إسدال الستار على فعاليات ملتقى " قمرة" السينمائي
ثقافة وفنون
11 مارس 2015 , 08:53م
أسدل الستار مساء اليوم على فعاليات الدورة الأولى من ملتقى" قمرة " السينمائي الذي أطلقته مؤسسة الدوحة للأفلام يوم السادس من مارس الجاري واستمر ستة ايام .
وقدم الملتقى عددا من الجلسات التدريبية الفردية والجماعية والندوات الدراسية وجلسات العمل الصباحية.
وقد اختير 29 مشروعا لصناع أفلام قطريين وعرب ومن حول العالم للمشاركة في الدورة الأولى من ملتقى قمرة السينمائي الذي أتاح لصناع الأفلام فرصة غير مسبوقة لتعزيز أطر التواصل بينهم وبين أكثر من مئة منتدب من حول العالم ومن العاملين في مختلف مجالات قطاع صناعة الأفلام.
كما أتاح ملتقى قمرة للجمهور، والذي قدمت عروضه في دار الأوبرا في المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، فرصة مشاهدة أفلام مميزة من أعمال الخبراء السينمائيين في قمرة الذين قدموا ندوات دراسية ، إلى جانب عرض مجموعة من أعمال أصوات جديدة في عالم السينما.
وخلال أسبوع قمرة، أتيح لأصحاب عشرة مشروعات قطرية قيد التطوير، المشاركة في جلسات توجيهية فردية بعنوان " قابل الخبير السينمائي في قمرة " مع كل من الخبراء السينمائيين غايل غارسيا بيرنال، وكريستيان مونجيو، وعبد الرحمن سيساكو، وإيليا سليمان، ودانيس تانوفيتش، وذلك بهدف طرح نموذج جديد في المنطقة لدعم جيل صاعد من المواهب من خلال "منصة حقيقية لتعزيز أطر التواصل".
تجدر الاشارة إلى أنه مثل دولة قطر في هذا المهرجان فيلم "شارع المطار القديم" (قطر، 2014) للمخرج القطري عبدالله الملا، والذي يروي قصة شاب موهوم وبلا هدف يجول في المدينة غارقا في خياله ، وعلى مدار اليوم يكشف لنا الشاب في حواره مع ذاته واقع الحياة التي يعيشها في عزلة عن أهله وأصدقائه.
ومن جانبهم، تفاءل عدد من صناع الأفلام القطريين المشاركين في فعاليات ملتقى قمرة السينمائي بفتح هذا الملتقى أبوابا إلى فرص جديدة وتسهيله لهم الوصول إليها، سواء كانت تخص إمكانيات الإنتاج المشترك، أو استشارات حول قصص أفلامهم، أو مبيعات الأفلام وتوزيعها، أو المشاركة في المهرجانات السينمائية الدولية.
وأعربوا في تصريحات صحفية، على هامش اختتام "قمرة" اليوم، عن سعادتهم لتنظيم هذه الفعالية التي تعتبر الاولى من نوعها، مثمنين جهود القائمين على هذا الملتقى وحرصهم على احتضان وتشجيع المواهب القطرية والمحلية وتقديم الدعم لهم لمزيد من العطاء والإبداع.
فمن جانبها، قالت صانعة الأفلام القطرية هند فخرو :" سأُسخر كل ما استفدته من قمرة في خدمة مشروعاتي القادمة".. معربة عن سعادتها للمشاركة في هذا الملتقى الذي أتاح لها اللقاء بأبرز العاملين في صناعة الأفلام الذين يصعب الوصول إليهم في العادة.
وأضافت فخرو :" أتيحت لي فرصة السؤال عن أي شيء يخص الأفلام ، فهل من مكان آخر يتيح لي فرصة أن يدقق فائز بجائزة الأوسكار في سيناريو فيلمي ؟"، مشيرة الى أن فعاليات كقمرة تساهم بشكل كبير في وصول العالم العربي إلى"عصر ذهبي للسينما".
واختتمت حديثها بالقول:" لم أكن لأحلم قبل عشر سنوات بالجلوس مع الخبراء هنا في الدوحة. ومما يساعد كثيرا هو فهم منظمي قمرة لاحتياجات صناع الأفلام."
جدير بالذكر، أن مشروع هند فخرو هو فيلم "باريجات"، كان قد اختير ضمن مشروعات "قمرة" وتدور أحداثه حول امرأة قطرية تتصدى للتحديات التي تواجهها عندما تتولى إدارة شركة العطور العائلية .
