العودة: الصلة بالله مفتاح السرور في الدنيا والفوز بالجنة
محليات
11 سبتمبر 2015 , 03:49م
الدوحة - محمد صبره
دعا الشيخ د. سلمان بن فهد العودة، لإحكام الصلة بالله عز وجل، أملاً في الفوز بنعيم الجنة والشعور بالسرور في الدنيا.. ونصح بالإرتقاء في الإيمان باستشعار وجود الله عز وجل بأسمائه وصفاته.
وحث على اليقين بالله والاخلاص له والثقة به عند التضرع بالدعاء ، أملافي سرعة الإستجابة.
وذكر في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، أن فاتحة الكتاب أعظم سور القرآن، و آية الكرسي أعظم آياته؛لاشتمالهما على إسم الله الأعظم، وتأكيدهما على وحدانية الله عز وجل ونفي الشرك.
وروى الشيح العودة قصة طريفة عن قبول الدعاء، فذكر أن طبيبة في منطقة معزولة بجنوب إفريقيا، جمعت أطفالا في حضانة ذات صباح ، وأخبرتهم أنها بحاجة إلى زجاجات حارة بصفة عاجلة لطفلة رضيعة، وقالت لهم إن عدم إحضار الزجاجات قبل صلاة الظهر فإن الطفلة معرضة للموت.
وروى أن الأطفال فزعوا من سيرة الموت وتخيلوا موت الطفلة الصغيرة التي فرحوا بها ، وانتبذت واحدة منهن عمرها 10 سنوات في زاوية ورفعت يديها إلى الله بصدق وثقة تخاطبه وهي تحس بأنه يسمع كلامها ويستجيب لها ويتجاوب معها قالت: يارب أرجوك أرسل لنا زجاجات قبل صلاة الظهر، حتى لاتموت الرضيعة . وشعرت بالدفئ والحنان حين اقتربت من ربها، فأردفت تقول: وكما تعلم يا رب فأنا أحب الدمى " العرائس " وأنا ليس عندي دمية، لوسمحت أرسل لي واحده منهن، مع الزجاجات الساخنة.
وأشار إلى أن الطبيبة كانت تسمع دعاء الطفلة وابتهالها وتضرعها إلى الله، ثم تستحضر الكم الهائل من العقبات والمعوقات، أمام تحقيق الأمنية، وقالت في نفسها: لو أن أحدا من أتباع الجمعيات الخيرية، أراد أن يساعد في إحضار الطلب، فإنه يحتاج أسابيع حتى يصل للمكان.
وتابع د. العودة في رواية القصة قائلا: بقيت ساعات تفصل الطبيبة والأطفال عن صلاة الظهر وإذا بالهاتف يرن ويخبر هم أحد الأشخاص بأن هناك طرد تم ارساله منذ شهر سيصل إليهم الآن. وذهبت الطبيبة لاستلامه وهي بين الخوف والرجاء ومعها بعض الأطفال، وفتحت الطرد فوجدت في أعلاه شنط مدرسيه ، وفي أسفله زجاجات ساخنه، أرسلها الله إليهم قبل أن يٍسألوه.
وذكر أن الأطفال سعدوا بالطرد، وشعروا أن الله استجاب لهم.
وقال إنهم وجدوا الدمية التي طلبتها الطفلة في أسفل الطرد "وماكان ربك نسيا".
وعلق الشيخ العودة على القصة ،مبينا أننا عندما نتعامل مع الله عز وجل بيقين، وندعوه موقنين بأنه سيقبل دعائنا مثل ماحدث من الطفلة، وحين نخاطبه عز وجل وندري أنه أقرب إلينا من حبل الوريد ،الذي هو عرق في داخل أجسادنا.. وحين نناجيه ونتمثل لقوله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"..ونخاطبه مباشرة، دون واسطه، فإنه عز وجل سيتفضل علينا بقول الدعاء.
وأوضح العوده أن قرب الله عز وجل ممن يدعوه يعني أمرين:
- الأول: الفصل بين الألوهية وبين العبوديه، فهناك رب يُعبد، وهناك عبد يسجد ويتضرع ويسأل.. ولا يمكن الوصل بينهما.
وأشار إلى أن الذين خلطوا ما بين الألوهية والعبودية، وقعوا في الشرك والضلال المبين وعبدوا مع الله آلهة أخرى.
- الثاني: أن الله سبحانه وتعالى قريب منا بعلمه "يعلم السر وأخفى" ، "مايكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولاخمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم اينما كانوا ".. "وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو".. ويعلم مافي السموات والأرض وما تسقط من ورقة إلا يعلمها.
وأكد خطيب جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أن "الله يعلم ما تحمل كل أنثى" وأن علمه يشمل كل إناث الإنس والدواب والحيوانات والحشرات . وعلمه سبحانه يشمل " ماتغيض الأرحام - ماتنقص-وماتزداد وكل شيء عنده بمقدار".
وقال العوده: إن شعور العبد بقرب الله منه ،يعني إدراكه بأن الله سميع بصير ، يسمع ويرى :"إني معكما أسمع وأرى "، وهوسبحانه يسمع ويرى دبيب النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليلة السوداء.
وردد قول الشاعر :
يا من يرى مدالبعوض جناحها
في ظلمة الليل البهيم الأليل
و يرى مناط عروقها في نحرها
و المخ من تلك العظام النحل
و يرى خرير الدم في أوداجها
متنقلا من مفصل في مفصل
أمنن علي بتوبة تمحوا بها ما
كان مني في الزمان الأول
اليقين في إجابة الدعاء
ونصح الشيخ العودة باستحضار اليقين في الإجابة عند دعاء الله عز وجل، واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ لاهٍ".
وأوضح أن الدعاء في القضايا الكبرى العظيمة، فيه أسرار، وتقاطع في المصالح، حيث يتنوع دعاء الناس ، يدعو أحدهم بشيء ويدعو أحدهم بنقيضة ، والله رب الجميع ، وله حكمة عز وجل في قبول دعاء أي من الطرفين وعدم قبول الآخر.
وذكر أن الدعاء في القضايا الخاصة والذاتية التي تهم شخص واحد، تكون الإجابة فيه أسرع وأقرب، خاصة إذا توفر الصدق والإخلاص.
وروى العودة أن النبي صلى الله عليه وسلم ،أمسك بيد الصحابي أبي سعيد بن المعلى في المسجد وقال له لأخبرنك قبل أن أخرج من المسجد بأعظم سورة في كتاب الله عز وجل :" أعظم سورة في كتاب الله هي الحمد لله رب العالمين - سورة الفاتحة - وهي السبع المثاني والقرآن العظيم ألذي أوتيته "ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم".
وذكر العودة أن سورة الفاتحة اعظم سور القرآن الكريم ، رغم قصرها ووجازتها، لأنها تتحدث عن الألوهية ،وتستفتح بالحمد والشكر والثناء على الله رب العالمين.. وتثني بأسمائه الحسنى: الرحمن الرحيم .وتذكر الرب مالك يوم الدين.
وأشار العودة إلى أن إسمي الله: الرحمن الرحيم، من أكثر الأسماء ترددا في القرآن الكريم، وفي حياة المسلم.
ولفت إلى أن المسلم يبدأ حركاته وأعماله في الحياة بقول : بسم الله الرحمن الرحيم.
وأوضح أن الإسمين الكريمين يدلان على الرحمة ، وقال إن الله عز وجل أرسل خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، كما جاء في قوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
س.ص