قريباً.. تدشين نصبين جديدين من البرونز تعبيراً عن «كتارا مدينة الرواية» و»كتارا مدينة لموروث الخيل العربية»
كتارا مدينة الرواية العربية.. وملتقى الثقافات في قلب الدوحة
حريصون على الإبداع والابتكار في فعاليات التراث القطري
الدولة تدعم كتارا لتكون منصة لتعزيز الهوية الوطنية ونشر ثقافتنا عالمياً
كتارا صرح ثقافي عالمي منذ 2010.. وأصبحت حجر الزاوية في رؤية قطر 2030 الثقافية
الحي الثقافي نجح في بناء شبكة شراكات دولية قوية تُعزز التعاون الثقافي
جوائز كتارا: تكريم للإبداع العربي في الأدب والشعر والفن
أكد الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، دور المؤسسة الراسخ في الحفاظ على الموروث الوطني من خلال المهرجانات والفعاليات التراثية التي تتميز بالإبداع والابتكار عاما بعد عام.
وقال د. السليطي في حوار خاص مع «العرب» بمناسبة مرور 14 عاما على انطلاقة كتارا، إن كتارا تعد مشروعا ثقافيا سياحيّا اقتصاديا متكاملا ومركزا عالميا للإبداع الثقافي، منوها بأنّها مركز حيوي يعكس رؤية قطر المستقبلية، ومشددا على أن نجاحها في خلق مساحة للتفاعل الثقافي أسهم في تغيير المشهد الثقافي المحلي والإقليمي، مما جعلها رمزًا للتنوع الثقافي والحوار بين الحضارات.
وأضاف المدير العام لـ «كتارا»: نجاح المؤسسة يتواصل سنويا على كافة المستويات مما يعزز حضورها على المستوى العربي بل والعالمي في مجالات احتضان الثقافات، فقد نجحت في أن تكون ملتقى حقيقيًّا للثقافات والشعوب.
وكشف في هذا الصدد عن اختيار جائزة بابل العالمية للمدن الثقافية اختيار اسم «كتارا ليك ون» مسمى الجائزة في دورتها الثانية عشرة التي تنطلق في أبريل المقبل ما يعزز مكانتها الريادية على المستوى العربي، منوها بأن هذا النجاح يتواصل بعد اختيار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم « ألكسو» لكتارا كمدينة للرواية العربية سابقا. وتابع: من المرتقب أن يتم تدشين نصبين فنيين من البرونز للفنانة العالمية فاطمة الشيباني يعبر أحدهما عن كتارا مدينة الرواية العربية، فيما يعبر الآخر عن كتارا مدينة الموروث الثقافي للخيل العربية.
كما أشاد الدكتور خالد السليطي بتضافر وتنسيق الجهود من المؤسسات الثقافية، وأنها تتكامل وتنسجم ضمن رؤية قطر وبما يفيد المشهد الثقافي المحلي.
وإلى تفاصيل الحوار:
◆ في البداية نقدم أصدق التهاني بمناسبة مرور 14 سنة على تأسيس المؤسسة العامة للحي الثقافي « كتارا « ومن هنا نود أن نقف على أهم الإنجازات والأهداف التي حقّقتها المؤسسة إجمالا منذ تأسيسها؟
¶ تعتبر المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا واحدة من أبرز المؤسسات الثقافية في قطر والمنطقة والعالم وذلك منذ تأسيسها في عام 2010. وقد نجحت طيلة هذه المدة في تحقيق العديد من الإنجازات والأهداف الثقافية والفنية المتعددة، يمكن تلخيص أبرزها فيما يلي:
* إطلاق مشاريع ثقافية مميزة نذكر منها إقامة جوائز مهمة في عدد من المجالات مثل جائزة كتارا للرواية العربية، وجائزة كتارا لشاعر الرسول، وجائزة كتارا لتلاوة القرآن.
