوز على الأهلي 3-1.
ثم توالت المفاجآت في ربع النهائي والتي بدأها الشحانية بالفوز على الغرافة، والسيلية على الدحيل بركلات الجزاء الترجيحية. نجاح السيلية والشحانية لم يأتِ من فراغ رغم الفارق الكبير في المستوى والإمكانيات بينهما وبين الدحيل والغرافة، وتحقق بفضل الأداء الجيد، وبفضل شعار (لا يوجد شيء نخسره) وهو أمر معنوي مهم للغاية له تأثيره على أعصاب وتركيز لاعبي الفريقين الذين لعبوا بدون ضغوط، ولعبوا بهدف المتعة على عكس الدحيل والغرافة اللذين عانيا من الضغوط كونها الأكثر مطالبة بالانتصار والفوز باعتبار أنهما الأقوى والأفضل. الشحانية والسيلية نجحا أيضا بفضل طريقة وأسلوب اللعب الذي اتبعه مدرباهما الفارو ميخيا وميرغني الزين اللذان اعتمدا على إستراتيجية تتعلق ببطولات الكؤوس وهي الدفاع القوي المنظم والهجمات المرتدة، كما أنهما لم يتعمدا الدفاع من أجل الدفاع، أو من أجل التشتيت، وكان واضحا أن المدربين دربا فريقيهما على الهجمات المرتدة وعلى استغلال بعض ثغرات وأخطاء دفاع البطل والوصيف.