أرجع الدكتور محمد طارق الشواف استشاري الأمراض الجلدية في مركز الثمامة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، زيادة إصابة الطلاب بالأمراض الجلدية خلال فترة الدراسة كل عام إلى قضاء وقت طويل مع بعضهم بعضاً في مكان مغلق، أو استخدام الأدوات الشخصية لبعضهم بعضاً، الأمر الذي يسهم في انتقال الأمراض الجلدية، وحضور بعض الطلاب للمدرسة مع ظهور أعراض المرض عليهم، والزحام الذي قد يحدث بالمدرسة، ولعب الأطفال الذي قد يصل إلى مرحلة العنف والاحتكاك الشديد. مشيراً إلى عدد من النصائح الواجب الالتزام بها للحد من إصابة الطلاب بالأمراض الجلدية خلال شهور الدراسة، وإلى أهمية متابعة التمريض المدرسي للأطفال.
وقال د. الشواف في تصريحات لـ «وقاية» إنه مع انطلاق «الماراثون الدراسي»، يجب أن يعلم مسؤولو المدارس الدور المهم الذي يقع على المدرسة في وقاية الطلاب من الأمراض الجلدية، وكذلك دور أولياء الأمور.
وأضاف: إصابة الطلاب بالعديد من الأمراض بعد العودة المدرسية أمر طبيعي، لأن الكثير من الأطفال يمضون ساعات طويلة مع بعضهم البعض في مساحات مغلقة، بالإضافة إلى ذلك فإن وجود أنواع عديدة من الفيروسات والبكتيريا في مكان واحد يتسبب في زيادة احتمال إصابة الأطفال بالأمراض.
وتابع: المدرسة لها دور كبير في وقاية الطلاب من الأمراض الجلدية، وعلى رأسها أنه في حال ملاحظة إصابة أي طالب بالمرض، ولمنع العدوى، يمنح إجازة، حتى في حالة الشك في حالة أي طفل، كما يتعين على إدارة المدرسة التخلص من الزحام في الفصول الدراسية، لتكون لكل طفل مساحة معينة داخل الصف، كما أن للتمريض في المدارس دورا مهما بمتابعة الأطفال.
وشدد على أنه يتعين التنبيه على الأطفال في حال اللعب معا ألا يصل اللعب إلى مرحلة العنف والاحتكاك الشديد، حتى لا يصاب الطفل نتيجة هذا اللعب، فضلاً عن التنبيه على الأطفال بعدم استخدام الأدوات الشخصية لبعضهم بعضاً، فلا يستعمل أدوات الطفل أحد غيره.
أما عن دور أولياء الأمور في وقاية أبنائهم من الأمراض الجلدية ومضاعفاتها، فأكد د. الشواف على أهمية الحصول على اللقاحات اللازمة حسب جدول التطعيمات الوطني، والتأكد من إكمال الجرعات الأساسية، مثل: لقاح الأنفلونزا، ولقاح الحصبة، ولقاح الجديري.
وأشار إلى أن من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من أولياء الأمور هو عدم الالتفات لشكوى الطفل من أي مشكلة جلدية، والسماح للطفل بالحضور للمدرسة على الرغم من المعرفة بإصابته بمشكلة صحية ظاهرة، وهذا أمر غير مقبول، لأنه يسمح بانتقال العدوى لزملائه من الأطفال، فالجدري المائي على سبيل المثال ينتقل في الأطفال في الأيام الخمسة الأولى للإصابة، فالسماح للطفل بالتوجه للمدرسة يعني نقل العدوى لأقرانه.
وقال استشاري الأمراض الجلدية في مركز الثمامة الصحي: كما أن على ولي الأمر دورا في التوعية الصحية، بأن يؤكد على أن الأدوات الشخصية لا يستخدمها غيره وألا يستخدم هو أدوات زملائه، فغطاء الرأس «الطاقية» على سبيل المثال يمكن التساهل في استخدامها أن ينقل القمل.
وأضاف: كما أود أن أنوه إلى أهمية التثقيف الصحي، فإلى جانب إلى أن الوقاية خير من العلاج، فالتثقيف يقلل من التكلفة التي تقع على القطاع الصحي، بحماية أفراد المجتمع من الإصابة بالأمراض. كذلك الاهتمام بالنظافة الشخصية، فمن الضروري أن يعتاد الطفل على الاهتمام بنظافته الشخصية وغسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام وبعد ملامسة أي سطح في المدرسة، مع تحذيره من وضع يديه على وجهه لمنع انتقال أي عدوى إليه.
وتابع: أيضا عدم إغفال نظافة الشعر من خلال الاهتمام بنظافة شعر الأطفال لوقايتهم من قمل الرأس، ويفضل ربط شعر الأطفال حتى لا يسهل انتقال الحشرات من شعر لآخر، وأيضا تناول الغذاء الصحي وعدم مشاركة الأدوات الشخصية للآخرين لأنه من اهم وأسرع طرق انتقال العدوى.
وأكد على أن من الأمراض الأكثر انتشارا بين التلاميذ، وتنتقل بينهم خاصة الأطفال في مرحلتي الروضة، والابتدائي هي قمل الرأس ومرض الجدري المائي والقراع الإنجليزي.
وعن انتشار الحكة الشديدة بين الطلاب، أوضح أنها قد ترجع إلى الجرب، وهو مرض ينتقل بالعدوى في الفصول وبين الطلاب، وينتقل عن طريق اللمس، وتسببه حشرة صغيرة تدخل تحت الجلد، وأعراضه حدوث حكة شديدة في الجلد تزداد ليلاً. ويأتي الجرب من الأمراض المعدية التي تنتشر بين التلاميذ خلال فصل الشتاء. ويظهر بين الأصابع وحول السرة، وتحت الابط والأعضاء التناسلية، الا انه يعالج ببعض المراهم والغسولات القاتلة لقرادة الجرب، كما ان هناك ايضا أقراصا.
ولفت إلى الثعلبة من الأمراض الجلدية الشهيرة التي قد تصيب الطلاب، يظهر على هيئة دوائر على سطح جلد الرأس خالية من الشعر، وليست بها قشور. وهذا المرض غير معد، لأنه ناتج عن انفعالات نفسية وأصبح علاجه ميسورا باستخدام مهيج للجلد مثل صبغة اليود، ومراهم الكورتيزون.
وأوضح أن هناك أمراضا جلدية أخرى قد تظهر بين الطلاب، من بينها السنط أو النفرة أو الثآليل، وكذلك الحصبة، ومرض اليد والقدم والفم - فيروس كوكساكي.