هجوم لحركة الشباب في مدينة بيداوة الصومالية
حول العالم
12 مارس 2015 , 07:20م
أ.ف.ب
هاجم مسلحون من حركة الشباب الصومالية - اليوم الخميس - منطقة محصنة تضم مقر الحكومة المحلية والمطار والمقر العام لقوة الاتحاد الإفريقي ومكاتب الأمم المتحدة في بيداوة، كبرى مدن جنوب الصومال، بحسب قوات الأمن المحلية.
وقال مسؤولون إن خمسة مسلحين فتحوا النار عند مدخل المنطقة الأمنية المحصنة، وتم صدهم من جانب القوات الإثيوبية الموجودة في المكان، وأفاد مصدر أمني بمقتل جندي إثيوبي، فيما فجَّر ثلاثة انتحاريين انفسهم وقُتل آخر بالرصاص بينما أُصِيب الخامس، لينتهي بذلك الهجوم.
وقال المسؤول في شرطة بيداوة محمد ضاهر - لوكالة فرانس برس - عبر الهاتف: "إنهم عناصر من الشباب يرتدون بدلات عسكرية صومالية، هكذا نجحوا في الدخول" إلى المنطقة.
وأكدت حركة الشباب الصومالية - المرتبطة بتنظيم القاعدة - شن الهجوم، مؤكدة أنه اتسم "بالنجاح"، إذ إن الهدف "تعطيل اجتماع أمني" بين السلطات المحلية والقوات الإثيوبية، التي تشكل جزءا من قوات الاتحاد الإفريقي "إميصوم".
وأكد مصدر في الأمم المتحدة الهجوم، مشيرا إلى أنه لا يبدو أن المجمع الذي يضم منظمات إنسانية هو المستهدف.
وكانت بيداوة - الواقعة على مسافة حوالى 220 كم شمال غرب مقديشو - من أهم معاقل حركة الشباب في الفترة بين يناير 2009 حتى فبراير 2012، ثم استعادتها القوات الإثيوبية التي دخلت الصومال في نوفمبر 2011 وانضمت بعدها إلى قوات الاتحاد الإفريقي.
وفي نوفمبر أصبحت المدينة عاصمة إقليم جنوب غرب الصومال الذي تشكل مؤخرا، ورئيسه شريف حسن الشيخ آدن، المتحدث السابق باسم البرلمان الصومالي، وحليف الحكومة الصومالية المدعومة دوليا.
وبحسب مصدر أمني فإن الهدف من الهجوم مكتب آدن نفسه، لكن المقاتلين فشلوا في دخول المبنى، ورئيس الإقليم بخير.
وشهدت المدينة اعتداء مزدوجا في مطلع ديسمبر؛ أوقع 15 قتيلا، حين فجَّر انتحاري نفسه داخل مقهى، ثم انفجرت عبوة بعد بضع دقائق، فيما كان المسعفون ينتشلون الجرحى.
كما قُتل ما لا يقل عن 19 شخصا في مايو 2014 في انفجار سيارة مفخخة في بيداوة.
وتكبَّد متمردو حركة الشباب - الذين سيطروا في فترة محددة على كامل أراضي وسط الصومال وجنوبها - سلسلة من الانتكاسات العسكرية منذ أغسطس 2011؛ مما أرغمهم على التخلي عن جميع معاقلهم تقريبا.
وما زالوا يسيطرون على مناطق ريفية شاسعة، لكنْ أمام تفوُّق القوات الإفريقية باتوا يكتفون بشن هجمات وعمليات انتحارية في إطار معركتهم للإطاحة بالحكومة، وللرد على المزاعم حول الخسائر التي تعرضوا لها.
وفي العاصمة مقديشو يستهدف مقاتلو حركة الشباب - بشكل خاص - الفنادق والمطار الدولي والمجمع الرئاسي ومجمعات الأمم المتحدة.
ويوم الأربعاء قُتل شخص في هجوم بسيارة مفخخة في موقف سيارات فندق مكة المكرمة، الذي تحيط به إجراءات أمنية مشددة، ويرتاده مسؤولون حكوميون ورجال أعمال صوماليون.
وفي 20 من شباط/فبراير، قُتل 25 شخصا في الهجوم الذي شنه الشباب على فندق آخر في العاصمة الصومالية.
وتبنى الشباب سلسلة من الهجمات في دول مجاورة؛ من بينها الهجوم الذي استهدف مركزا تجاريا في نيروبي عاصمة كينيا في العام 2013 وأوقع 67 قتيلا.
ويشهد الصومال عدم استقرار على الأصعدة كافة منذ سقوط نظام محمد سياد بري في العام 1991.
ويدعم الحكومة الجديدة - التي تولت السلطة في آب/أغسطس 2012، وهي أول سلطة تلقى اعترافاً منذ سقوط نظام بري - 22 ألفاً من قوات الاتحاد الإفريقي.