تأكيد على ريادة المسرح القطري.. «ماسح الأحذية» يحصد جائزتين بمهرجان المونودراما بتونس

alarab
المزيد 11 مايو 2025 , 01:24ص
تونس - العرب

حصد العرض المسرحي القطري «ماسح الأحذية» جائزة أفضل نص مسرحي وجائزة أفضل إضاءة، وذلك في ختام الدورة السابعة من المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج، في الجمهورية التونسية، في أول مشاركة قطرية في المسابقة الرسمية بالمهرجان منذ انطلاقته. ويؤكد هذا الإنجاز الجديد ريادة المسرح القطري عربيًا ودوليًا، كما يعكس نضج التجربة المسرحية القطرية وتكاملها. المسرحية تأليف الدكتور خالد الجابر، وإخراج وسينوغرافيا الفنان حافظ خليفة، وأداء مبدع من الفنان محمد العباسي، وإنتاج شركة جسور للإنتاج الفني. وقد مثل هذا العمل ثمرة تعاون ثقافي عميق بين قطر وتونس، عبّر عن وحدة الفن العربي في مواجهة التحديات الفكرية والإنسانية، من خلال عرض مسرحي يجمع بين النص العميق، والرؤية الإخراجية التجريبية، والأداء التعبيري المتقن.


وقال المؤلف الدكتور خالد الجابر: «أهدي هذا الإنجاز إلى المسرح القطري، الحاضنة الأولى لتجربتنا الإبداعية، كما أهديه إلى المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” التي شكلت، منذ البداية، شريكًا رئيسيًا في هذا المشروع، ونتقدم بخالص الشكر إلى الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام لـ”كتارا”، على دعمه المستمر وجهوده المتميزة التي ساعدت على تحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس، بدءًا من مرحلة التأسيس الأولى وصولًا إلى لحظة التتويج»، مثمنا دعم وزارة الثقافة ممثلة بمركز شؤون المسرح المتواصل، وحرصها على تمكين الكفاءات المسرحية القطرية. وأوضح أن المسرحية تتجاوز حدود العرض الفني التقليدي، لتُشكل شهادة درامية جريئة عن الواقع العربي في مرحلة ما بعد الثورات. فهي بمثابة فصل ناطق من كتاب الحقيقة العربية، يكشف الهزائم الفردية والجماعية، ويرصد صوت الانكسارات التي تتردد أصداؤها من غزة إلى سوريا، ومن لبنان إلى اليمن، ومن ليبيا إلى السودان. في كل تلك المحطات، كانت الأحلام تُزرع، لكنها غالبًا ما تُجتث قبل أن تزهر، لتتحول إلى رماد خيبات متكررة، فضلا عن تعرية التشققات العميقة في البنية الفكرية والثقافية للمجتمعات العربية،
بدوره، قال المخرج حافظ خليفة إن المسرحية ترصد حال الإنسان العربي في زمن الانهيارات، موضحًا أن «ماسح الأحذية» هو رمز لكل من عاش على هامش الحلم العربي، بين التطلعات والانكسارات. وأضاف أن العرض يستبطن مجاز الزلزال باعتباره لحظة سقوط الأقنعة وانكشاف الذات، مشيرًا إلى توظيف تقنيات المسرح الملحمي لكسر الجدار الرابع وجعل الجمهور جزءًا من التجربة الوجودية للشخصية. وأبهر الفنان محمد علي العباسي الجمهور بأدائه المتعدد الطبقات، مجسدًا شخصية «ماسح الأحذية» بكل تناقضاتها الداخلية، متنقلًا بين الغضب والانكسار، بين الأمل والعبث.