غالبا ما يحدث في الصيف والشتاء.. رأي طبي: اكتئاب الفصول يختفي مع انتهاء الموسم

alarab
د. طيبة سلوان
الملاحق 12 فبراير 2025 , 01:27ص
الدوحة - وقاية

اشارت د. طيبة سلوان أخصائي طب اسرة في مركز الثمامة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية ان اكتئاب الفصول نوع مميز غير مشهور من انواع الاكتئاب المرتبط بتغيرات فصول السنة، وغالبا ما يحدث في فصلي الصيف او الشتاء ليعرف باسم اكتئاب ذلك الفصل، ويبرز تميزه عن الاكتئاب العام باختلاف مدة الأعراض حيث تظهر الأعراض عادة في نفس الوقت كل عام، سواء في بداية الخريف أو الربيع، وتختفي مع تغير الموسم، وفي المقابل فإن الاكتئاب العام قد يستمر طوال السنة بدون ارتباط واضح بالتغيرات الموسمية.
ولفهم سبب حدوثه علينا إدراك فسيولوجية اجسامنا وتفاعلنا مع المحيط حيث ان تغيرات ضوء النهار تؤثر على الساعة البيولوجية للجسم، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم اما في حالة قلة ضوء النهار كما هو في الشتاء فذلك سيؤدي إلى زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين اللاعب الاكبر في الشعور بالنعاس والاكتئاب.
اما عن الناقل العصبي السيروتونين فان اعتدال ضوء الشمس يساعد في تنظيم مستوياته بالتالي فان زيادة التعرض للشمس او قلته سيؤدي الى اضطراب افرازه.
ونوهت د. طيبة الى ان الاسباب التي تساعد على الاصابة بهذا الاكتئاب:
الجغرافيا: يلعب موقع البلدان دورا كبيرا حيث ان الأشخاص الذين يعيشون في المناطق البعيدة عن خط الاستواء (مثل شمال أوروبا أو كندا) أكثر عرضة للإصابة باكتئاب الشتاء بسبب انخفاض ساعات النهار شتاء والعكس صحيح، وفى منطقتنا الخليجية قلة التعرض للشمس.
التاريخ العائلي والوراثة: واشارت الأبحاث العلمية إلى أن هناك عنصرًا وراثيًا لاضطراب الاكتئاب الموسمي.
الجنس للشخص: حيث ان النساء أكثر عرضة للإصابة باكتئاب الفصول من الرجال، بالرغم من ان الأعراض لدى الرجال تكون عادةً أكثر حدة.
واما عن هوس التكنولوجيا فان الاستغراق فيها او في الأجهزة الإلكترونية بدلًا من الخروج إلى الهواء الطلق والتعرض لأشعة الشمس قد يفاقم من أعراض الاكتئاب الموسمي.
وأضافت الى آلية للتعامل مع الاكتئاب الموسمي كخارطة عمل واجراءات يتم الحصول عليها من خلال زيارة طبيب الاسرة بعد تثقيفه للعائلة و تقديم الدعم العاطفي المطلوب. حيث تتاح لهم مجموعه مميزه من الخدمات الصحيه والمرافق المتخصصة ب مؤسسه الرعاية الصحية الأولية على راحة كل المواطنين والمقيمين ومنها على سبيل الذكر: خدمات اخصائيي التغذية لضمان غذاء متوازن يتناسب مع حاجات الجسم للطاقه هدفها العناية بالجسم والعقل على مدار العام، تجهيزا للحصول على افضل شكل صحي وجسماني خاصه في الصيف.
وخدمات الجم ومراكز اللياقة البدنية:حيث ان ممارسة الرياضة تساعد في إطلاق الإندورفين، وهو الهرمون الذي يعمل على تحسين المزاج والشعور بالسعادة،و بالإضافة إلى ذلك، النشاط البدني يعزز القدرة على النوم الجيد ويساهم في تحسين الطاقة العامة، ما يساعد في مكافحة الشعور بالخمول وما تحتويه المراكز الصحية من خدمات اضافية للعلاج بالزيوت العطرية مثل زيت اللافندر أو النعناع والتي تساعد في تهدئة الأعصاب وتحسين النوم.
ولاننسى خدمات اليوغا وتقنيات التنفس والتي تستخدم في تخفيف التوتر العصبي والتوتر العضلي المرتبط باكتئاب الفصول، مثل هذه التقنيات تحسن من تدفق الدم إلى الدماغ وتقلل من القلق كذلك قياس مستويات فيتامين دال من خلال خدمة الفحص السنوي الشامل المقدم من المراكز الصحية.
وذكرت ضرورة الحفاظ على التغذية الصحية والنشاط والتعرض المناسب لا شعه الشمس بعيدا عن اوقات الذروة كما ان العناية بالنوم والحفاظ على جدول نوم منتظم موضوع جوهري للصحة كما وان الانسان الكفء هو الذي يعمل على تنظيم وقته وتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر يمكن التحكم فيها.
 وأضافت ان التخطيط للسفر والجدولة المبكرة للوجهة والتكاليف ونوع الأنشطة يقلل من عامل المفاجأة غير المرغوبة ويقلل مستويات القلق. والبحث عن الأنشطة الإبداعية مثل الرسم أو الكتابة الإبداعية قد تكون وسيلة تعبير جيدة تساعد في تحسين المزاج في اوقات اجازات نهايه الاسبوع على سبيل المثال و الإبقاء على نشاط ذهني مثل قراءة الكتب، حل الألغاز، أو تعلم مهارات جديدة يمكن أن تحفز العقل وتصرف الانتباه عن المشاعر السلبية.
ونوهت على اهميه التواصل مع الاخر من الأصدقاء والأسرة البحث عن الدعم الاجتماعي يمكن أن يحسن الحالة المزاجية بشكل كبير.
واما تعديل البيئة المنزلية على سبيل المثال فيمكن استخدام الألوان الفاتحة في المنزل وزيادة الإضاءة الطبيعية.
وقد يظن الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب الفصول ان التغيب عن الدوام هو الحل الامثل، ولكنه على العكس فان الشخص سينحدر بالاداء الوظيفي كما انه سيميل الى العزلة والوحدة والتي بدورها ستزيد من الضغط النفسي ويؤدي إلى تفاقم الحالة.
وعند استيفاء الخطوط الوقائية اعلاه وعند احتياجنا الى علاج فان شدة الاعراض ورغبة المريض تؤخذ بعين الاعتبار لاختيار الانسب حيث نلجأ الى العلاج بالضوء لعلاج اكتئاب الشتاء من خلال تعريض المرضى لضوء صناعي يحاكي ضوء الشمس كما ان العلاج النفسي يُستخدم العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لتحديد الأفكار السلبية وتغييرها كما توفره مراكزنا الصحية المتميزة من خلال عيادات الدعم النفسي وعيادات الطب النفسي كما يتوفر أدوية للاكتئاب الفصلي في حال كانت الاعراض شديدة.