محمد بن عبد الرحمن: الأزمة السورية تمرّ بظروف بالغة السوء.. والحل وفق قرارات مجلس الأمن
ندعم الشعب السوري والوصول لتسوية سياسية تمهّد لعودة العلاقات بين البلدين
لا وجود لأي تنافس بين الدوحة وموسكو بشأن المفاوضات الأفغانية
اتفاق الولايات المتحدة و«طالبان» بالدوحة خطوة مهمة لحل الأزمة الأفغانية
أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية بالجمهورية التركية الشقيقة، وسعادة السيد سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية الصديقة، على ضرورة المحافظة على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وتخفيف الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري، بسبب الظروف السيئة والصعبة التي يمر بها حالياً.
وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة السيد أوغلو وسعادة السيد لافروف، عقب الاجتماع الثلاثي الذي عقدوه بالدوحة، أمس، إن الأزمة السورية تمر بظروف بالغة السوء، تتسبب في تعرض الشعب السوري لمعاناة كبيرة، خصوصاً في ظل تداعيات تفشي وباء «كوفيد - 19».
وأضاف أن الاجتماع الثلاثي ناقش الأوضاع الإنسانية التي يتعرّض لها الشعب السوري، كما تطرّق لضرورة إيجاد السبل الكفيلة بإيصال المساعدات الإنسانية له على وجه السرعة، مع تأكيد الدول الثلاث في الوقت نفسه على سيادة سوريا، ووحدة أراضيها واستقلالها، والتعبير عن قناعتها بالحل السياسي للأزمة السورية، ودعم هذا الحل وفق قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، إلى جانب التأكيد على أهمية مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، وضمان حقوق الإنسان والوفاء بها.
وأشار سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن الاجتماع أكد كذلك على دعم الدول الثلاث للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى سوريا، ودعم اللجنة الدستورية، مع التأكيد على ضرورة تسهيل وزيادة المساعدات الإنسانية لجميع السوريين في جميع أنحاء البلاد دون تمييز أو تسييس من أجل تحسين الوضع الإنساني وتحقيق تقدم في عملية التسوية السياسية.
ولفت إلى أن الاجتماع شدد على ضرورة العودة الطوعية والآمنة للاجئين والنازحين، وفق الآليات المتبعة لذلك، كما ناقش الاجتماع أهمية التعاون ودعم مبادرات دعم الثقة بين الأطراف السورية، بما يسهم في خلق أجواء لإنجاح العملية.
كما أكد سعادته على موقف دولة قطر، والتزامها بمسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية، مبيناً أنها لم تألُ جهداً منذ بداية الأزمة السورية في تقديم مساعدات فاعلة للشعب السوري الشقيق، خصوصاً في ظل ظروف جائحة «كوفيد - 19»، والتي قال إنها بمثابة أزمة جديدة تضاف لما يعانيه الشعب السوري أصلاً.
وتطلّع سعادته إلى انعقاد الاجتماعات الثلاثية بين الدول المعنية بصفة دورية، عبر تنسيق مستمر، مؤكداً أن مثل هذه اللقاءات تكتسب أهمية بالغة في مثل هذه الظروف، كما حثّ المبعوثين من الدول المعنية على العمل المستمر لترجمة الأهداف المبتغاة من هذا الاجتماع. معرباً عن شكره لوزيري خارجية تركيا وروسيا لمشاركتهما في هذا الاجتماع الثلاثي.
وحول موقف قطر من عودة سوريا للجامعة العربية، قال سعادته إن هناك أسباباً استدعت تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، معرباً عن أمله في تقدم الحل السياسي لهذه الأزمة.
كما شدد على استمرار دولة قطر في دعم الشعب السوري، والوصول لتسوية سياسية تمهد لعودة العلاقات بين البلدين.
ولفت سعادته، رداً على سؤال خلال المؤتمر الصحفي، إلى أنه ليس من الضروري أن يكون لدولة قطر وجود عسكري على الأرض السورية، مؤكداً أن سوريا دولة عربية شقيقة ومهمة بالنسبة لدولة قطر، وشدد على موقف قطر الثابت الداعم لوحدة الأراضي السورية، والداعم للحل السياسي للأزمة السورية.
