

نظمت وزارة الثقافة أمس حوارًا مفتوحًا حول مهرجان الدوحة المسرحي، السادس الذي اختتمت نسخته السادسة والثلاثين مؤخرا.
وتحدث خلال اللقاء الذي عقد في قاعة بيت الحكمة بوزارة الثقافة، الناقد الدكتور مرزوق بشير أستاذ نظريات الدراما في كلية المجتمع، والناقد الأردني الدكتور رشيد ملحس.
وأكد الحضور أن المسرح القطري بخير لكنه يحتاج إلى تنشيط، وأن هناك حاجة ضرورية إلى نهج علمي لتقييم الحركة المسرحية.
حضر الحوار السيد عبدالرحمن الدليمي مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، والسيد عبدالرحيم الصديقي مدير مركز شؤون المسرح بالوزارة، ونخبة من المسرحيين الذين شاركوا في فعاليات المهرجان.
تناول الدكتور مرزوق بشير في كلمته دور العلم، والنقد الفني الموضوعي، في تقييم الحركة المسرحية، مشيرًا إلى أن التحليل العلمي المنهجي شبه مفقود في المسرح القطري الذي يمتد عمره الفني إلى خمسين عامًا.
وقال «إننا بحاجة إلى وجود منهج علمي موضوعي لتقييم الحركة المسرحية ليتم طرح سؤال مهم حول الإنجازات التي تحققت على مر هذه السنوات هل كانت حقيقية، أم مجرد إنجازات فردية؟!.
وأوضح ان المسرح بشكل عام، ومنذ نشأته الأولى، قام على منهجية علمية، مؤكدًا على أهمية الموهبة الفنية، ولكن هذا لا يعني تجاهل دور العلم، مبينًا أن أول نظرية علمية للدراما وضعت قبل ثلاثة آلاف عام، واستمر الأمر في التطور على مر العصور، إلى أن ظهرت المدارس الفنية، وتأسست آلاف الجامعات في جميع انحاء العالم، بما فيها منطقتنا، فهناك معهد الفنون المسرحية في دولة الكويت، واكاديمية الشارقة للفنون الأدائية معربًا عن آمله في أن تكون النظرية والمنهجية العلمية سائدة في الحركة المسرحية القطرية.
وأشار الدكتور مرزوق إلى افتقاد الساحة الفنية إلى الحركة النقدية الصحيحة، موضحًا أنه على مر هذه السنوات الطويلة لا يوجد نقد تحليلي موضوعي، ولاسيما في الصحافة القطرية. مؤكدًا أن هذا الغياب يضر بالحركة المسرحية، فكثير من المسرحيين بنوا وجودهم الفني على الوهم وليس الحقيقة.
وقال إنه على المستوى الأكاديمي لا يوجد هناك جامعات لتدريس النقد الدرامي الفني، على الرغم من تدريس النقد الأدبي في جامعة قطر وكثير من الجامعات وهو يختلف عن النقد الفني التطبيقي.
أزمة نص
وقال الناقد الأردني رشيد ملحس: إن المسرح العربي وليس القطري فقط يعاني من أزمة نص، وأن الأزمة ليست في قلة النصوص بل أيضا في جودتها. لافتاً إلى أن جرى التعرف خلال مهرجان الدوحة المسرحي على مجموعة من النصوص المحلية تفاوتت مستوياتها بين الممتاز والمقبول.
ووصف المسرح القطري بأنه «بخير وبصحة جيدة جدا ويحتاج لبعض الفيتامينات ليصبح ممتازا»، مشدداً على ضرورة تعزيز قدرات الكتاب المسرحيين وتحفيز الأدباء والشعراء للكتابة للمسرح وتنظيم محاضرات وورشات تتعلق بالكتابة المسرحية ورفد المكتبة المسرحية بترجمات النصوص العالمية.
ودعا إلى فتح حوارات فيما بين المخرجين القطريين والفرق المسرحية يقود لتنفيذ عمل واحد على الأقل سنويا يوحد الجميع، وحوارات أخرى وورش عمل بينهم وبين مخرجين من الدول العربية والأجنبية قد تقود لعروض تجريبية تطبيقية، وعقد دورات في الصوت والحركة المسرحية والتذوق الموسيقي للممثلين المحترفين والمبتدئين والهواة وتعزيز مهاراتهم الأدائية.
كما شدد على ضرورة العمل على ديمومة الحراك المسرحي من خلال تنفيذ عروض على مدار العام تتناوب الفرق المسرحية على تنفيذها وتتنوع هذه العروض بين المونودراما.