باحثون يعيدون تأهيل الشعب المرجانية في مياه قطر

alarab
محليات 11 يوليو 2022 , 01:39م
علي العفيفي

نجح باحثون في جامعة قطر، في تحسين تقنيات إعادة تأهيل الشعب المرجانية في دولة قطر ضمن مشروع «زراعة الشعاب المرجانية»، بالشراكة مع مؤسسات حكومية.
وشهدت الشعاب المرجانية في قطر -التي تعد إحدى أهم النظم البيئية البحرية وأكثرها عرضة للضرر في الوقت الحالي- انتكاسا واضحا في الدولة خلال العقود الأخيرة.
وتهدف الجامعة متمثلة في مركز العلوم البيئية، من المشروع إلى تحسين تقنيات إعادة تأهيل الشعاب المرجانية ليعكس استراتيجية المحافظة عليها والحد من تدميرها في الخليج العربي بأكمله.
ووضع مركز العلوم البيئية أسس التعاون المنظم بين مختلف أصحاب المصالح لتحفيز الجهود المستثمرة في إعادة تأهيل هذا المورد الثمين. وفي هذا الشأن، أرست شركة «قطر غاز» - باعتبارها صاحبة المصلحة الرئيسي وكونها كذلك شركة عالمية رائدة في مجال إنتاج الطاقة – أسس التعاون الصناعي والإشراف والتمويل والدعم الفني لهذا المشروع الرائد باعتباره جزءا لا يتجزأ من برنامج إدارة الشعاب المرجانية الذي تتبناه الشركة، وقد ألزمت «قطر غاز» ذاتها بالحفاظ على التنوع الأحيائي البحري في دولة قطر ضمن استراتيجية الشركة طويلة الأجل المعنية بالبيئة (2021-2030) والاستراتيجية الوطنية لدولة قطر 2030.


تعاون حكومي
وتشجع وزارة البيئة والتغير المناخي - بما لها من سلطات باعتبارها جهة حكومية مختصة – الشركات على تمويل البحوث التطبيقية وتعتمد التراخيص اللازمة لإجراء التجارب فضلا عن توفير مرافق رعاية الأحياء البحرية لإجراء التجارب ذات الصلة. ومن جانب آخر، يستخدم الباحثون في مركز العلوم البيئية في جامعة قطر – باعتبارهم أصحاب المصلحة والشريك الأكاديمي – الأبحاث القائمة على الابتكار والتطوير بغية تعزيز وخلق المنتجات والأساليب اللازمة لتسريع وتيرة إعادة تأهيل الشعاب المرجانية.
ويشار إلى أن علماء مختصين بالعلوم البحرية من مركز العلوم البيئية قاموا بدراسة تجارب الباحثين الآخرين حول العالم وبحثوا في مواطن النجاح والفشل حول عمليات إعادة تأهيل وتطوير الشعاب المرجانية المهددة، ومن خلال ذلك، لاحظوا أن بعض أنواع الشعاب المرجانية تعيش في مناطق بحرية مهددة في دولة قطر أغلبها في المناطق الساحلية، حيث تم تصنيف هذا النوع من الشعاب على أنها شعاب «قابلة للتكيف». ومن جانب آخر، تأوي المواقع العميقة وتلك المعزولة عن أثر التدخل البشري، أنواع الشعاب المرجانية «الهشة» وما يرتبط بها من مخزون الثروة السمكية الوفير المتعايش مع تلك الشعاب.
وحدد الباحثون في مركز العلوم البيئية في جامعة قطر، من خلال التقنيات المتطورة والتكوين الأحيائي والنظام البيئي البحري المحلي، الاحتياجات الأساسية من التقنيات التي تسهم في تحسين «زراعة الشعاب المرجانية» في المياه الإقليمية البحرية القطرية.


شتلات المرجان
وتعمل الاستراتيجية المختارة على تحسين تقنية «تقسيم الشعاب المرجانية بدولة قطر، حيث تمكن عن طريق فهم عملية إنتاج «الشعاب المرجانية الصغيرة» أو «شتلات المرجان» من «المستعمرة الأم»، من خلق الموارد اللازمة لاستزراع أصناف الشعاب المرجانية بشكل فعال في المواقع البحرية الجديدة. وفي ظل هذه التقنية المحسنة، تم استخدام مرافق رعاية الأحياء البحرية لتقييم مستويات الضوء والتغذية المثالية لتسريع نمو الأصناف «القابلة للتكيف»، إضافة إلى اختيار المواقع المثالية لزراعة «الشعاب المرجانية الصغيرة» والاستراتيجية المثلى لتثبيتها على الصخور البحرية الطبيعية.

ويتبع مركز العلوم البيئية منهجية تستهدف إنشاء «بيوت جديدة للشعاب المرجانية» في المواقع العميقة ذات الظروف البحرية المناسبة، حيث ابتكر الباحثون الشعاب المرجانية الصناعية الجديدة «غابة الفطر» التي تتسم بمقاومتها لتيارات المياه والمصممة بشكل دقيق لإنشاء بيوت جديدة للشعاب المرجانية في المواقع العميقة التي لا توجد بها تشكيلات من الصخور الطبيعية، وباستخدام تلك التقنية المتطورة، وفر للمجتمع القطري الأدوات والأساليب النافعة لإعادة تأهيل وتطوير هذا النظام البيئي البحري الفريد من نوعه من حيث المنفعة الاقتصادية والجمال البيئي.