ونوّه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى أن اجتماعات ومبادرات مبعوثي الدول الثلاث فيما يعنى بالمساعدات الإنسانية ومتابعتها من قبل الاجتماعات الوزارية ستعزز التعاون بين الأطراف الثلاثة، بما يصب في مصلحة الشعب السوري.
وأوضح أن الاجتماع الثلاثي قد تابع مسار العملية السياسية للأزمة السورية، ودعم اللجنة الدستورية، مؤكداً استمرار التشاور بين الدول الثلاث مع الأطراف الأخرى المعنية المهتمة بالشأن السوري.
وشدد على ضرورة استغلال جميع فرص التعاون بين قطر وتركيا وروسيا عبر هذه الصيغة الثلاثية، بجانب فرص التعاون في المجال الإنساني، مؤكداً، سعادته، في السياق ذاته دعم قطر مسار «أستانا» للسلام في سوريا.
كما أكد سعادته، رداً على سؤال آخر، على قوة علاقات الصداقة التي تجمع دولة قطر وجمهورية روسيا الاتحادية، مشيراً في هذا السياق إلى التعاون الثنائي بين البلدين في العديد من المجالات وبالأخص في مجال الاستثمارات ووجود استثمارات قطرية كبيرة في روسيا، مؤكداً تطلع قطر لزيادة تلك الاستثمارات، كما نوه بوجود شركات روسية تعمل في قطر أيضاً.
وقال إن قطر وروسيا تتطلعان لدعم هذا التعاون، بما في ذلك في المجال الثقافي، مثمناً دعم جمهورية روسيا الكبير للتحضيرات والتجهيزات التي تقوم بها دولة قطر لاستضافة نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، فضلاً عن دعمها لبيان قمة «العلا»، ولما يجري من تطورات إيجابية في ليبيا، وجهود ومبادرات إحلال السلام في أفغانستان، والتنسيق مع دولة قطر بهذا الشأن.
كما أشار إلى وجود تنسيق وتواصل بين قطر وروسيا فيما يتعلق باجتماع موسكو المرتقب بخصوص الأزمة الأفغانية ومسار السلام في أفغانستان.. مشدداً على أن العلاقة بين البلدين مبنية على الثقة، ومثمناً دعم روسيا لمسار الدوحة.
ولفت سعادته إلى أنه لا وجود لأي تنافس بين الدوحة وموسكو بشأن المفاوضات الأفغانية، مشيراً إلى أن روسيا قدمت دعوة لممثل دولة قطر لحضور اجتماع موسكو، ما يؤكد دعم روسيا للعملية التفاوضية بشأن أفغانستان والتي تحظى أيضاً بدعم الجميع وعلى رأسهم روسيا.
وشدد على التفاهم المشترك بين قطر وروسيا والقائم على عدة أسس تتعلق بهذه القضية، مشيراً إلى أهمية البناء عليها، وقال إن قطر لن تدخر جهدها لبذل كل ما من شأنه تحقيق السلام في أفغانستان.
ونبه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى الاهتمام الدولي بما يجري في قطر بخصوص مسار الأزمة الأفغانية بين مختلف أطرافها، وضرورة تسويتها وتجاوز تحدياتها، بالتعاون مع الشركاء، بعد أن استمرت الحرب لأكثر من 40 عاماً، مشيداً في هذا الصدد بجهود كل من الولايات المتحدة الأميركية، والأمم المتحدة، وغيرها من الجهود والمبادرات الداعمة لمسار الدوحة.
وأعرب سعادته عن أمله في التوصل لحل سياسي سريع لهذه الأزمة، وتفاهم بين الأطراف الأفغانية بهذا الشأن، معتبراً الاتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية و»طالبان» في الدوحة خطوة أولى ومهمة على طريق حل الأزمة بين أطرافها الأفغان.