جماعات الإغاثة تستعين بطائرات بلا طيار لنقل الإمدادات الطبية
حول العالم
11 مايو 2015 , 01:30م
رويترز
الأنهار التي تعج بالتماسيح والبحار متلاطمة الأمواج وتردي حالة الطرق، كلها أمور تجعل من الصعب على عمال الإنقاذ في المناطق النائية - من بابوا غينيا الجديدة - نقل الإمدادات الطبية، إلا ان أذهان العاملين في مجال الإغاثة تفتقت عن حل حديث، ألا وهو الاستعانة بالطائرات بلا طيار.
وقال أيزاك تشيكوانها واريك بوجو - من منظمة أطباء بلا حدود الخيرية - إن الطائرات بلا طيار عادة ما تُستخدم في الجهود الإنسانية، لرسم الخرائط، لكن استخدامها في نقل الأدوية والعينات إلى المناطق الوعرة التي يتعذر بلوغها أمر مستحدَث.
واستعانت جماعات الإغاثة في جهود علاج السل - في منطقة يستفحل فيها المرض بصورة تكاد تكون أكبر من أيَّة منطقة في العالم - بطائرات بلا طيار، العام الماضي، لنقل عينات من البصاق من عيادات نائية إلى مراكز الفحص والاختبار.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود تبحث عن طريقة بسيطة وآمنة تصلح في جميع الظروف الجوية لنقل العينات، عبر منطقة خليج بابوا غينيا الجديدة، وهو مكان وصفه بوجو بأنه "أكبر مستنقع في العالم".
وتفتقر معظم المراكز الصحية النائية في بابوا غينيا الجديدة إلى الطرق الممهدة؛ لذا فإن السفر يتم عادة من خلال القوارب أو سيرا على الأقدام. ويتعين نقل العينات إلى مراكز الاختبار في غضون ساعات.
وانضمت أطباء بلا حدود إلى شركة ماترنت الأمريكية للتكنولوجيا، لتوفير الطائرات بلا طيار.
ويُجرَى التحكم في الطائرات بلا طيار من خلال الهواتف الذكية؛ على أن يتولى القائمون على تشغيلها إمدادها بإحداثيات الطول والعرض للوجهة المطلوبة لتطير الطائرة ذاتيا. وقال تشيكوانها - في مؤتمر عن التكنولوجيا والطب، عُقِدَ في لندن الأسبوع الماضي - إن الإشارات اللاسلكية للتليفونات بالمنطقة "موجودة في كل مكان تقريبا، على خلاف الطرق".
وأضاف تشيكوانها أن هذه الطائرات الخفيفة تقلع وتهبط رأسيا، بخلاف الطائرات الأثقل وزنا؛ التي يمكنها حمل أوزان أكبر، لكنها تحتاج إلى ممر للإقلاع والهبوط، ومضَى يقول: "عندما طرأت الفكرة في بادئ الأمر تصور القائمون على إدارة عملياتنا أننا أُصِبنا بالجنون".
ومن بين العوائق التي تعترض هذه الطائرات عُمْر البطارية، والعقبات القانونية، والمخاوف الأخلاقية، لكن تشيكوانها قال إن السكان المحليين تقبلوا هذه التكنولوجيا، وحدث أن قاموا ذات مرة بإعادة طائرة سقطت في الأدغال إلى الباحثين.
وأضاف أن هذه الطائرات لم تختبر في ظروف الطقس القاسية، لكنها كانت تعمل جيدا وسط الأمطار متوسطة الغزارة.
ومضى يقول - لمؤسسة تومسون رويترز - إن من غير المرجح تعميم هذه الطائرات في مناطق الصراع التي تقترن بأنشطة عسكرية، لأنه قد يتم إسقاطها.