الصالونات النسائية.. هل انتهى عصرها الذهبي بسبب «كورونا» ؟

alarab
محليات 11 أكتوبر 2020 , 12:30ص
صفاء الصواف

بعد فترة قليلة من هجمة فيروس كورونا، جرى إغلاق صالونات التجميل ضمن التدابير الاحترازية لمواجهة الجائحة، مما دفع كثيراً من الفتيات والسيدات إلى الاعتماد على أنفسهن في جانب التزيين، وبعد السماح بإعادة تشغيل الصالونات مؤخراً مع ضوابط معيّنة، هل نرى هرولة نسائية نحوها، أم إن «فترة كورونا الأولى» أكسبت النساء ثقافة جديدة في الاستغناء عن بعض الأمور الكمالية، والاعتماد على الذات بشأن خدمات الصالونات، كما حدث لكثيرات خلال الشهور الماضية؟
«العرب» استطلعت آراء نماذج نسائية مختلفة بشأن تجاربهن وقت إغلاق الصالونات.
«أم نايف» عبّرت عن فرحتها عندما تمكّنت من كسب التحدي بالاستغناء عن الصالونات، فهي فخورة بتلبية احتياجاتها بمفردها، وحتى وإن لم تستطع الوصول إلى جودة الخدمات التي يتم تقديمها، وأضافت: «من الجميل والمهم أن تعتمد كل امرأة على نفسها قدر الإمكان في هذه الأمور، فضلاً عن أن مستوى النظافة في المنزل أفضلُ من الصالونات».
من جانبها، اعتادت أم أدهم الاعتماد على ذاتها؛ حيث صار لديها وقت للاهتمام بالنفس، والقيام بما يُغنيها ولو قليلاً عن الخدمات التي يقدّمها الصالون، واستطردت: «لكن الصالونات باتت ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها؛ لأنها مُجهّزة بأحدث أنواع الأجهزة، علاوة على خبيرات التجميل اللاتي يقدّمن النصائح التي لا تتوافر لدى البقية من النساء». 
أما نجلاء عبد الحليم فكرت تجربتها قائلة: كان لا بد أن أتكيف مع إغلاق الصالونات، وأحاول سد حاجتي بالقدر الذي يُمكّنني من محاولة الاستغناء عنها، وما ساعدني على ذلك أنني فقط أذهب إليها عند المناسبات مثلاً الأعياد والأفراح.
وأضافت: وعندما تم الإعلان عن افتتاحها مرة أخرى بدأت بالذهاب، وقد تشجعت كثيراً؛ لأنني وجدت الصالون متبعاً كل إجراءات الأمن والسلامة. 
رانيا أحمد أكدت أنها لن تذهب إلى الصالونات حتى تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم اكتشاف لقاح للفيروس، وشددت على أن الإنسان يجب أن يتعلّم كيف يُحافظ على نفسه، ويتأقلم مع الظروف الطارئة؛ لأن الصحة أهم من أي شئ آخر.
ولأن أماني البطرني طبيبة صيدلانية، فهي أيضاً لم تتأثر كثيراً بالإغلاق؛ فلديها الخبرة في العناية الشخصية، بل ولجأ إليها الكثير من النساء؛ ليتعرفن على أفضل مستحضرات العناية بالبشرة وكيفية استعمالها، وأعربت عن استغرابها فيما يتعلّق بتذمر كثير من النساء ومطالبتهن بضرورة إعادة افتتاح الصالونات. 
                                          
استثمار إيجابي للأزمة
 من جهتها تمكّنت وداد المحمود -صاحبة أحد الصالونات-  من الاستثمار الإيجابي للاستفادة من الأزمة والمساهمة، في تمكين الزبونات من الاعتماد على أنفسهن، مما ساهم بشكل فعّال في الوقاية من انتشار الفيروس؛ حيث بدأت بالتواصل معهن وبيع وتحضير مختلف المنتجات كالصبغات والحنة، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالصالون، ومن ثَمّ البدء في إيصالها إليهن، وأيضاً الاعتماد على مكالمات الفيديو لشرح كيفية استعمال هذه المستحضرات.
وقالت المحمود: «عندما عادت صالونات التجميل إلى استئناف تقديم خدماتها كان هناك نوع من القلق بين عدد من الزبونات، لكن تم التغلّب على خوفهن من خلال الاتصال بهن، ودعوتهن إلى معاودة القدوم للصالون وبث الطمأنينة لديهن.
وأوضحت أنه جرى إبلاغهن بأنه تم اتباع كل الإجراءات الاحترازية؛ من قياس درجة الحرارة، ومشاهدة برنامج احتراز، وتوفير الكمامات والمعقمات للجميع، وأن الطاقة الاستيعابية للصالون هي كما نصت عليه القوانين التي وضعتها الجهات المختصة، مما يوفّر الأمان والاطمئنان والسماح لهن بعد ذلك بالاتصال لتحديد موعد مُسبَق؛ بهدف الإسراع في تقديم الخدمات لهن، إضافة إلى التعرّف على مدى ازدحام الصالون، والتأكيد على أن جميع الموظفات قد أجرين فحوصات للتأكد من عدم إصابتهن بفيروس كورونا.  
وأكدت أنه يَحِق لكل زبونة أن تطلب من الموظفة إبراز برنامج «احتراز»، وأن تتأكد من قياس درجة الحرارة لديها، أيضاً تعقيم الكرسي، ووضع غطاء يصلح للاستخدام مرة واحدة، كما يمكن للزبونة أن تطلب استخدام أدوات جديدة عند تقديم الخدمات لها، أو أن يتم استخدام أدوات يتم تعقيمها باستمرار في الصالون.