

تعاقدت أنديتنا،خاصة السد والدحيل، مع عدد كبير من اللاعبين المحترفين لتدعيم صفوفها من أجل إحراز البطولات، وخاصة القارية. ولكن للأسف جاءت أغلب الصفقات فاشلة، ولم يضعوا أية بصمة، ولم يحققوا الطموحات المرجوّة، وأحبطوا جماهير أنديتهم بعدما فشلوا آسيوياً، ولم يقدموا أي مستوى جيد لهم رغم ارتفاع أسعار هؤلاء اللاعبين الذين كبدوا خزائن الأندية الملايين.
ورغم أن التاريخ يشهد أن بعضهم جاءوا بأسماء رنانة وتوقّع لهم التألق فإنهم فشلوا تماماً، وجاء خروج كل من السد والدحيل من البطولة الآسيوية ليفتح لنا الطريق لتقييم هؤلاء الذين كبدوا خزائن هذه الأندية الملايين، وجاءت النتيجة «صفراً على الشمال»، فالسد والدحيل أكثر الأندية التي تعاقدت مع لاعبين بارزين، ولكن جاءوا لدورينا ولم نشهد منهم شيئاً، بل وخرجنا من البطولة الآسيوية «صفر اليدين».
وإذا ما سلطنا الضوء على مستويات اللاعبين الأجانب، في الأندية الأخرى بما فيهم لاعبو السد والدحيل، سنجد أن أغلبهم لم يظهروا بالمستوى المطلوب، ولم يكن تأثيرهم موجوداً على فرقهم، والأكيد أنهم مهددون بالرحيل. خاصة أن الهدف الأساسي من ضم هؤلاء المحترفين كان البطولة الآسيوية والتي خرجنا منها، بل والأدهى أن أغلب هؤلاء المحترفين لم يقدّموا الإضافة والغرض منهم، ومن هنا فلا بد من إعادة النظر في معظم اللاعبين الذين كبدوا خزائن الأندية ملايين الريالات، وكان مصيرها الفشل الذريع. ومن خلال هذا التحقيق نسلّط الضوء على واقع تجربة استقطاب اللاعبين الأجانب، وما ينطبق على السد والدحيل ينطبق أيضاً على أغلب أنديتنا الذين يستقطبون لاعبين أجانب عاديين.مثل الحرباوي ولاسوغا « العربي»وساجبو «ام صلال» وعبد الناصر الخياطي «قطر» وهرناني ونبيل «الأهلي» وروبرت ملكي «الخور» وجاتشولكو»الغرافه»
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا تتكرر هذه الأخطاء من موسم لآخر؟ وما العوامل التي تؤدي إلى فشل السد والدحيل في عقد صفقات ناجحة مع المحترفين الأجانب القادرين على تحقيق اللقب القاري؟
أين الخلل؟
في الحقيقة الخلل قد يكون ظاهراً، ولكن للأسف في كل مرة نحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه، ولكن يأتي الفشل مرة أخرى.
ففي كل موسم تتعاقد الفرق مع مجموعة من المحترفين، ثم تقوم بعد فترة قصيرة بالاستغناء عنهم والاستعانة بلاعبين آخرين لتكملة ما تبقى من مشوار المنافسات المحلية، وهذا ما يكلّف خزائن الأندية أموالاً طائلة في الوقت الذي تعاني فيه من ضعف الميزانيات، مما يتسبب في إفقاد الفريق عنصر الاستقرار الفني والذي بدوره يؤثر سلباً على الأداء والنتائج، وهذا ما حدث مع الدحيل والسد عندما تعاقدا مع لاعبين محترفين جدد، والنتيجة عدم الإضافة.
مستوى هزيل
لو نظرنا إلى إحصائيات وسجلات الموسم الماضي والحالي نجد أن أغلب المحترفين يحملون في رصيدهم أرقاماً متواضعة ونسباً متدنية تعكس غياب التأثير، ولو نظرنا إلى الدحيل نجده قد فرط في لاعبين على مستوى، ويمتلكون من الخبرة ما يمنحهم المنافسة، فمنذ أن رحل يوسف العربي عن فريق الدحيل لم ينجح في استقطاب لاعب يحل محله، حتى بعد أن تعاقد مع المهاجم الكرواتي ماندزوكيتش، وأيضاً البرازيلي بيريرا رودريغيس «دودو»، والذي حل بديلاً عنه، وكلاهما «محلك سر»، رغم ارتفاع أسعار كل منهما.
