برنامج إغاثي قطري للمتضررين من فيضانات ميانمار
            
          
 
           
          
            
                 محليات 
                 11  أغسطس  2015 , 01:57م  
            
            
           
          
            
              الدوحة - العرب
            
           
            
          
            أطلق الهلال الأحمر القطري، برنامجاً إغاثياً عاجلاً لمساعدة المتضررين من الأمطار الغزيرة التي هطلت على ميانمار خلال الأسابيع الأخيرة والتي تسببت في حدوث سلسلة من الفيضانات والانزلاقات الأرضية في عدد من الولايات غرب وشمال البلاد، بالإضافة إلى الإعصار كومين الذي استقر في بنجلاديش الأسبوع الماضي بعد مروره قرابة السواحل الغربية لميانمار.
وحتى الآن، تشير التقديرات إلى وجود 48 حالة وفاة وأكثر من 178ألف متضرر في المناطق التي أمكن فيها جمع المعلومات، وإن كانت هناك توقعات بأن يكون حجم الخسائر أكبر من هذا بكثير، إذ لا تزال هناك الكثير من المناطق المعزولة التي لا يمكن الوصول إليها حاليا بسبب الفيضانات، لاسيَّما في الولايات الأكثر تضررا من الكارثة وهي راكين وشين وماجوي.
وفي استجابة سريعة لهذه الكارثة الإنسانية، لم ينتظر الهلال القطري صدور نداء إنساني من الاتحاد الدولي للجمعيات الوطنية، بل بادر إلى تنفيذ تدخل إغاثي عاجل من خلال تحريك المستشفى الميداني المتنقل إلى ميانمار للمشاركة مع المنظمات الإغاثية الدولية في توفير الرعاية الصحية العاجلة للمصابين والمتضررين، كما سيتم توزيع أغطية بلاستيكية واقية من المطر "تاربولين" لصالح 1600 أسرة بشكل مبدئي حتى إجراء عملية تقييم الاحتياجات ووضع خطط التدخل على نطاق أوسع.
وقال سعادة السيد صالح بن علي المهندي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري "نحن موجودون في ميانمار منذ سبتمبر عام 2012 ولدينا مكتب دائم هناك يشرف على أنشطتنا ومشاريعنا الإغاثية والتنموية لصالح المتضررين من الاضطرابات المسلحة منذ 3 سنوات متتالية، ما ساعدنا على سرعة التدخل أثناء الكارثة الحالية دون تعطيل من إجراءات الدخول والموافقات وتكوين فريق إغاثي، وهو إنجاز كبير أن نظل محافظين على وجودنا هناك طوال هذه الفترة في ظل انسحاب العديد من المنظمات الفاعلة الأخرى.
وأكد المهندي أن الهلال القطري هو الجهة القطرية والعربية الوحيدة الموجودة في ميانمار، معربا عن ترحيبه بأي جهة قطرية أو غير قطرية ترغب في التعاون مع الهلال القطري لتنفيذ مشاريع إغاثية عن طريقه لصالح المتضررين من السيول الأخيرة في ميانمار.
وقد تم إجلاء الآلاف إلى المناطق المرتفعة ومواقع مؤقتة مثل المدارس والأديرة، غير أن بعض الأهالي يقررون العودة إلى منازلهم من أجل استعادة متعلقاتهم والاعتناء بمواشيهم ومزارعهم، كذلك توجد مخاوف من تلوث مصادر المياه في العديد من المناطق، وبالأخص بسبب اعتماد المجتمعات المحلية في كثير من القرى على البحيرات الصغيرة، علاوة على ضرورة توفير مساعدات غذائية على المدى القصير لسد النقص في الغذاء خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
وسبق للهلال القطري، تنفيذ العديد من المشاريع والأنشطة لصالح المتضررين من أحداث العنف التي تشهدها ولاية راكين منذ عام 2012 حتى اليوم، حيث وقع مع الجمعية الوطنية لميانمار اتفاقية إطارية تم تمديدها حتى عام 2016، لتنفيذ عدة مشاريع في مجالات الإيواء والمياه والإصحاح والخدمات الطبية والمساعدات غير الغذائية والتمكين الاقتصادي بميزانية إجمالية قدرها "6.675.120 ريال قطري"، وقد بلغ إجمالي عدد المستفيدين من هذه المشاريع 111.270 نسمة، بالإضافة إلى آلاف المستفيدين غير المباشرين من المجتمع المحلي في ولاية راكين.
يذكر أن توقعات الأرصاد الجوية تشير إلى استمرار هطول الأمطار الغزيرة لعدة أيام مقبلة، ما قد يؤدي إلى مزيد من الفيضانات، وقد أعلنت وزارة الزراعة والري بميانمار، أن مياه الفيضانات غمرت قرابة 400 ألف فدان من الأراضي الزراعية، ما تسبب في تدمير 30 ألف فدان بالكامل وتضرر 73 ألف فدان أخرى، بالإضافة إلى تأثر البنية التحتية للاتصالات والمواصلات.