صيام الأطفال ليس على وجه التكليف والوجوب، وإنما على وجه التحبيب والترغيب، ويبدأ استحبابا من السن التي يتمكن فيها الطفل على الصيام، وغالبا يكون هذا في عمر السابعة، كي يتدرب على التزام الشريعة بالتدريج، حتى إذا ما كبر وبلغ وجد في نفسه الطواعية الكاملة للتقرب إلى الله، وابتغاء الأجر والمثوبة.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور عزام عوض عاشور استشاري اول طب الأطفال بمركز الثمامة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إذا كان الطفل قد وصل للسن المناسب للصيام فلا بد من مراقبة تأثير الصيام عليه وملاحظة أي مضاعفات قد تنتج عن ذلك، كما يجب على الأم الالتزام بتقديم خيارات صحية لأطفالها الصائمين على مائدة الإفطار والسحور حتى يتسنى لهم إتمام الصيام بشكل صحي دون الشعور بالتعب أو أي مضاعفات.
وينبغي لتحقيق ذلك اتباع بعض النصائح، وهي التأكد أن طفلك لا يعاني من أي أمراض عضوية تتعارض مع الصيام، وان تكون البداية حسب قدرة وتحمل كل طفل ولتكن عدد ساعات الصيام محددة، ثم التدرج معهم في زيادة أوقات الصيام على قدر ما يستطيع كل منهم حتى يمكنهم أن يصوموا مستقبلا رمضان كاملا.
وعلينا ان نحاول دائما شغل أوقات أبنائنا بأشياء وألعاب مفيدة تنسيهم الجوع والعطش، مثل ألعاب الكمبيوتر المفيدة أو قراءة القصص وغيرها من الألعاب التي يفضلها الأطفال وابتعد عن استخدام الشدة في تصويم الأبناء حتى لا يدفعهم ذلك للكذب والإفطار خفية من وراء الوالدين. كما ان أسلوب المدح والاشادة وتقديم الهدايا التشجيعية امر مهم للأطفال ومحفز كبير لهم.
كيفية الإفطار
ويضيف الدكتور عزام عوض عاشور على الطفل أن يبدأ الإفطار بتناول التمر أو كوب من العصير بجانب الحرص على شرب الكثير من الماء لتعويض ما فقد من سوائل خلال الصيام، مع الإكثار من السوائل طيلة الفترة ما بين الإفطار حتى السحور، نظراً لارتفاع درجات الحرارة في مثل هذا الوقت، مع عدم تقدم أطعمة غنية بالملح أو البهارات لهم فهي تزيد من الشعور بالعطش خلال الصيام، وضرورة تقديم وجبة غذائية صحية ومتوازنة وأن تحوي وجبة الإفطار كمية وافرة من البروتينات والفيتامينات والكربوهيدرات، وهي التي تعطي الاطفال طاقة وقدرة على ممارسة نشاطاتهم اليومية مع أهمية التقليل من الأطعمة المقلية والدهنية التي قد تسبب لهم عسر الهضم.
ومن المهم محاولة استبدال الحلويات المحلاة بالسكر بتقديم الفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن المفيدة لتعويض ما فقدوه في فترة الصيام، وفي حال أصيب الطفل بالتعب والإرهاق جراء الصيام اطلب منه أن يفطر، وان يوقف صيامه، دون التقليل من أهمية عبادة الصوم في نفس الوقت.
كما يجب أن يتضمن السحور الأطعمة الغنية بالبروتين مثل البيض والحليب والجبن، والكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة التي يتم هضمها ببطء وتعطى شعورا بالشبع والامتلاء لفترة أطول.
ختاما، ينبغي مراعاة النصائح السابقة للتأكد من سلامة الطفل وعدم تعريضه للضرر أثناء الصيام.