إدميلسون.. سطر ويترك الآخر
رغم الإمكانيات الكبيرة للبلجيكي إدميلسون فإنه يلعب مباراة ويترك الأخرى، ولم يكن إضافة كبيرة للدحيل في البطولات الآسيوية، خاصة هذا الموسم، حيث ظهر الموسم الماضي بصورة أفضل، ومع التجديد قلّ عطاء اللاعب. ولم يقدم المنتظر منه، وكأنه لا يحمل الخبرة الآسيوية، وفشل في تقديم الإضافة، وكل ما يقدمه محلياً فقط.
مهدي بن عطية.. لغز
أما المدافع المغربي مهدي بن عطية فلم يكن بقدر وإمكانيات الدحيل، وظهر بصورة ضعيفة، ومستواه الفني دون المأمول، وهو أقل بكثير مما كان عليه قبل المجيء للدحيل، وغير قادر على صنع الفارق وتحقيق مردود إيجابي.
فشل محترفي الزعيم
كانت خيارات السد من أجل الآسيوية، من خلال التعاقد مع عدد من المحترفين: نام تاي هي، وسانتي كازولا، وغيليرمي توريس، بالإضافة إلى بغداد بونجاح، وتوقع الجميع خيراً من كل المحترفين الأجانب، فمضت المباريات، وتقدم الدوري، إلا أن الإحباط بدأ يدب في قلوب جماهير الزعيم بعد ظهور اللاعبين الأجانب بصورة دون المتوسطة في دوري مجموعات آسيا، ولم ينجح أحد في تقديم نفسه بصورة أكثر من رائعة حتى بغداد بونجاح هداف الفريق (صاحب الأرقام القياسية) لم يقدم ما قدمه من قبل وسجل أربعة أهداف فقط، وخرج السد خالي الوفاض من آسيا، رغم تأهله لدور الـ 16.
كازورلا محلي
توقع الجميع خيراً من الإسباني سانتي كازورلا الذي بدا يظهر بصورة مقبولة خلال مشاركته في الدوري المحلي، ولكن ورغم استقراره وانسجامه مع الفريق فإنه لم يظهر في البطولة الآسيوية وسجل هدفاً وحيداً. بل ولم يساعد زملاءه، وكان «عالة» على الفريق، مما أغضب عشاق الزعيم، بعد أن خيّب آمال الفريق وفشل في تقديم المستويات المنتظرة منه.
دودو.. أخفق مع الدحيل
خيبة أمل كبيرة تُصيب محبي نادي الدحيل بسبب البرازيلي دودو، والذي لم يقدم المستوى الذي يشفع لاستمراره، فرغم الضجة الكبيرة التي صاحبت اللاعب البرازيلي قبل حضوره للدوحة خلفاً للكرواتي ماندزوكيتش فإنه لم يقدم أية إضافة للفريق محلياً وآسيوياً، رغم ارتفاع سعره في سوق الانتقالات، ليكون دودو صفقة أخفقت مع الدحيل، ولم يستفد منها الفريق حتى الآن.
أين بونجاح؟
هل الجزائري بغداد بونجاح صاحب الأرقام القياسية والصولات والجولات التي حققها مع الفريق في المواسم الماضية هو نفسه هذا الموسم؟
بالطبع لا.. لأنه غاب هذه الفترة، ولم يظهر أو يقدم ما كان يقدمه من قبل، وتاه وسط الفرق الآسيوية، وسجل فقط أربعة أهداف لا غير، مما صعّب من مهمة الزعيم الذي كان يعتمد عليه، ويبدو أن انشغاله بأحد العقود الجديدة كان سبباً في تشتيت ذهنه في المباريات المهمة آسيوياً
* توريس مقالب!
لم يظهر البرازيلي غيليرمي توريس بالمستوى المطلوب منه، وظهر بمستوى سيء للغاية مع الفريق، مما وضعه تحت طاولة النقد، رغم أنه لعب آسيوياً بدلاً من يونج الذي كان دوره أفضل من توريس لخبرته وانسجامه واستقراره مع زملائه بالفريق، ورغم مشاركة توريس في 6 مباريات، لكنه لم يقدم أوراق اعتماده لجماهير الزعيم حتى الآن. بالعودة إلى إحصائيات اللاعب مع الزعيم نجد أنه لعب 6 مباريات، اثنين في الدوري، وأربعة في الآسيوية، ورصيده الرقمي متواضع، ما يعكس غياب التأثير الواضح للاعب المحترف على أداء ونتائج فريقه. ولذا يجب الإسراع والتحرّك بشكل جاد في علمية اختيار اللاعبين، بحسب معايير فنية دقيقة، ووفقاً لاحتياجات ومتطلبات الفريق، وانتقاء اللاعب الذي يضيف للفريق بدلاً من التعاقد مع أسماء انتهى عمرها الافتراضي، وأصبح شغلها الشاغل جمع المال، فاللاعبون الأجانب في أنديتنا هم أقرب إلى كونهم هواة لا محترفين.