ومن الانجازات التي نفخر بها أيضا أن تمَّ تصنيف كتارا مدينة الرواية العربية من قِبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو». وقد جاء ذلك بإقرار من اللجنة الدائمة للثقافة العربية وذلك في إطار الاحتفال بالأسبوع العالمي للرواية، والذي اعتمدتْه منظمةُ الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو بناءً على الطلب الذي تقدَّمت به المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا في العام 2016، وحظي بدعم وزراء الثقافة العرب.
كما نذكر استضافة كتارا لبطولة العالم لجمال الخيل العربية لأول مرة خارج فرنسا منذ 40 عاما. وكان ذلك في نسخة2023 والان نحن نتطلع لتنظيم نسخة 2025، ومن منطلق هاتين المناسبتين سوف تقوم كتارا خلال مارس المقبل بتدشين نصبين فنيين من البرونز للفنانة القطرية والعالمية فاطمة الشيباني يعبر أحدهما عن كتارا مدينة الرواية العربية، فيما يعبر الآخر عن كتارا مدينة الموروث الثقافي للخيل العربية.
كما أن من الإنجازات تنظيم مهرجانات متنوعة منها التي تهتم بالتراث القطري والخليجي مثل مهرجان كتارا للمحامل التقليدية ومهرجان سنيار ومهرجان حلال قطر. ومنها ما ينفتح على ثقافات الشعوب الأخرى مثل مهرجان كتارا الاوروبي للجاز وغيرها.
هذا بالاضافة إلى فعاليات تسعى لتشجيع الحوار الثقافي مثل المؤتمرات والندوات إلى جانب إصدار الكتب من خلال دار كتارا للنشر التي نعمل بواسطتها على دعم الترجمة والإصدارات الأدبية والبحثية المتنوعة.
ومن إنجازات كتارا طيلة هذه الفترة تطوير بنيتها التحتية ذات الطابع السياحي والثقافي. ويتضح ذلك من خلال مشاريع التوسعة بالاضافة إلى المرافق السياحية والتجارية التي جعلت من الحي الثقافي كتارا مشروعًا ثقافيًّا سياحيًّا اقتصاديًّا متكاملا ومركزًا عالميا للإبداع الثقافي.
وفي كلمة يمكن أن نلخص كل إنجازات كتارا في القول إنها قد نجحت في أن تكون ملتقى حقيقيًّا للثقافات والشعوب.
كتارا.. فكرة طموحة
◆ كيف تطورت كتارا من فكرة إلى أحد أبرز المعالم الثقافية في المنطقة؟ وانعكاس ذلك على المشهد الثقافي المحلي والاقليمي؟
¶ كما تعرفون بدأت كتارا كفكرة طموحة تهدف إلى إنشاء منارة ثقافية تشع من قطر والشرق الأوسط نحو كل العالم، وذلك ضمن رؤية قطر الوطنية 2030 التي تسعى لجعل قطر مركزًا ثقافيًا عالميا.
وقد تطورت كتارا على مراحل مدروسة منذ تأسيسها، حتى أصبحت اليوم من أبرز المعالم الثقافية في المنطقة، حيث ركزت منذ فكرتها الأولى على الجمع بين التراث القطري والحداثة. وهذا التطور لم يشمل جانب المرافق فحسب بل تعداه إلى الفعاليات وكل ما نظمته كتارا من أنشطة متنوعة في مختلف المجالات. فكتارا ليست مجرد معلم ثقافي وسياحي بل إنّها مركز حيوي يعكس رؤية قطر المستقبلية. ونجاحها في خلق مساحة للتفاعل الثقافي أسهم في تغيير المشهد الثقافي المحلي والإقليمي، مما جعلها رمزًا للتنوع الثقافي والحوار بين الحضارات.
◆ ما اللحظات أو الفعاليات الأكثر تميزا في مسيرة كتارا والتي تشعر سعادتكم بأنها كانت فارقة في مسيرة المؤسسة؟
¶ نحن ننظر إلى إنجازات كتارا المتنوعة والعديدة المحلية والدولية كأنَّها عقد فريد متلألئ لا يمكن أن نسقط أيَّ حبة منه. وعندما نكون بصدد العمل على حدث ما نتعامل معه على اعتبار أنه سيكون علامة فارقة في مسيرة المؤسسة ونرفع التحدي أمام أنفسنا ليكون نجاحا جديدا ينضاف إلى النجاحات السابقة.