وبدورها، قالت صانعة الافلام نورة السبيعي، التي اختير مشروع فيلمها "سراب" ضمن مشروعات "قمرة "كذلك، أن الملتقى كان بمثابة "جسر بين السينما القطرية والعالمية".. مثمنة دور "قمرة " في اتاحة الفرصة للقاء بالخبراء والعاملين في صناعة الأفلام، مشيرة الى أن "قمرة " ترك علامة في تاريخ دعم تطوير الأفلام العربية."
أما خليفة المريخي، صاحب مشروع فيلم "سحاب" الذي يتحدث عن مجموعة من الأصدقاء التائهين في الصحراء في بحثهم عن صقرهم الضائع، فقال :"إن "قمرة" وفر منصة قوية للتعلم أكثر عن جميع جوانب صناعة الأفلام، مضيفا :" لكن الأهم من ذلك هو إتاحته التبادل المعرفي حيث تعلم صناع الأفلام القطريون والخبراء الزائرون من بعضهم البعض".
ولفت المريخي الى أن عنوان الملتقى يلخص أهدافه،" نظرنا من خلال قمرة (كاميرا) إلى أنفسنا والآخرين كما نظر إلينا الآخرون من خلال قمرة."
وفي حديثها عن تجربتها في المشاركة في" قمرة" ، قالت شيخة آل ثاني، صاحبة مشروع فيلم "النهر الأخير" الذي اختير ضمن مشروعات قمرة:" لقد كانت تجربتي عظيمة، حيث تعلمت الكثير من الكتاب والمخرجين الآخرين كما تعرفت أكثر على جوانب الأفلام الفنية والتجارية بفضل المنتجين ووكلاء المبيعات والتوزيع، وعلى كيف يعمل عالم السينما.
وأضافت آل ثاني :" لم أتوقع أن تكون هناك فرص كثيرة للتفاعل، وكان لي الشرف العظيم في لقاء مختلف الخبراء والتفاعل مع صناع الأفلام الآخرين، ومن الدروس التي تعلمتها خلال "قمرة " أن الكثير من الفرص ستتاح فقط لو ثابرنا في محاولاتنا. أنا فخورة لكوني جزءا من ركب السينما العربية وهي تمضي إلى الأمام."
أما المخرج القطري عبد الله الملا، مخرج فيلم "شارع المطار القديم" الذي عُرض ضمن عروض ملتقى قمرة السينمائي عن فئة أفلام أصوات جديدة في عالم السينما، واختير مشروع فيلمه " العيون الخضراء" عن معاناة مصاب بالغيبوبة ضمن مشروعات "قمرة"، فقال :"إن أهم ما في ملتقى قمرة كان إتاحته المجال أمام التعرف على الجوانب غير الإبداعية لصناعة الأفلام، وهي جوانب كانت قد أتعبته في السابق وأضرت بصحته".
وأضاف الملا في هذا الصدد :" كصانع أفلام، أود لو أركز فقط على فني وعلى الجوانب الإبداعية للعمل، إلا أن صناعة الأفلام لا تقتصر عليها ، حيث لا بد من فهم الجوانب الأخرى، الأمر الذي من الممكن أن يكون مبعثا للقلق وللتوتر".. معربا عن أمله في أن يسهل كل ما تعلمه في الملتقى من حياته كصانع أفلام.
وعلى الجانب الإبداعي، أوضح المخرج القطري الملا بأن خبراء "قمرة "قد نصحوه بتبسيط قصص أفلامه مما يجعلها تلقى قبولا أكبر عند جميع الناس .. مشيرا إلى أن أفلامه تميل معظمها إلى "التجريد"، وموضحا في الوقت نفسه أنه سيحتفظ بحق اتخاذ القرار النهائي في هذا الخصوص وفق البنية والأسلوب اللذين ينوي اعتمادهما في رواية قصة فيلمه الجديد.
واختتم الملا حديثه في هذا الشأن بالقول :" أستطيع المحافظة على فرديتي وخصوصيتي كصانع أفلام، وفي نفس الوقت، سماع آراء متباينة ومغايرة.".. متقدما بالشكر الجزيل للقائمين على هذه الفعالية التي اعتبرها خطوة هامة للعمل على تعزيز صناعة الافلام المحلية وفتح آفاق جديدة للإبداع في المجتمع القطري.
يذكر أن ملتقى قمرة هي مبادرة تسعى إلى توفير القيادة والرعاية والتطوير لفائدة صناع الأفلام في دولة قطر وحول العالم إلى جانب تقديم سلسلة عروض للجمهور في الدوحة من أفلام خبراء عالميين في صناعة الأفلام والحاصلين على دعم من مؤسسة الدوحة للأفلام.
ويرمز مصطلح " قمرة " إلى أصل كلمة " كاميرا" باللغة العربيّة، ويقال أن أوّل من استخدمه كان العالِم العربي ابن الهيثم الذي أدت اختراعاته في علم البصريات إلى اختراع الكاميرا.