يواجه الشعب السوداني معاناة إنسانية غير مسبوقة، بسبب الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث أكمل النزاع عامين من الدمار والخسائر. وقد خلّفت هذه الحرب عشرات الآلاف من الضحايا، وشردت الملايين داخليًا وخارجيًا، مع تجاوز أعداد النازحين 12 مليون شخص، فيما يعاني أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي.
وقتل أمس، 15 شخصاً على الأقل في قصف لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في إقليم دارفور.
وأفاد مصدر طبي في المستشفى السعودي بالفاشر لوكالة فرانس برس بـ «مقتل 15 من سكان مخيم ابوشوك للنازحين نتيجة قصف الدعم السريع».
وأكد شهود لفرانس برس احتراق سوق نيفاشا المجاورة للمخيم بالكامل. وأتى ذلك غداة إعلان الجيش السوداني ونشطاء محليين مقتل 12 شخصاً جراء قصف للدعم السريع، الأربعاء، على الفاشر.
وكشفت العديد من التقارير والمؤسسات الدولية عن جوانب من معاناة الشعب السوداني، ومنها ما ذكرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن اثنين من كل ثلاثة سودانيين لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية بسبب تدمير معظم المنشآت الطبية جراء الحرب.
وبحسب تقرير أصدرته اللجنة، أمس، تسببت الحرب في تعطيل سبعين الى ثمانين في المئة من المنشآت الصحية في مناطق النزاع بالسودان.
وافاد التقرير بان هذه الأرقام تعني أن «الأمهات يلدن بدون مساعدة ماهرة وأن الأطفال لا يحصلون على التطعيمات الضرورية وأن الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة لا يتلقون الرعاية الصحية».
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في السودان دانيال أومالي «لا يجوز أن يدير المجتمع الدولي ظهره للسودان، فملايين الأرواح واستقرار منطقة بأكملها على المحك. علينا تكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية المُنسّقة لتقديم الإغاثة التي يحتاجها الشعب السوداني بشدة. والآن هو الوقت المناسب للاستثمار في احترام القانون الدولي الإنساني».
وحذر التقرير من النقص الحاد في الأدوية والمعدات والطواقم الطبية المُدرَبة في العشرين بالمئة المتبقية من المنشآت الصحية التي ما زالت تعمل في السودان.
ولفت التقرير إلى مدينة الفاشر في شمال دارفور غرب البلاد كـ «مثال صارخ» لتأثير الحرب على الخدمات الصحية. من جانبها نددت منظمة العفو الدولية، أمس، بممارسة قوات الدعم السريع العنف في الحرب.
وكتبت المنظمة في تقرير جديد أن «قوات الدعم السريع مارست عنفا واسعا ضد (فئات محددة) طوال الحرب التي استمرت عامين، بهدف إذلالهم، وفرض السيطرة، وتشريد المجتمعات في جميع أنحاء البلاد».
وقال ديبروز موتشينا مدير برنامج التأثير الاقليمي لحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية إن «اعتداءات قوات الدعم السريع على (هذه الفئات) مروعة، ومنحطة أخلاقيا، وتهدف إلى إلحاق أقصى درجات الإذلال».
ويتضمن التقرير المؤلف من ثلاثين صفحة روايات لثلاثين ضحية، بعضهن قاصرات، ولأفراد في أسر الضحايا.
ووقعت أعمال العنف هذه بين إبريل 2023 وأكتوبر 2024 في أربع ولايات سودانية، خصوصا في مناطق دارفور والخرطوم والجزيرة، بحسب منظمة العفو.
ووصفت قوات الدعم السريع ما خلصت اليه بعثة التحقيق بأنه «دعاية على منصات التواصل الاجتماعي».