وربما هنا نستحضر ما حققه الحي الثقافي كتارا من نجاح طيلة تنظيم قطر لكأس العالم، حيث استقبلنا الجماهير الغفيرة من مختلف أنحاء العالم وقدَّمنا للجميع فعاليات متنوعة ومنسجمة في آن واحد لتعكس رسالة الحي الثقافي كتارا في أن يكون ملتقى للثقافات والشعوب.
أيضا من اللحظات المميزة الاعلان عن استضافة كتارا لنسخة 2023 من بطولة العالم لجمال الخيل العربية الأصيلة، والنسخة المرتقبة في هذا العام 2025 لأول مرة خارج فرنسا منذ 40 عاما، وقد كانت نسخة2023 نسخة فارقة في تاريخ هذه البطولة العالمية ونتطلع لتكون نسخة2025 مميزة أيضا.
دعم الدولة لكتارا
◆ إلى أي مدى كان دعم الدولة ومؤسساتها دافعا لمسيرة نجاح كتارا؟
¶ بالطبع لقد كان دعم الدولة ومؤسساتها عاملاً حاسماً ومحورياً في نجاح مسيرة كتارا وتحقيق رؤيتها كمنصة ثقافية رائدة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. وهذا الدعم تجسَّد في عدَّة جوانب أساسية منها تقديم الدولة للتمويل الذي يحتاجه تطوير البنية التحتية لكتارا وتنظيم فعالياتها الثقافية وهو ما يساهم في توفير بيئة مثالية للإبداع.
كما دعمت الدولة كتارا لتكون منصة لتعزيز الهوية الوطنية ونشر الثقافة القطرية على المستوى العالمي. هذا بالاضافة إلى التعاون الوثيق الذي نجده من كلّ وزارات ومؤسسات الدولة ممَّا يساهم بشكل كبير في دعم فعاليات كتارا.
هذا وشجعت الدولة المبادرات التي أطلقتها كتارا مثل جائزة كتارا للرواية العربية، والمهرجانات الثقافية، والمحافل التراثية، مما ساعد على تعزيز مكانة المؤسسة كمركز ثقافي عالمي.
كما أنَّ اهتمام كتارا بالموروث الثقافي والتراثي لدولة قطر يعكس حرص الدولة على الحفاظ على هويتها الثقافية، وهو ما عزَّز دور كتارا كجسر للتواصل بين الماضي والحاضر.
ومن المهم أن نؤكد أنَّ الدعم المستمر من الدولة ومؤسساتها لم يكن مجرد تمويل أو إشراف، بل رؤية استراتيجية لإبراز مكانة قطر كمركز ثقافي عالمي يعزِّز الحوار بين الثقافات ويرسخ الهوية العربية والإسلامية.
◆ ما الرسالة التي تحرص كتارا على إيصالها لجمهورها في هذه المناسبة حيث ذكرتم في احتفالية المؤسسة التي أقيمت الشهر الماضي بمناسبة مرور 14 سنة على التأسيس أنَّ الجمهور كان بمثابة البوصلة في تحديد الأهداف والفعاليات؟
¶ إنَّ كلّ ما نقدمه من فعاليات وأنشطة ومعارض ومبادرات يتنزل ضمن علاقة كتارا بجمهورها باعتباره شريكا أساسيا في النجاح الذي تمَّ تحقيقه. ومن الطبيعي أن نكنَّ لهذا الجمهور كلَّ الاحترام والتقدير والعرفان ونحرص على رضاه وأن يجد ما يبحث عنه ويلبي طموحاته. وذلك انطلاقا من وعينا بأنّ الجمهور هو المحرك الأساسي الذي يوجه خططنا واستراتيجياتنا... واختيارات الفعاليات والمبادرات تأتي استجابة لاهتمامات وتطلعات المجتمع، مما يرسخ العلاقة التفاعلية بين المؤسسة وجمهورها.
ومن ثم نؤكد التزام كتارا المستمر في تقديم فعاليات ومبادرات تليق بتطلعات الجمهور، سواء في المجال الثقافي، أو الفني، أو التراثي، مع المحافظة على الأصالة والانفتاح على العالم. حيث يساهم الجمهور في نجاح كل فعالية عبر حضوره وتفاعله وملاحظاته التي تسهم في تحسين الأداء. ونحن نرى أنَّ الجمهور ليس مجرد متلقٍ، بل إنّه شريك فعلي في تشكيل ملامح الثقافة والإبداع.
تكامل جهود المؤسسات الثقافية
◆ تتعدد المؤسسات الثقافية وكل منها له دورها وتتقاطع الأهداف أحيانا. فكيف يتم تنسيق الجهود لضمان نجاح المشهد الثقافي القطري بشكل عام؟
¶ لا تتقاطع الأهداف، ولكنها تتكامل وتنسجم لأننا جميعا نعمل ضمن رؤية قطر وبما يفيد المشهد الثقافي المحلي. والتنسيق موجود على أكثر من مستوى وعلى جميع الأصعدة. و نحن جميعا نعمل ضمن استراتيجية ثقافية وطنية ونسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف المشتركة. وتنوع المؤسسات الثقافية وتعددها في الدولة دليل على ثراء المشهد الثقافي المحلي وكل ما نقدمه يساهم في خدمة الصورة المشرقة لدولة قطر.
◆ كيف ساهمت كتارا في تعزيز مكانة قطر لتصبح عاصمة ثقافية؟
¶ لعبت كتارا دورًا محوريًا في تعزيز مكانة قطر لتصبح عاصمة ثقافية من خلال العديد من الجهود والمبادرات التي أكسبت المشهد الثقافي القطري شهرة دولية. منها مهرجان كتارا للمحامل التقليدية ومهرجان كتارا للرواية العربية، مما ساهم في تعزيز الحضور الثقافي القطري عالميًا. كما احتضنت فعاليات تُبرز ثقافات الشعوب المختلفة، ما جعلها منصة للحوار الثقافي بين الأمم. ووفرت مساحات للفنانين والمبدعين المحليين والعالميين لعرض أعمالهم، مثل المعارض الفنية والعروض المسرحية والندوات الأدبية. كما أنَّها ركزت على تسليط الضوء على التراث القطري من خلال الفعاليات التقليدية، والحرف اليدوية، والعروض الفلكلورية.
هذا ووفرت كتارا مرافق عالمية المستوى مثل المسرح المكشوف، قاعات الفنون، مما جعلها وجهة جذب ثقافي وسياحي. وقد تعاونت كتارا مع مؤسسات ثقافية دولية لتبادل الخبرات وتنظيم فعاليات مشتركة عززت سمعة قطر الثقافية عالميًا.
ولعل ما يؤكد الحضور الدولي لكتارا هو اختيار جائزة بابل العالمية للمدن الثقافية اختيار اسم كتارا ليك ون مسمى الجائزة في دورتها الثانية عشرة والتي تنطلق في أبريل المقبل ما يعزز مكانتها الريادية على المستوى العربي ومعروف هذه الجائزة وحضورها العالمي.
دعم الفنانين والمبدعين
◆ كيف تعمل كتارا على إشراك المجتمع المحلي في أنشطتها؟
¶ نحن نعمل على ذلك من خلال تنظيم فعاليات متنوعة ومفتوحة للجميع حيث تقدم كتارا مهرجانات ومعارض ثقافية تناسب جميع الفئات العمرية. كما نسعى لدعم الفنانين والمبدعين من خلال توفير منصات لعرض أعمالهم وتشجيع التفاعل بينهم وبين الجمهور. هذا بالاضافة إلى إقامة مسابقات فنية وأدبية لتحفيز الإبداع المحلي. وتقديم أنشطة تناسب العائلات مما يعزز المشاركة العائلية.
