الجوع ينال من الأطفال الرضع مع استمرار الحرب في الموصل
حول العالم
11 أبريل 2017 , 05:42م
القيارة (العراق) – رويترز
من شدة الجوع يعلو بكاء الأطفال الرضع غير أن الهزال الشديد الذي أصابهم من جراء سوء التغذية يدفع الأطباء الذين يعالجونهم في مستشفى بالعراق للخوف من تدهور حالاتهم إذا ما أعطوهم ما يكفيهم من الغذاء لتسكين آلامهم.
وكثير من الأطفال الجوعى من سكان الموصل التي أرهقت الحرب الدائرة فيها بين مسلحي تنظيم الدولة والقوات العراقية عدة مئات من الآلاف من السكان المدنيين المحاصرين في المدينة.
وفي الآونة الأخيرة افتتح عنبر جديد متخصص للتعامل مع الأعداد المتزايدة من الأطفال القادمين من الموصل الذين تظهر عليهم أعراض
سوء التغذية مع استمرار الحرب وأغلبهم دون الستة أشهر.
وهذا يعني أنهم ولدوا تقريبا في الوقت الذي قطعت فيه القوات العراقية طريق الإمداد الرئيسي للتنظيم من الموصل إلى سوريا وحاصرت
المسلحين داخل المدينة ما تسبب في نقص حاد في المواد الغذائية.
قالت طبيبة الأطفال روزانا مينغيتي في المستشفى الذي تديره جماعة أطباء بلا حدود في القيارة على بعد 60 كيلومترا جنوبي الموصل "في العادة أزمات التغذية أكثر شيوعا بكثير في افريقيا ليس في مثل هذا البلد. لم نتوقع ذلك."
وعدد الحالات المسجلة حتى الآن يقل عن المستوى الذي يعتبر حرجا لكنه يسلط الضوء على ما يواجهه المدنيون من صعوبات وهم محتجزون
رهائن فعليا لدى تنظيم الدولة.
ويقول سكان الموصل الذين تمكنوا من الهرب إنه لا يوجد طعام تقريبا سوى الطحين (الدقيق) المخلوط بالماء وحبوب القمح المسلوقة.
وما تبقى من طعام أصبح باهظ الكلفة بعيدا عن متناول أغلب السكان أو مخصص لرجال تنظيم الدولة وأنصارهم.
في العنبر يتابع فريق من الأطباء نمو الأطفال الرضع بالجرامات ويطعمونهم عجينة خاصة أساسها من الفول السوداني تؤهلهم تدريجيا لتناول الغذاء وزيادة وزنهم.
على أحد الأسرة رقد رضيع عمره ستة أشهر ووزنه 2.4 كيلوجرام أي أقل من نصف وزن الطفل العادي في مثل سنه.
كما يعالج هؤلاء المرضي من ذوى الأجسام الضئيلة من أمراض أخرى ترتبط بسوء التغذية الذي يضعف جهاز المناعة ما يجعلهم عرضة لإصابات أخرى.
قالت ايزابيل ليجال منسقة المشروع بمنظمة أطباء بلا حدود "هذا أمر جديد في العراق. أغلب الأطباء (العراقيين) لم يشهدوه من قبل."
وأضافت أن جانبا من المشكلة يتمثل في اعتياد الأمهات العراقيات على إرضاع أطفالهن حليبا صناعيا وهو ما أصبح من المستحيل تقريبا العثور عليه في الموصل.
وقالت مينغيتي إنه حتى إذا أرادت الأمهات إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية فستجد كثيرات منهن الأمر صعبا بسبب المشقة البدنية والقلق النفسي من جراء العيش في منطقة حرب. وتابعت "الأم تشعر بتوتر شديد ولا يمكنها أن تجد ما يكفي من الطعام ولذا لا يمكنها أن تفرز كميات كبيرة من الحليب."
وقالت إحدى الأمهات من الموصل للأطباء إنها لم يكن أمامها خيار سوى إطعام طفلها سكرا مذابا في الماء مع الزبادي (اللبن) أو مزيجا من الطحين والماء.
وقالت أم أخرى تسهر على طفلها الضامر "كل هذا سبب تنظيم الدولة" ويأتي بعض الأطفال من قرى تمت استعادتها من أيدي التنظيم قبل شهور فيما يشير إلى اتجاه أوسع نطاقا لنقص الأمن الغذائي.
ك.ف