اختتمت الدورة التدريبية حول الدبلوماسية العامة أعمالها أمس، والتي استهدفت موظفين من منتسبي 9 جهات حكومية ومؤسسات ثقافية وإعلامية ورياضية، وذلك ضمن الخطة التدريبية التي أطلقها مركز كتارا للدبلوماسية العامة وتستمر حتى نهاية يناير الجاري.
وقال المحاضر الدكتور عمر غانم خبير بروتوكول الدولة والاتيكيت الدبلوماسي، إن الدورة التدريبية نجحت في طرح فكرة الدبلوماسية العامة من منهج أكاديمي وعملي وتأصيلي في إطار الممارسة القطرية للدبلوماسية العامة، مشيرا إلى أن مخرجات الدورة توزعت على ثلاثة أقسام، حيث ناقش اليوم الأول فكرة الدبلوماسية العامة والجذر التأريخي لها وكيفية توفير وسائلها ومواردها. فيما تناولت الدورة في يومها الثاني أدوات الدبلوماسية العامة.. في حين سلطت الأضواء في اليوم الختامي على أداء دولة قطر في ميدان الدبلوماسية القطرية العامة من خلال دراسة التجارب القطرية السابقة والحالية وكيف نقطف ثمار الدبلوماسية العامة في المستقبل.
وأكد الدكتور غانم أن الدورة التدريبية نجحت في خلق قاعدة توعوية لدى شريحة من المشاركين الذين يعتبرون جزءا من آليات عمل الدولة في مختلف مجالاتها حتى يساهموا بشكل أو بآخر، من خلال تفاعلهم ومبادراتهم ومسؤولياتهم، في تنشيط منهجية الدبلوماسية العامة التي تعتبر صمام أمان وداعما أساسيا للنهج السياسي لأي دولة في تحقيق أهدافها في الداخل والخارج، منوها في الوقت نفسه، بأن الدورة وضعت نصب عينيها المادة الأساسية في الدستور القطري التي توضح أن قطر دولة داعمة للسلام وفض المنازعات بالطرق السلمية وهو ما ينشر ثقافة الدبلوماسية العامة كوسيلة من وسائل السلام الذي ينشده الجميع وصولا لتعزيز ثقافته كمنهج حياة للإنسان.
وأوضح أن قطر دولة رائدة على مستوى المنطقة في مجال انتهاجها للدبلوماسية العامة، حيث تميزت الدبلوماسية العامة القطرية باستشرافها المستقبل من خلال توظيف المساعدات الإغاثية والتبادلات الثقافية والأنشطة الرياضية والإعلامية، إلى جانب الفعاليات التي تعزز التقارب والتواصل بين الشعوب، وبذلت جهودا كبيرة في الاستثمار في مجال الدبلوماسية العامة، وهي تقطف ثمارها اليوم من خلال تمكنها من تشكيل رأي عام عالمي يعارض ويقاوم الدعاية المغرضة التي كانت تسعى لتشويه صورة الدولة، مما أكسبها بعدا جديدا باكتسابها عنصر الثقة بالذات من خلال النجاح الباهر الذي تجسد في استضافة قطر لنهائيات كأس العالم فيفا قطر 2022.
وأشار إلى أن قطر حققت نجاحات كثيرة في مجالات الدبلوماسية العامة، حيث وضعت اسمها على خريطة السياحة العالمية وأصبحت لها هويتها الثقافية البارزة عالميا من خلال احتضانها للعديد من الفعاليات والمهرجانات والأنشطة الثقافية وفي صدارتها ما تقوم به المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، مؤكدا أن الدبلوماسية العامة ليست رفاهية أو إضاعة للموارد، وإنما تعتبر استثمارا حقيقيا في إيجاد قوة ناعمة تدعم القوة الخشنة في إرساء ثقافة السلام وتعزيز صورة الدولة ومكانتها والمحافظة على مصالحها على المدى البعيد.
من جهته، أشاد المهندس درويش أحمد الشيباني الرئيس التنفيذي لمركز كتارا للدبلوماسية العامة بالنتائج الإيجابية التي حققتها الدورة التدريبية للدبلوماسية العامة، من خلال الخطة التدريبية التي أطلقها المركز في شهر يناير الجاري.
وأشار إلى أن مركز كتارا يسعى من خلال هذه الخطة إلى إثراء الكوادر المتخصصة في مختلف الوزارات والمؤسسات بالوعي والمعرفة والتجارب الغنية في حقل الدبلوماسية العامة، منوها بأن مخرجات الدورة التدريبية استفاضت في توفير الأرضية العلمية والمعرفية للدبلوماسية العامة وتداخلها مع التخصصات والمجالات الأخرى، وذلك بهدف تمكين المشاركين من الاستفادة من هذه التجارب وتطبيقها بشكل واقعي وعلى نطاقات أوسع.
من جهتهم، أشاد المشاركون في الدورة التدريبية حول الدبلوماسية العامة بالجهود التي يطلقها مركز كتارا للدبلوماسية العامة والهادفة إلى بناء قدرات وطنية في مجال الدبلوماسية العامة وتعزيز الحس الثقافي والمعرفي فيها لدى الشباب القطري، إلى جانب إقامة مختلف الفعاليات والأنشطة ونشر الأبحاث والدراسات حول أهمية الدبلوماسية العامة وتطبيقها في مختلف المجالات.