ولا يمكن ألا نتطرق هنا إلى دور مختلف وسائل الإعلام في دعم ما تقدمه كتارا وذلك بالاعلان عنه والنشر بما ييسر الوصول إلى الجمهور المتنوع. كما أننا نستخدم المنصات الرقمية للإعلان عن أنشطتنا المتنوعة وتسهيل مشاركة المجتمع.
◆ كيف أثَّرت أنشطة كتارا على بناء مجتمع أكثر وعيًا بالثقافة والفن؟
¶ لقد ساعدت الفعاليات التي تبرز التراث القطري على تقوية شعور الانتماء الوطني ورفع وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على الثقافة المحلية، وأعتقد أنَّ ما تقدمه كتارا من معارض وفعاليات متنوعة قد ساهم في رفع مستوى التذوق الفني وتعريف الجمهور بمختلف أشكال الفنون، مما عزَّز الوعي بالإبداع وعلاقته بالتعبير.
كما فتحت المؤسسة المجال لتفاعل المجتمع مع ثقافات أخرى من خلال الفعاليات ذات الطابع الدولي، ممَّا ساهم في زيادة التفاهم والانفتاح. وقد وفَّرت الأنشطة الموجهة للشباب فرصًا لاستكشاف مواهبهم، مما أدى إلى تكوين جيل أكثر وعيًا بأهمية الفنون والثقافة، بالإضافة إلى أن مؤسسة الحي الثقافي ساعدت على تعزيز التواصل بين أفراد المجتمع عبر أنشطة جماعية تُنمي الروابط الاجتماعية. وهو ما ساهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا ونضجًا فكريًا. وبفضل هذه الجهود، أصبحت كتارا محركًا رئيسيًا في بناء مجتمع قطري يقدِّر الفنون والثقافة كجزء أساسي من هويته وحياته اليومية.
الرؤية والدور الثقافي
◆ ما رؤية كتارا في تعزيز الهوية الثقافية القطرية والعربية؟
¶ لقد سعت كتارا منذ نشأتها إلى تعزيز الهوية الثقافية القطرية. ويظهر ذلك من خلال التصميم العمراني لمبانيها التي اتخذت شكل العمارة القطرية القديمة، ومن جهة أخرى المهرجانات التراثية التي تعتبر على رأس الفعاليات التي تنظمها كتارا على مدار العام ويتجسَّد دورها الرئيسي في تعزيز الهوية القطرية من خلال نقل التراث للأجيال الجديدة. بالإضافة إلى الاحتفاظ بالأنماط الثقافية والفنية التقليدية مثل الفنون الشعبية والحرف اليدوية. كما تعمل على توثيق التاريخ القطري والتقاليد المحلية من خلال المعارض والفعاليات المختلفة ونشر الكتب بهذا الخصوص، فضلا عن المحاضرات والورش الفنية والإبداعية المتنوعة العديد من البرامج التعليمية والتثقيفية للمجتمع المحلي حول أهمية الثقافة والتراث.
◆ كيف توازن كتارا بين الحفاظ على التراث والابتكار الثقافي؟
¶ توازن كتارا بين الحفاظ على التراث الثقافي والابتكار من خلال منهجية شاملة تدمج بين الماضي والحاضر. ففي جانب الحفاظ على التراث، تنظم كتارا مهرجانات وفعاليات تعكس الثقافة القطرية. فعلى سبيل الذكر لا الحصر، مهرجان كتارا للمحامل التقليدية ومهرجان كتارا الدولي للخيل العربية ومهرجان حلال قطر ومعرض سهيل وجائزة كتارا لفن النهمة وغيرها من الفعاليات. ونعتمد في تقديم هذه الفعاليات أساليب وطرقا جديدة ومبتكرة تتناسب مع مضمون الفعالية وتضمن المتعة والفائدة.
◆ كيف يتم اختيار الفعاليات التي تستضيفها كتارا لضمان تنوعها الثقافي؟
¶ تعتمد كتارا على معايير متنوعة ومنهجية دقيقة لاختيار الفعاليات التي تستضيفها لضمان التنوع الثقافي والوصول إلى جمهور واسع من مختلف الفئات. وذلك انطلاقا من رسالتها الساعية ليكون الحي الثقافي ملتقى الثقافات وجسرا للتواصل بين الشعوب، وبالتالي نحرص على تقديم وتنظيم فعاليات تمثل ثقافات مختلفة من أنحاء العالم. وهو ما يلبي رغبات الجمهور المتنوعة ويعزّز التبادل الثقافي بين قطر ودول العالم.
الاقتصاد الإبداعي
◆ ما أبرز المبادرات التي أطلقتها كتارا لدعم المبدعين ورواد الأعمال الثقافية؟
¶ لقد أطلقت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا العديد من المبادرات لدعم المبدعين ورواد الأعمال الثقافية. ويتجلى ذلك عبر مختلف الفعاليات التي نقدِّمها. ومنها نذكر على سبيل المثال ملتقى قلم المرأة القطرية الذي يهدف إلى استقطاب النساء القطريات الرائدات وإبراز دورهن الثقافي والفكري في المجتمع.
كما لم نغفل عن تقديم مبادرات لتكريم القامات الإبداعية في قطر في مجالات الأدب والشعر واللغة والفن من خلال درع الأديب ودرع الضاد ودرع الفن الأصيل.
◆ كيف تسهم كتارا في تحقيق أهداف قطر الوطنية للاستدامة؟
¶ تمثِّل كتارا نموذجاً رائداً في مجال الاستدامة البيئية في تنظيم الفعاليات الثقافية في المنطقة، حيث تجمع بين الابتكار البيئي والتطوير الثقافي المستدام. من خلال استخدام المواد الصديقة للبيئة، إدارة المخلفات والطاقة بشكل فعّال، وتوفير وسائل النقل المستدامة مثل سيارات الجولف الكهربائية. كما تساهم في تحقيق بيئة ثقافية أكثر استدامة وتنمية الوعي البيئي بين مختلف أفراد المجتمع والتشجيع على التفاعل مع قضايا الاستدامة من خلال احتضان الفنون المعاصرة مثل المعارض الفنية والندوات وورش العمل التي تحمل رسائل بيئية وتحث على التفكير في هذه القضايا.
◆ كيف تستعد كتارا لاستضافة فعاليات ثقافية جديدة مع نمو مكانة قطر عالمياً ؟
¶ صُمِّم الحي الثقافي كتارا ليكون صرحًا عالميا باستطاعته تنظيم واستضافة واستقطاب كبرى الفعاليات الثقافية العالمية، فمن ناحية المسارح والمرافق والمباني والمساحات تجد الجاهزية على أعلى المعايير الفنية والتكنولوجية والعمرانية، إضافة إلى الانتقاء الدقيق للفعاليات التي نستضيفها أو ننظمها والتي تحقق أهداف كتارا ضمن رؤية قطر 2030. ولا نُغفل أيضاً الشراكات والتفاهمات التي نعقدها مع مختلف الجهات المحلية والإقليمية والعالمية لتعزيز مكانة قطر العالمية. من جهة أخرى نسعى إلى التسويق العالمي للفعاليات الثقافية التي تنظمها كتارا من خلال المشاركات العالمية والإقليمية.
التراث القطري.
◆ نجحت كتارا في جعل التراث القطري بشقيه البري والبحري ليكون حاضرا وله مرتادوه ليس من المجتمع المحلي فقط بل من الأجانب أيضا. هذا النجاح ألا يشكل تحديًّا خلال المرحلة القادمة لتقديم التراث القطري وإبراز عناصره؟ بمعنى ماذا بعد هذه المهرجانات التراثية؟ هل تستمر أو يحدث تطوير لها؟
¶ نجاح كتارا في إبراز التراث القطري بمكوناته البرية والبحرية يُعتبر إنجازًا كبيرًا يعكس الهوية الثقافية والتراثية لقطر، خاصة وأنه جذب اهتمام المجتمع المحلي والزوار الأجانب. ومع ذلك، فإن هذا النجاح يفرض تحديات جديدة لضمان استدامة هذه المبادرات والفعاليات واستمرار جذبها للاهتمام. فنحن نعي أنَّ تقديم نفس الأنشطة والمهرجانات بشكل متكرر قد يؤدي إلى فقدان عنصر الجذب مع مرور الوقت. لذا، نعمل على تطوير المهرجانات التراثية بإضافة عناصر جديدة وتبني تقنيات حديثة لعرض التراث بشكل مبتكر. ونحن على وعي تام بأنَّ استمرارية هذه المهرجانات تعتمد على قدرتها على التطور والابتكار مع الحفاظ على جوهرها التراثي، ممّا يضمن إبراز التراث القطري بشكلٍ دائم وجذَّاب. لذلك فإنَّ المتابع لمختلف نسخ المهرجانات يلاحظ أنَّه مع كل نسخة تمَّ إضافة فعاليات جديدة أو إعادة تقديمها بابتكار جديد.
◆ ما البرامج المخصصة لتوثيق ونشر التراث القطري محليا وعالميا؟
¶ تُعدُّ كتارا من أبرز الجهات في قطر التي تسعى لتوثيق ونشر التراث القطري محليًا وعالميًا من خلال مجموعة متنوعة من البرامج والمشاريع الثقافية. وإلى جانب مهرجاناتنا التراثية المتنوعة توجهنا إلى التوثيق البحثي للتراث من خلال موسوعة قطر الثقافية والتي نجحنا من خلالها في العمل على 13 مجلدًا من هذه الموسوعة، تهدف إلى توثيق مختلف جوانب الثقافة القطرية، بما في ذلك التراث والتاريخ والفنون، وتُعدُّ مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بالثقافة القطرية. هذا إلى جانب ما تصدره دار كتارا للنشر من مؤلفات مهمة في هذا المجال.
◆ ما دور كتارا في تعزيز الحرف اليدوية القطرية والحفاظ عليها؟
¶ لعبت كتارا دورًا محوريًا في تعزيز الحرف اليدوية القطرية والحفاظ عليها من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات والفعاليات التي تهدف إلى دعم الحرفيين وترويج التراث الثقافي. ويتجلى ذلك من خلال تنظيم كتارا لورش عمل تهدف إلى تطوير الحرف اليدوية التقليدية مثل السدو، السعف، الجبس، الحلي، وأعمال الخشب، وذلك بهدف ضمان استمرارية هذه الحرف وتطويرها لتناسب الاستخدامات العصرية وتواكب تطلعات الجيل الجديد.
كما أقمنا العديد من معارض الحرف اليدوية التقليدية بمشاركة نخبة من الحرفيين المتميزين ونسعى من خلال جميع فعالياتنا إلى تسليط الضوء على الحرف التراثية ومنها نذكرمشاركة الحرفيين في مهرجان حلال قطر ومهرجان كتارا للمحامل التقليدية. ممَّا يساهم في إحياء هذه الحرف وتعزيزها.
دعم الفنون والمواهب
◆ كيف تسهم كتارا في دعم الفنانين المحليين؟ وكيف يمكن للمواهب الشابة في قطر الاستفادة من موارد كتارا؟
¶ تُشكِّل كتارا منصة متكاملة لدعم الفنانين المحليين في قطر، وهي فرصة كبيرة للمواهب الشابة لتطوير إمكاناتهم، وبناء شبكات تواصل، وتحقيق النجاح في مجالاتهم الإبداعية. ونحن نفتح المجال لهم سواء من خلال إقامة المعارض الفنية المتنوعة لعرض أعمالهم. أو من خلال مشاركتهم في مختلف الفعاليات والمهرجانات التي ننظمها بما يساعدهم على التعريف بإبداعاتهم والتواصل مع الجمهور. هذا بالإضافة إلى ما توفره كتارا من ورش عمل وتدريبات متخصصة يُشرف عليها خبراء في مجالات فنية متنوعة، مما يساعد المبتدئين والمواهب الشابة على تطوير مهاراتهم.
◆ كيف يتم استخدام الفنون مثل المسرح والموسيقى للترويج للثقافة القطرية التقليدية؟
¶ بالطبع كتارا تعمل على توظيف مختلف أنواع الفنون ومنها المسرح والموسيقى بشكل متميز للترويج للثقافة القطرية التقليدية، وذلك من خلال تنظيم فعالياتها وبرامجها المتنوعة التي تُبرز التراث الثقافي. فعلى سبيل المثال قدمنا عددا من الاوبريت ضمن مهرجان كتارا للمحامل التقليدية التي تستلهم قصص البحر والغوص على اللؤلؤ أو التجارة القديمة. كما نعمل على أن يكون الحي الثقافي منصة لعرض التراث الموسيقي الشعبي من خلال عروض الفرق الشعبية ضمن احتفالات اليوم الوطني على سبيل المثال. هذا بالاضافة إلى ما نقدمه من خلال جائزة كتارا لفن النهمة(نهام الخليج)، والقائمة تطول لاستعراض برنامج كتارا في هذا الصدد.
◆ ما دور كتارا في دعم الدبلوماسية الثقافية على المستوى الدولي؟
¶ تُعد كتارا سفيرًا ثقافيًا لدولة قطر، حيث تساهم في تعزيز الحوار بين الثقافات وبناء علاقات دبلوماسية قائمة على الفهم والاحترام المتبادل. ويبرز ذلك من خلال ما نقدمه في مركز كتارا للدبلوماسية العامة وترؤسنا للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة وهو ما يعكس رسالة الثقافة التي تحملها كتارا لإرساء الحوار بين الثقافات والانفتاح بين الشرق والغرب وتوطيد التعاون وتعزيز العلاقات الدولية. كما تلعب كتارا دورًا محوريًا في دعم الدبلوماسية الثقافية من خلال ما تقدمه من مهرجانات وفعاليات تستضيف فيها دولًا من مختلف أنحاء العالم، حيث يتم تبادل الفنون والعادات بين الثقافات المختلفة. كما تحتفل كتارا بالأيام الوطنية لعدد من الدول بالتعاون مع سفاراتها، مما يعزز التفاهم الثقافي ويتيح فرصة للتعريف بالثقافة القطرية أيضا. هذا إلى جانب استضافة معارض عالمية في كتارا، مما يعكس أهمية التبادل الثقافي.
شراكات دولية
◆ ما مدى نجاح كتارا في بناء شراكات دولية لتعزيز التعاون الثقافي؟
¶ ممّا لا يخفى على أحد ما حققته كتارا من نجاح في بناء شبكة شراكات دولية قوية تُعزز التعاون الثقافي، مما يجعلها نموذجًا رائدًا للدبلوماسية الثقافية. وما استمرار هذه الجهود إلا دليل على هذا النجاح. وهو ما يُسهم في ترسيخ مكانة قطر كمركز عالمي للحوار الثقافي والانفتاح على العالم. ومنها كما ذكرت سابقا نذكر نجاح كتارا في استضافة بطولة العالم للخيل العربية في 2023 وذلك لأول مرة منذ أكثر من أربعين عامًا من تاريخ البطولة ونتطلع لتنظيمها أيضا مرة أخرى في 2025. وجاء ذلك نتيجة للشراكة الاستراتيجية بين كتارا والمركز الوطني للمعارض والمسابقات الزراعية في فرنسا (سينيكا)، حيث نجحت كتارا في جلب هذه البطولة العالمية والفريدة من نوعها من فرنسا إلى قطر.
كما نجحت كتارا في تطوير علاقات مميزة مع العديد من السفارات في قطر، حيث تُنظم الفعاليات المشتركة التي تُبرز التراث الثقافي للبلدان المختلفة. ومن بين فعالياتنا المميزة في هذا المجال نذكر على سبيل المثال ما نقدمه في مهرجان كتارا الأوروبي للجاز الذي بلغ نسخته الثامنة.