شركات تتجسس على محتويات البريد الإلكتروني
تكنولوجيا
12 يناير 2016 , 07:19م
د.ب.أ
حذر خبراء حماية المستهلك الألمان من بندَيْن في سياسة الخصوصية بخدمات جوجل المجانية؛ حيث تسمح الشركة الأميركية لنفسها بالاطلاع على المحتويات الخاصة بالمستخدم، مثل رسائل البريد الإلكتروني، وتحليلها من أجل إظهار الإعلانات بما يتناسب مع الاهتمامات الشخصية للمستخدم.
وأكد الخبراء الألمان أن هذا الإجراء المتطفل على خصوصية المستخدم لا يقتصر على شركة جوجل وحدها، فهناك العديد من الشركات الأخرى تتلصص على صندوق البريد الخاص بعملائها.
وأوضح جو باغر، من مجلة الحاسوب «c't» المتخصصة، قائلاً: "ما تفعله شركة جوجل في حساب البريد الإلكتروني للمستخدم يتم إجراؤه مع جميع فلاتر البريد المزعج Spam"؛ حيث تقوم الخوارزميات في البريد الإلكتروني بالبحث عن الكلمات أو العبارات، التي تشير إلى الرسائل المزعجة، وبدون ذلك لا يتمكن المستخدم من مواجهة الرسائل المزعجة بفعالية.
لكن شركة جوجل تقوم بأكثر من ذلك؛ فإذا كان المستخدم يعتمد على تطبيق البريد الإلكتروني Inbox أو برنامج المساعد الشخصي Now، ففي هذه الحالة يتم تحليل رسائل البريد الإلكتروني بشكل أكثر عمقاً؛ فإذا تلقى المستخدم تأكيداً لحجز رحلة الطيران، فإن تطبيق جوجل Now سوف يلفت نظر المستخدم إلى الموعد، الذي ينبغي عليه التوجه إلى المطار. لكن يتعين على المستخدم في البداية تفعيل هذه الوظائف أو أن يتم تحميل التطبيقات.
ومع ذلك، لا يتم الحصول على هذه الموافقة من جميع المستخدمين، فإذا قام المرء بكتابة رسالة إلكترونية إلى مستخدم آخر لديه حساب بخدمة بريد جوجل، فليس هناك تأثير عما إذا كان يتم البحث في هذه الاتصالات أم لا.
حتى رسائل البريد الإلكتروني، التي يتم إرسالها إلى عناوين تبدو من الوهلة الأولى أنها لا تنتمي إلى جوجل، قد تصل في النهاية إلى خوادم الشركة الأميركية عن طريق خدمة تجميع صناديق البريد الوارد. وفي مثل هذه الحالات، لا تتوافر حماية فعالة للمستخدم إلا من خلال استخدام تقنية تشفير رسائل البريد الإلكتروني PGP أو S/MIME، لكن يجب أن يستعمل المتلقي هذه التقنيات نفسها لتشفير الرسائل الإلكترونية.
وتجدر الإشارة إلى أن التحليل العميق، الذي يقوم به برنامج المساعد الشخصي الرقمي NOW، لا يقتصر على شركة جوجل وحدها، فهناك العديد من خدمات الشركات الأخرى تطلع على البيانات الشخصية للمستخدم واتصالاته من أجل القيام بوظائفها المختلفة.
وأوضح الخبير الألماني جو باغر بقوله: "لا بد أن تعرف برامج المساعد الشخصي الكثير من المعلومات عن المستخدم للقيام بوظائفها المختلفة، ويتم ذلك من خلال تحليل رسائل البريد الإلكتروني".
//إ.م /أ.ع