بعد خسارة مأرب وباب المندب، وتقدُّم قوات الشرعية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي وقوات التحالف العربي، على الساحل الغربي لليمن، يستبق الحوثيون معركة تحرير صنعاء بخطب ود القبائل المحيطة بالعاصمة اليمنية، من خلال "وثيقة الشرف" القبلية، التي أعلن عنها أمس، في حملة تستهدف 4 محافظات.
وقال الحوثيون إن هدفهم الوصول إلى مليون توقيع على الوثيقة من القبائل في العاصمة اليمنية والمحافظات المحيطة بها، وهي عمران وذمار ومحيط صنعاء الريفي.
وبحسب وكالة سبأ، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تنطلق بمحافظتي عمران وذمار، اليوم، الحملة المليونية للتوقيع على وثيقة الشرف القبلية، وتستمر أكثر من عشرين يوماً. ودعا محافظ صنعاء المعيَّن من الحوثيين، حنين قطينة، كل الوجاهات والمشايخ والأعيان في المحافظات إلى المشاركة الفاعلة في المرحلة الأولى من الحملة، للتوقيع على الميثاق.
وعلى الرغم من الحملة الترويجية الواسعة للوثيقة من الحوثيين، إلا أن الإقبال بدا ضعيفاً جداً في المركز المحدد للتوقيع على الوثيقة، وفي مدرسة الكبسي بالعاصمة صنعاء، لم يتعدَّ الموقعون العشرات.
وتعكس نصوص الوثيقة عدم جدية الحوثيين في إعلانهم قبول خطة السلام الأممية وتنفيذ القرار 2216، إذ تنص الوثيقة على العزل الاجتماعي لخصوم الحوثي وتجريدهم من المواطنة، بل يصل الأمر إلى هدر دمائهم.
ووفقاً لمنطق الحوثيين، الذي كشفت عنه الوثيقة، فإن أكثر من 80 في المائة من سكان اليمن في عدن ومحافظات الجنوب وتعز، ومحافظات وسط البلاد وغربها، ومأرب ومحافظات شرق البلاد، يستحقون الإعدام.
واعتبر المحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، أن "وثيقة الحوثيين نوع من تكريس العصبية القبلية، من خلال هذا النوع من الأخوية الجهوية، التي تنال من وحدة الشعب اليمني".
وأكد "التميمي" في تصريحات له، أن "خطوة كهذه تدل على ضيق الخيارات، وإلى المنحى التدميري في فكر العصابة الانقلابية التي تريد أن تزج بالقبائل في محرقة الدفاع عن بقائها في صنعاء، حتى لو كان ذلك على حساب الوحدة الوطنية، ولهذا لن يكتب لها النجاح أبداً".
من جهته اعتبر الناشط السياسي اليمني، عماد هادي، أن الحوثيين لجؤوا إلى ما سموها وثيقة "الشرف القبلية"، في محاولة لمواجهة المد الجمهوري الزاحف نحوهم من مأرب.
وقال "هادي" إن هذه الوثيقة تعكس المستوى الذي وصل إليه الحوثيون من الهزيمة، وفيها مؤشرات الاستسلام.
م.ن /أ.ع