أكد فضيلة الداعية الشيخ عبد الله النعمة أن للعيد أحكاما مرعية وسننا نبوية، وأن من بينها ضرورة تجديد أواصر التراحم بين الأقرباء والأصدقاء والتعاون بين الناس جمعاء، مشدداً خلال خطبة عيد الفطر المبارك بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، على أهمية الوقوف مع المستضعفين في غزة وفلسطين، والاستمرار في التعاطف معهم حتى يعم العالم، وأن يتجاوز دعمهم التبرع بالمال والمؤن والدعاء والقنوت.
وأكد النعمة ضرورة صيام ستة أيام من شوال، سواء كانت متوالية أو متفرقة، باستثناء أول يوم من شهر شوال الذي هو يوم عيد الفطر، فلا يجوز الصوم في العيدين الفطر والأضحى.
وقال خطيب جامع الإمام: لا ننسى ونحن في هذا اليوم العظيم أن نقف مع إخواننا المستضعفين في غزة وفلسطين، وأن يستمر التعاطف معهم حتى يعم العالم كافة، وأن يتجاوز التبرع بالمال والمؤن والدعاء والقنوت إلى الأعمال والدفع بقوة فإن القوة لا ترد إلا بالقوة، وإن المؤمنين إخوة، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
وأضاف: عيدكم هذا عيد كريم وجمع عظيم، تفضل الله فيه على أمة الإسلام بكل خير وقد شرع لهذا العيد أحكاما مرعية وسننا نبوية، فزينوا عيدكم بعموم الذكر وتقوى الله وخشيته، يقول علي رضى الله عنه: (كل يوم لا نعصي فيه الله فهو لنا عيد)، وهذه شمس العيد قد أشرقت، فلتشرق معها شفاهكم بصدق البسمة، قلوبكم بصفاء البهجة، ونفوسكم بالمودة والمحبة، جددوا أواصر التراحم بين الأقرباء والأصدقاء والتعاون بين الناس جمعاء.
وتابع النعمة: إنكم في يومٍ تبسمت لكم فيه الدنيا أرضها وسماؤها، شمسها وضياؤها، صمتم لله ثلاثين يوما وقمتم لله ثلاثين ليلة، ثم جئتم اليوم إلى مصلاكم تكبرون الله ربكم على ما هداكم إليه من دين قويم وصراط مستقيم، وصيام وقيام وشريعة ونظام، وقد خرجتم إلى صلاة العيد وقلوبكم قد امتلأت به فرحا وسرورا، تسألون الله الرضا والقبول، وتحمدونه على الإنعام بالتمام، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ونوه بأن في مثل هذه الأجواء يغمر القلب المتأمل شعور كريم فياض بانتماء أفراد هذه الأمة إلى هدف واحد وغاية واحدة إنها أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ودينها دين الإسلام، دين الله رب العالمين، مضيفا: ما أحوج الأمة في أيام محنها وشدائدها وأيام ضعفها وهوانها إلى وقفات عند مناسباتها وعباداتها تستلهم العبر، ويتجدد فيها العزم على المجاهدة الحقة، ما أحوجها إلى دروس تستعيد فيها كرامتها وترد على من يريد القضاء على كيانها.
حقوق وواجبات
وأشار النعمة إلى أن قضية القضايا وأصل الأصول كلمة التوحيد، وشعار الإسلام وعلم الملة – لا إله إلا الله – كلمة تدفع بها جميع الآلهة الباطلة من دون الله، فيها نبذ لأمر الجاهلية كله، وإثبات عبادة الله وحده لا شريك له، مؤكدا أن من قضايا ديننا الأصلية أن الناس متساوون في التكاليف حقوقا وواجبات، لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، لا تفاضل في نسب ولا تمايز في لون، فالنزاعات العنصرية والنعرات الوطنية والعصبيات القبلية ضرب من الإفك ومسالك الجاهلية تحقيقا لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وأضاف: ها هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يعلن منذ مئات السنين ضلال هذا الملك فقد روى البهيقي عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا أيُّها النَّاسُ، ألَا إنَّ ربَّكم واحدٌ، وإنَّ أباكم واحدٌ، ألَا لا فَضْلَ لِعَربيٍّ على أعجَميٍّ، ولا لعَجَميٍّ على عرَبيٍّ، ولا أحمَرَ على أسوَدَ، ولا أسوَدَ على أحمَرَ إلَّا بالتَّقْوى).
معاني الأخوة
وأوضح أن في العيد تبرز معالم الدين وتظهر معاني الاخوة الإسلامية في الالفة والمحبة والتناصر والتعاون على البر والتقوى، تتصافى القلوب وتجتمع الكلمة وتنبذ الفرقة، فالمسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره تحقيقا لقوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)، والتي أكدها النبي صلى الله عليه وسلم مرات ومرات بقوله وفعله وأمره ونهيه في صحيح انه صلى الله عليه وسلم قال: (المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم).
وشدد فضيلته على ضرورة صيام ستة أيام من شوال، قائلا: يستحب صيام ستة أيام منه سواء كانت متوالية أو متفرقة، باستثناء أول يوم من شهر شوال الذي هو يوم عيد الفطر، فلا يجوز الصوم فيه، حيث إنه يحرم صيام يومي العيد الفطر والأضحى. ويدل على استحباب صيامه ما أخرجه مسلم في صحيحه: «عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر).