قال حسن عمير النعيمي مسؤول دورة الصقارة في مركز نوماس، إن المركز يلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على الهوية التراثية للصقارة، من خلال إقامة دورات تدريبية للنشء، وتعليمهم أسس الصقارة والتعرف على الطير ومسمياته، وترغيبهم في هذه الرياضة التراثية في قطر والخليج.
وأكد النعيمي في تصريح لـ «العرب»، أن كثيراً من الأسر القطرية حريصة على تعليم أبنائهم الصقارة، باعتبارها موروث الآباء والأجداد، لذلك يجدد المركز بشكل مستمر تلك الدورة، التي تُعد من الدورات المهمة التي يقدمها المركز، إضافة إلى دورة الهجن.
وشرح مسؤول دورة الصقارة، ملخصاً سريعاً لأهم المبادئ التي يتعلمها المنتسبون لدورة الصقارة، قائلاً: «في البداية يتعرفون على مسميات أجزاء الطير من الرأس إلى الذيل، والتعرف على مسميات الريش»، مستكملاً: «بعد ذلك يطّلعون على الأدوات المستخدمة للقانص، مثل المخلاة، والتلواح، والدس، والمنقلة، والبرقع، والمرسل، والشناذرة، وسكر نبات».
وتابع: «الجزء الأهم هو تعلم كيفية دعو الطير، وبعدها الانتقال بالطير وهم يحملونه على أيديهم، لكي يتعودوا عليه، من أجل توطيد العلاقة مع الطير والسيطرة عليه خلال ممارسة الطير للطيران».
وشدد النعيمي على أن دورة الصقارة من ضمن الدورات المعتمدة في مركز نوماس، وتلقى إقبالاً كبيراً من قبل النشء، خاصة لارتباط الطيور بالتراث والثقافة في الدولة.
وذكر أن الدورة تعلم الصغار عدة قيم، منها تعزيز الهوية الوطنية والولاء والانتماء والرفق والرحمة، وحماية الثروات الطبيعية من حيوان وطير ونبات، وتعليم الشجاعة، وتحمل المسؤولية والتركيز والتعاون والصبر وروح التنافس، والمحافظة على الحياة الفطرية والثروات الطبيعية التي تتمتع بها البيئة في قطر.
وبخلاف تعليم الصغار أجزاء ومسميات الطير وأدوات العناية بالطير وتطبيق عملي على الطير، يقول النعيمي إن المنتسبين في الدورة يتعلمون كيفية العناية بالطيور والأمراض التي تصيبها، وإكساب المتدربين مهارات التعامل مع الطيور والحيوانات والبيئة التي يعيشون فيها.
وذكر النعيمي أن المتدربين الذين يحصلون على تقدير امتياز في دورة الصقارة، يتم اختيارهم للمشاركة في الرحلة البرية إلى محمية الجنوب نظراً لتفوقهم، موضحاً أن تلك الرحلة تقام خلال فترة إجازة منتصف العام الأكاديمي من كل عام، وتستمر لمدة 3 أيام، تشمل مجموعة من دورات التراث من ضمنها الصقارة.
وتتمتع محمية الجنوب الطبيعية -التي تقع جنوب قطر- بمساحات واسعة مختلفة التضاريس رملية وصخرية ومتنوعة في غطائها النباتي، مما يميّز هذه المحمية، ويجعلها من المناطق المفضلة لدى أهل القنص والرحلات البرية، وهي منذ القدم تعتبر من المناطق التي تحتوي على وفرة الصيد وتنوّع طرائده.
وتوفر المحمية بيئة آمنة متكاملة بكل مواردها، التي يمارس بها محبو المقناص والرحلات هوايتهم المفضلة، وتعزيز هواية المقناص لدى الشباب، باعتبار هواية المقناص والرحلات جزءاً من الهويّة القطرية، ومن أهم هوايات أهل قطر.
كما أن المحمية تسعى إلى الحفاظ على الحياة الفطرية، حيث تقوم بإطلاق طرائد صيد يتم إنتاجها من مزارع قطرية ومرقمة تحت إشراف إدارة المحمية، ويأتي ذلك تعويضاً عن الطرائد الطبيعية لندرتها في البيئة القطرية، وحفاظاً عليها وإتاحة المجال لتزايدها، ويمنع في المحمية استخدام المركبات الخاصة، وعلى ضوء ذلك خصصت سيارات صديقة للبيئة، حفاظاً على طبيعة المحمية.
تدريبات عملية لمنتسبي «سفراء الثقافة القطرية»
بدأ الشباب المنضمون لمشروع سفراء الثقافة القطرية -الذين سيحملون الإرث وتقاليد المجتمع لتمثيل الثقافة القطرية- مرحلة التطبيق العملي للدورات المكثفة التي خضعوا لها على مدار الأشهر الماضية؛ وذلك تمهيداً لتخريجهم الشهر المقبل ليكونوا أول دفعة من سفراء الثقافة. واختتم الفتيان والفتيات قبل أيام جميع دوراتهم ضمن المشروع، والتي كان آخرها للفتيان في دورة العرضة، ليكونوا مساعدين للمدربين في مركز نوماس وسفراء للثقافة في فعاليات الدولة.
وسبق وأن قالت الدكتورة هيا المعضادي مستشار مركز نوماس والمسؤول عن مشروع «سفراء الثقافة»: إن المركز حالياً في آخر مراحل مشروع (سفراء الثقافة القطرية 2020)، لتمكين وإعداد جيل من الشباب من الجنسين؛ حيث يستهدف المشروع تدريب (40) شاباً وفتاة من الفئة العمرية ما بين 14 إلى 18 سنة لفترة تتراوح ما بين 3 و4 شهور، للعمل كمدربين مساعدين محترفين يحملون الإرث الثقافي، ويحققون الاستدامة في مجال التنمية البشرية والاجتماعية، وذلك بالشراكة مع شركة أوريكس لتحويل الغاز إلى سوائل المحدودة.
وأوضحت أن المشروع يهدف إلى تحقيق رؤية قطر 2030 في مجال التنمية البشرية والاجتماعية، وإلى تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ قيم وتقاليد المجتمع القطري والحفاظ على إرثه، كما يهدف إلى إعداد جيل من المدربين المحترفين يحمل الإرث الثقافي ومهنة الآباء للأجيال القادمة، وتأهيل مدربين من الجيل الجديد على مهنة الآباء والأجداد؛ لإعدادهم للمشاركة في تقديم برامج المركز، والمشاركة في الفعاليات والأحداث المحلية والعالمية، كل هذا بالإضافة إلى إعداد فريق عمل من الشباب لتمثيل الثقافة القطرية في مونديال 2022.
وتابعت قائلة: إن المشروع يسعى إلى تمكين الشباب، وتحقيق أهداف المركز من أجل إعداد مدربين قطريين من الشباب من الجنسين لحمل رسالة الآباء والأجداد، واكتساب اللغات العالمية لتسهيل عملية التواصل وتبادل الثقافات، موضحة أن المشاركين من خريجي وخريجات مركز نوماس ومرشحين من المنتسبين للمركز من الحاصلين على التميز، خاصة أن الفتيات القطريات حريصات على معرفة الإرث القطري؛ لذا يوجد إقبال كبير على ورش المركز.