16 سنة و362 يوماً.. لامين جمــال يخطــف أنظـــار العـــــالم

alarab
رياضة 11 يوليو 2024 , 01:09ص
سليمان ملاح

بعمر السادسة عشرة و362 يوما، بدأ لامين جمال بشقّ مسار النجومية عندما أصبح أصغر لاعب يسجّل في تاريخ كأس أوروبا لكرة القدم، حيث قاد منتخب بلاده إسبانيا إلى الفوز على فرنسا في نصف النهائي وتأهل إلى نهائي البطولة القارية. وقدم جمال مستويات مميزة وحقق أرقاما استثنائية جعلته حديث الصحافة الرياضية والخبراء، خاصة بعد أن أصبح أصغر لاعب يسجل هدفا في البطولة الأوروبية على مدار تاريخها، وهو الهدف الذي أحرزه بعمر 16 سنة و362 يوما.
وفتح الهدف الذي سجله لامين جمال في مرمى المنتخب الفرنسي خلال مباراة الدور قبل النهائي من البطولة، الطريق أمام النجم الإسباني لدخول التاريخ من أوسع أبوابه وبات الجميع ينتظر نجما بازغا جديدا في سماء كرة القدم العالمية. ولم تتوقف إسهامات لاعب برشلونة الإسباني عند الهدف الذي سجله في مرمى فرنسا وأعاد به منتخب بلاده لأجواء المباراة بعدما كان متأخرا بهدف، في المباراة التي انتهت بفوز إسبانيا بهدفين مقابل هدف، وإنما قدم الكثير على مدار البطولة. ولعب جمال 418 دقيقة خلال ست مباريات خاضها المنتخب الإسباني في البطولة حتى الآن، وهي الدقائق التي كانت مرشحة بقوة للزيادة لولا قانون العمل في ألمانيا (البلد المستضيف للبطولة) والذي يمنع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما عن العمل بعد الساعة التاسعة مساء، مع منح إعفاء للرياضيين بالمشاركة حتى الساعة 11 مساء، وتوقيع غرامة تصل إلى 30 ألف يورو في حالة المخالفة، ما حرم المنتخب الإسباني من لاعبه الشاب في بعض الفترات خلال المباريات.
3 تمريرات حاسمة
قدم لامين ثلاث تمريرات حاسمة، ترجمت إلى أهداف، على مدار المباريات التي شارك فيها، ووصلت دقة تمريرات اللاعب إلى (80.34 %)، كما سدد 16 مرة على مرمى المنتخبات المنافسة خلال البطولة. وبلغ متوسط سرعة لامين خلال مباريات المنتخب الإسباني (30.9) كم في الساعة، فيما بلغت أعلى سرعة له عبر كل المواجهات (32.1) كم في الساعة، بينما بلغت المسافات التي قطعها في الملعب خلال المباريات (45.9) كم، وحصل على بطاقة صفراء واحدة في ست مباريات.

الصحف العالمية تسلط الضوء على الموهبة

سلطت الصحف الرياضية العالمية أمس الضوء على تأهل منتخب إسبانيا إلى نهائي كأس الأمم الأوروبية يورو 2024 على حساب منتخب فرنسا بشكل عام وعلى الموهبة اللاعب لامين جمال حيث أصبح أصغر لاعب يسجل في بطولة أوروبية.
كتبت صحيفة «سبورت» الكتالونية «دعونا لا نخاف من مقارنته بليونيل ميسي.. لا يزال على بعد سنوات ضوئية (من ميسي) وصحيح أنه لا يزال في مهده، لكن بعمر السادسة عشرة تشير موهبته إلى أنه سيكون من العظماء».
من جهتها، كتبت «أس» بالفرنسية عن اللاعب الذي أكمل امتحاناته المدرسية خلال كأس أوروبا «مساء الخير، اسمي لامين جمال وسأكتب التاريخ».
بحسب وكالة أوبتا للإحصائيات، فإن اللاعبَين الوحيدين في آخر مونديال وكأس أوروبا الحالية صنعا أكثر من 15 فرصة و15 تسديدة و15 مراوغة، هما ميسي بطل العالم 2022 مع الأرجنتين وجمال الذي تأهلت بلاده لملاقاة الفائز بين إنجلترا وهولندا، الأحد المقبل في برلين.
سيكون جمال، المولود في 13 يوليو 2007 لوالد مغربي وأم من غينيا الاستوائية، قد بلغ السابعة عشرة، وطلب من والدته «عدم تقديم أي هدية في عيد ميلادي، مجرّد التواجد في النهائي والفوز به هو شيء كبير».
وبحسب مدرّبه لويس دي لا فوينتي جمال «عبقري» «لقد رأينا عبقرياً.. هو لاعب يجب أن نعتني به. عليَّ تقديم المشورة له كي يتابع العمل بتواضع ويُبقي قدميه على الأرض».

