يلتقي منتخبا إنجلترا وإيطاليا على ملعب استاد ويمبلي بالعاصمة الإنجليزية لندن، في العاشرة من مساء اليوم، بتوقيت الدوحة، على كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020». حيث سمح بحضور حوالي 65 ألف متفرج. وستكون مباراة اليوم، هي النهائي الأول للإنجليز في الأمم الأوروبية، وبالتالي يتطلع «الأسود الثلاثة»، إلى لقبهم الأول، بينما سيكون النهائي الرابع للطليان على مدار تاريخهم الأوروبي، ويبحث الآزوري عن الفوز بثاني ألقابه في أمم أوروبا بعد غياب 53 عاماً، إذ كان لقبه الأول في عام 1968. ويستمد المنتخب الإنجليزي الكثير من قوته في لقاء اليوم، من اللعب على أرضه وبين جماهيره، على الرغم إنه لم تنجح سوى 3 منتخبات فقط، من الفوز باللقب الأوروبي على أرضها، وهي منتخبات إسبانيا وإيطاليا وفرنسا في نهائي نسخ أعوام 1964 و1968 و1984.
ويملك المنتخبان تاريخاً مشتركاً طويلاً، وجمعت آخر مواجهة بينهما في مايو 2018، في مباراة ودية على ملعب ويمبلي، وانتهت بالتعادل 1-1، أما آخر مباراة رسمية، فكانت في دور المجموعات لكأس العالم 2014، وفازت إيطاليا 2-1.
الترقب كبير في إنجلترا لأن منتخب الأسود الثلاثة لم يظفر باللقب القاري إطلاقا منذ انطلاق البطولة عام 1960، ولم يبلغ حتى أي نهائي فيها، كما أن إنجلترا تشعر بأن الوقت قد حان لإنهاء انتظار دام 55 عاما منذ أن أحرزت لقبا كبيرا وتحديدا في مونديال 1966 الذي استضافته.
أقيمت تلك المباراة ضد ألمانيا الغربية (4-2 بعد التمديد) على ملعب ويمبلي الذي سيكون مسرحا للنهائي ضد إيطاليا أيضا، حيث تسعى كتيبة المدرب جاريث ساوثجيت إلى إنجاز المهمة بعد فوزها الصعب على الدنمارك 2-1 بعد التمديد في نصف النهائي.
بدأت إنجلترا البطولة كأحد منتخبات عدة مرشحة لإحراز اللقب، وهي استفادت جدا من خوض جميع مبارياتها على أرضها (باستثناء واحدة ضد أوكرانيا 4-صفر في روما في ربع النهائي)، وستكون المباراة النهائية بالتالي السادسة من أصل 7 مباريات يخوضها منتخب الأسود الثلاثة على ملعب ويمبلي في لندن.
بونوتشي: لا نخشاهم في «عقر دارهم»
لا تخيف قطب دفاع إيطاليا ليوناردو بونوتشي إقامة المباراة على ملعب ويمبلي في عقر دار المنتخب الإنجليزي وقال: سنلعب في عقر دارهم، لكن ذلك لا يخيفنا. وتابع في مؤتمر صحفي: ما سيحصل لدى مواجهتنا إنجلترا هو أفضل استعراض للكرة الأوروبية والعالمية، من قبل إنجلترا، إيطاليا والطاقم التحكيمي. ووصف بونوتشي مبتسما المواجهة بين المنتخبين على إنها بين «عجزة» دفاع إيطاليا، و»شباب» إنجلترا، منبها زملائه إلى سرعة مهاجمي وأجنحة منتخب الأسود الثلاثة. وتابع: نتطلع قدما لدخول أرضية الملعب على الرغم من أن تواجد الجمهور الإنجليزي سيكون طاغيا. نريد تحقيق أمر تاريخي، تقديم عرض رائع ثم نرى كيف ستنتهي الأمور.
من جهته قال مدافع المنتخب الإنجليزي ونادي مانشستر سيتي جون ستونز: إنه أمر ضخم وما يزيد من أهميته إقامة المباراة النهائية على ملعب ويمبلي وهو أمر كنا نحلم به في مطلع البطولة.
