في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب.. الشيخ محمد محمود المحمود: المجتمع الصالح لا يقوم إلا إذا تعاون أفراده على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

alarab
الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب
محليات 12 مارس 2021 , 05:44م
الدوحة - العرب

أكد الشيخ محمد المحمود أن إصلاح الأفراد لابد له أن يكون على أساس متين، وأن الفرد المسلم عليه مسؤولية صلاح حاله وعلاقته مع الله تبارك وتعالى، وأن يصلح علاقته بنفسه، وأن يصحح علاقته بأسرته وأن يصلح علاقته بمجتمعه، فيكون شخصاً فاعلاً في مجتمعه يكون شخصاً إيجابياً، يصلح ما أفسده غيره ولا يكتفي بنفسه، فالمجتمع الصالح لا يقوم إلا إذا تعاون أفراده على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقال الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: الحمد لله شرع لنا ديناً قويماً وهدانا صراطاً مستقيماً، عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى، قول الله عز وجل: |يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"، الله تبارك وتعالى ما من نبي أرسله إلا لإصلاح مجتمعه، كل نبي أرسله الله تبارك وتعالى جاء لإصلاح هذه المجتمعات ولتقويم سلوكها وإقامة علاقة صحيحة بينها وبين الله تبارك وتعالى، وتعظيم أمورها وصلاح المجتمعات له عوامل كثيرة ليتحقق على أرض الواقع، ومن أعظم تلك العوامل هي صلاح الأفراد الذين يتكون منهم هذا المجتمع، فإذا صلح الأفراد صلح المجتمع، وإذا فسد الأفراد فسدت المجتمعات.

وبين الخطيب أن إصلاح الأفراد لابد له أن يكون على أساس متين، وتعظيم أمورهم ومراعاة لما هو أولى من غيره، فيقدم الأولى على غيره، وقد جاء في صحيح الإمام البخاري عن أبي جحيفة رضي الله عنه: حكى حديثاً دار بين سلمان وأبي الدرداء رضي الله تعالى عنهما، وكانا أخوين في الإسلام فقد آخى بينهما النبي عليه الصلاة والسلام، جاء سلمان يوماً إلى أبي الدرداء يزوره، فوجد حاله ليس على حالة تنبغي، ووجد امرأته في حالة رثة وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقضي كل يومه في عبادة الله تبارك وتعالى، فقال له سلمان أعط لكل حق حقه، فلربك عليك حقاً ولنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه.

وأوضح الشيخ محمد المحمود أن الفرد المسلم عليه مسؤولية صلاح حاله وعلاقته مع الله تبارك وتعالى، يصلح علاقته بالله تبارك وتعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة"، أصلح علاقتك مع الله يصلح الله كل ما حولك، جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح الإمام البخاري، وكان معاذ رديف النبي عليه الصلاة والسلام، فقال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ: أتدري ما حق الله على العباد؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، ثم مضى فأعاد السؤال على معاذ فقال أتدري ما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق العباد على الله ألا يعذبهم.

وأضاف: أصلح علاقتك بالله، يصلح الله كل ما حولك، " لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه".

وشدد الشيخ محمد المحمود على أن الفرد المسلم عليه أن يصلح علاقته بنفسه، هذه النفس الأمارة بالسوء "وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء"، عليه أن يخالفها وأن يهذبها بمخالفة النفس، تحصل طاعة الله تبارك وتعالى، رضاء الله بمخالفة هذه النفس، "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى".

وأضاف: الفرد المسلم عليه أن يصحح علاقته بأسرته، فلأسرتك حق عليك ينبغي أن تقوم به،  "قال النبي عليه الصلاة والسلام: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".

الخيرية المنشودة التي يبتغيها الناس ليست في المكاتب ولا في المناصب ولا في السيارات ولا في الملابس، إنما الخيرية هي بعلاقتك بأهلك في بيتك، فإنك مأمور أن تصحح هذه العلاقة، أن تقيم شرع الله تبارك وتعالى في بيتك، فإذا صلح الأفراد وصلحت الأسر صلحت المجتمعات، فصلاح المجتمعات بصلاح مكونها، نسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح قلوبنا وأن يصلح أخلاقنا وأن يصلح عوائلنا.

 فيقول الله تبارك و تعالى: "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر".

ونوه الشيخ بأن الفرد المسلم عليه أن يصلح علاقته بمجتمعه، فيكون شخصاً فاعلاً في مجتمعه لا يكون شخصاً سلبياً، عليه أن يكون شخصاً إيجابياً، بأن يصلح ما أفسده غيره ولا يكتفي بنفسه ولا يقول: نفسي نفسي.

ولفت الشيخ محمد المحمود إلى أن المجتمع الصالح لا يقوم إلا إذا تعاون أفراده على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال النبي عليه الصلاة والسلام: "مثل القائم في حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولو تركوهم لهلكوا جميعاً، ولو أخذوا على أيديهم لنجوا جميعاً، هكذا ينبغي أن يكون حال المسلمين هكذا ينبغي أن يكون حال المجتمع المسلم، أن يأخذ بعضنا على يد بعض حتى تستقيم مجتمعاتنا وتصلح أخلاقنا ويرضى عنا ربنا تبارك وتعالى.