مبابي: خيبة أمل

أقرّ قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي أن فريقه «لم يقم بما يكفي» في الخسارة أمام إسبانيا 1- 2، ضمن نصف نهائي كأس أوروبا 2024، مشيراً إلى أنه محبط من الأداء المخيّب.
وقال اللاعب المنتقل حديثاً إلى ريال مدريد الإسباني والذي اكتفى بتسجيل هدفٍ واحدٍ من ركلة جزاء أمام بولندا «لم نقم بما يكفي للتأهّل إلى النهائي. هم (إسبانيا) لعبوا أفضل منا، استحقوا بلوغ النهائي ونحن سنعود إلى المنزل».
وأضاف مبابي «كان لديّ طموح بأن أصبح بطلاً لكأس أوروبا. كان لديّ هدف خوض بطولةٍ جيّدة. لم أفعل أيّا منهما. إنها خيبة أمل».

ديشان:  أتحمل المسؤولية

تحمّل المدرب ديشان مسؤولية الأداء المخيّب لمبابي وغريزمان طوال البطولة، قائلاً «هذه مسؤوليتي». أضاف «بمواجهة فريق إسباني قوي، يجب أن تكون في أفضل أحوالك. لن أبحث عن أعذار، لكن بدأنا التحضير من دون أوريليان تشواميني، كما أصيب أدريان رابيو ووصل (دايو) أوباميكانو في ظروفٍ صعبة (حامت الشكوك حاولت مشاركته في البطولة بسبب إصابة في الكاحل)».
وتابع «يتمتّع منتخب إسبانيا بالاستحواذ على الكرة. كنا أقل فعالية في توجيه اللعب. افتقرنا إلى الدخول نحو العمق على الرغم من المحاولات حتّى الدقائق الأخيرة. لن ألوم اللاعبين على أدائهم. لم يتمكّن الجميع من تقديم 100 % لأسبابٍ مختلفة».
وردّاً على سؤال حول الانتقادات ضد أسلوب لعب فريقه الذي افتقر للفعالية الهجومية، قال «لن أنكر أبداً» هذا الأمر، لكن برأيه، فإن فريقه «لم يكن يمتلك 100 % من إمكانياته».

ميسي يحمل صورة الرضيع لامين

قبل تسجيل جمال هدفه الرائع في مرمى فرنسا، انتشرت صورة لميسي يحمل طفلاً رضيعاً خلال حصة تصويرية عام 2007 في ملعب كامب نو، عندما كان يضيء في بداية مسيرته سماء برشلونة بموهبته النادرة.
لم يكن هذا الطفل سوى لامين جمال، وقد أعاد والده منير نشر الصورة الأسبوع الماضي على انستغرام معلّقاً عليها «بداية أسطورتَين». التُقطت بعد أن أجرت اليونيسيف يانصيب في ماتارو، حيث كانت تعيش عائلة اللاعب المغربي الجذور.
على غرار ميسي القادم إلى برشلونة بعمر الثالثة عشرة، انضمّ جمال إلى أكاديمية لا ماسيا الشهيرة منذ نعومة أظفاره، وبدأ بتحطيم الأرقام القياسية نظراً لتفجّر موهبته في سن صغيرة.