التاريخ لا يقف إلى جانب إنجلترا
التاريخ لا يقف إلى جانب إنجلترا التي لم تنجح في التفوّق على إيطاليا في بطولة كبرى في تاريخ مواجهات المنتخبين على الرغم من ندرتها. فقد تفوّقت إيطاليا بركلات الترجيح في ربع نهائي كأس أوروبا عام 2012، ثم جدّدت فوزها بعد سنتين في مونديال البرازيل 2014 بنتيجة 2-1 في الدور الأول، لكن المنتخبين فشلا في تخطي دور المجموعات حينها. بيد أن المنتخبين باتا في ذروة تألقهما في الآونة الأخيرة، فقد استهلت ايطاليا البطولة القارية بفوز لافت على تركيا بثلاثية نظيفة في المباراة الافتتاحية، وحققت الفوز تلو الآخر لترفع رصيدها إلى 33 مباراة من دون هزيمة منذ عام 2018 بقيادة مدربها روبرتو مانشيني الذي استلم المهمة بعد فشل الأتزوري في بلوغ مونديال 2018 في روسيا، ليغيب عن العرس الكروي للمرة الأولى منذ 60 عاما. ستخوض ايطاليا مباراتها الثالثة في هذه البطولة على ملعب ويمبلي، بعد أن تغلبت بصعوبة على النمسا 2-1 بعد التمديد في ثمن النهائي، ثم على إسبانيا بركلات الترجيح في نصف النهائي.
كونتي يكشف نقطة ضعف المنافس
تحدث أنطونيو كونتي المدير الفني السابق لمنتخب إيطاليا عن نقطة ضعف المنتخب الإنجليزي قبل مباراته النهائية أمام إيطاليا في بطولة كأس الأمم الأوروبية، والمقررة اليوم. وقال كونتي عن نقطة ضعف المنتخب الإنجليزي في تصريحات أدلى بها لصحيفة لا جازيتا ديللو سبورت الإيطالية: «إنهم في حالة الضغط عليهم أثناء بناء اللعب من الخط الخلفي، لا يستطيعون أن يخرجوا بالكرة مثلما فعل المنتخب الإسباني أمامنا، لكن لو هربوا من الضغط فعلينا الحذر فهم لديهم سرعات كبيرة في الأمام».
وأوضح كونتي: «نحن لدينا جماهير أقل من الإنجليز من حيث العدد، ولكن نملك الخبرة في الملعب، ونعرف كيف تُلعب النهائيات، ونعرف أيضاً كيف نفوز بها».
وأضاف كونتي: «إيطاليا استحقت أن تكون في النهائي، هي أكثر فريق متكامل في البطولة، ويستطيعون التعامل في جميع المواقف بكرة أو بدون كرة». وتابع: «هؤلاء اللاعبون حافظوا على أفكارهم وهويتهم وطريقة لعبهم داخل الملعب، وكذلك من الناحية التكتيكية والجسمانية، وهو ما ساعدهم على تحقيق أفضل النتائج»
الأسود الثلاثة تبحث عن اللقب الأول
أما إنجلترا الباحثة عن اللقب الأول في البطولة، فلعبت ببراغماتية في دور المجموعات، حيث تغلبت على كرواتيا وصيفة مونديال 2018 بهدف وحيد، قبل أن تسقط في فخ التعادل السلبي مع جارتها اسكتلندا. أنهت دور المجموعات بفوز على التشيك بهدف أيضا. وفي الدور الثاني تخلصت من ألمانيا عقدتها في البطولات الكبرى بالفوز عليها بهدفين نظيفين، قبل أن تسحق أوكرانيا برباعية نظيفة، ثم حققت فوزا صعبا على الدنمارك 2-1 بعد التمديد. وتزامن تطور مستوى إنجلترا مع استعادة هدافها هاري كاين لشهيته التهديفية، فبعد أن صام عن التسجيل في دور المجموعات ونال نصيبه من الانتقادات، كان على الموعد في الأدوار الإقصائية حيث سجل 4 أهداف في 3 مباريات ليحتل المركز الثاني في ترتيب الهدافين بفارق هدف واحد عن البرتغالي كريستيانو رونالدو والتشيكي باتريك شيك، لكنه يملك فرصة معادلتهما أو حتى التفوق عليهما في حال هز الشباك في النهائي.
7500 عدد جمهور إيطاليا
حظي المنتخب الإيطالي بمؤازرة نحو 11 ألف متفرج خلال مباراته ضد إسبانيا، وذكرت تقارير محلية بأن حوالي 7500 من مشجعي إيطاليا سيتواجدون في المدرجات خلال المباراة النهائية. ويتطلع المنتخب الإيطالي إلى إحراز لقبه الثاني في البطولة بعد عام 1968، علما بأنه بلغ النهائي مرتين وخسر عام 2000 أمام فرنسا 1-2 بالهدف الذهبي، ثم أمام إسبانيا صفر-4 عام 2012.
وستخوض إيطاليا النهائي العاشر لها في إحدى البطولات الكبرى، علما بأنها تُوجت بطلة للعالم 4 مرات أعوام 1934 و1938 و1982 و2006 وخسرت النهائي مرتين عامي 1970 و1994.