وجهت الصحافة الهولندية انتقادات حادة إلى مدرب منتخبها لويس فان خال بعد الخروج من دور ربع النهائي لبطولة كأس العالم قطر 2022.
وانتقدت عمل المدرب وان خططه غير مناسبة، والأداء ممل، والانتصارات التي تحققت باهتة
وكانت هذه العناوين فقط أمثلة عن الانتقادات التي توجه إلى المنتخب الهولندي وأسلوب لعبه في بطولة كأس العالم 2022. ورغم ان هولندا تمكنت لأول مرة منذ مونديال 2014 من الفوز بمباراة في مرحلة خروج المغلوب لبطولة كبرى، بعد فوزها على أمريكا في دور الـ 16 قبل ان تودع المونديال بركلات الجزاء الترجيحية أمام الارجنتين في ربع النهائي.
ورد المدرب على انتقادات صحافة بلاده قائلا «لم تعد كرة القدم كما كانت في دورة 1998. فوقتها كان اللعب مفتوحًا، لكن لم يعد اليوم كذلك. فقد تطورت كرة القدم». ولعل هذا أبلغ مما قيل لوصف كرة القدم الحديثة، وأفضل دليل على ذلك هو مشوار أسبانيا وألمانيا في هذه البطولة. وربما يتعين على الكثير من الجماهير الهولندية أن تقبل على مضض أن زمن كرة القدم الشاملة في فترة السبعينيات قد ولى، وكرة القدم الحديثة أصبح يغلب عليها الجانب التكتيكي. وفي نهاية المطاف، الغاية واحدة وهي وضع الكرة في الشباك والفوز بالمباراة، أي اللعب بواقعية.
وتميز الفريق الهولندي بشكل لافت في هذه النهائيات العالمية من خلال دفاعه الثابت وفعاليته العالية أمام المرمى، وهذا بالضبط ما أظهره في مواجهة دور الستة عشر ضد الولايات المتحدة حيث لم يفرض في البداية أسلوب لعبه، إلى أن جاء هدف ممفيس ديباي عكس مجرى اللعب، لتبسط بعدها الطواحين الهولندية سيطرتها على المباراة. لكن هذا لا يعني أنها كانت الفريق المهيمن في المباراة، بل سمحت للمنتخب الأمريكي بأن يلعب كما يحلو له لكن دون أن تسمح له بصناعة فرص التسجيل، وفي الوقت نفسه، انتظرت أخطاء الأمريكيين وقامت باستغلالها بدون رحمة. والأكيد أنه ليس نهجًا هجوميًا كما تعودنا عليه من هولندا، غير أنه نهج يتصف بالواقعية والفعالية، فمن أصل 35 تسديدة على المرمى سجل الهولنديون ثمانية أهداف، بالمقارنة مع البرازيل التي تملك أكبر حصة من فرص التسجيل، من بين الفرق المتأهلة إلى دور الثمانية، بواقع 70 تسديدة على المرمى، لكنها لم تسجل سوى سبعة أهداف. لعل أسلوب لعب فان غال ليس جميلًا وممتعًا، غير أن النتائج الجيدة الذي حققها قبل الخسارة أمام الارجنتين تؤكد أنه على حق. فمنذ توليه الإشراف على المنتخب الوطني خلفًا لفرانك دي بور بعد الأداء المخيب في بطولة أمم أوروبا 2020 (التي أقيمت في عام 2021، وشهدت إقصاء هولندا من دور الستة عشر)، لم ينهزم الفريق البرتقالي في 19 مباراة، وفاز في 14 منها.