مادورو يطلب صلاحيات خاصة لمواجهة العقوبات الأمريكية

alarab
حول العالم 11 مارس 2015 , 03:05م
ا.ف.ب

طلب رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو مساء أمس الثلاثاء من الجمعية الوطنية في كراكاس منحه صلاحيات خاصة للرد على "العدوان الإمبريالي" للولايات المتحدة، وذلك على إثر العقوبات التي أعلنتها واشنطن على مسؤولين فنزويليين كبار.

ودعا مادورو أيضاً الشعب الفنزويلي إلى المشاركة إلى جانب الجيش في تدريبات دفاعية ستنظم اعتبارا من السبت المقبل.

وفي خطاب ألقاه في الجمعية الوطنية طلب الرئيس من النواب منحه "صلاحيات كافية للدفاع عن السلم في فنزويلا وسيادتها وتنميتها في وجه تهديد حكومة الولايات المتحدة" الذي وصفه بـ"العبث التاريخي".

وشدد مادورو على أن "عدوان وتهديد الولايات المتحدة هو الأخطر الذي تواجهه فنزويلا على الإطلاق ويجب الرد عليه بالوحدة الوطنية".

وقال الرئيس إنه أمر بإجراء "تدريبات دفاعية عسكرية خاصة السبت المقبل في 14 مارس". واستطرد "أدعو كل شعب فنزويلا إلى مساندة القوات المسلحة والميليشيا الوطنية في هذه التدريبات".

يذكر أنه في مساء الاثنين اعتبر مادورو أن إعلان واشنطن فرض هذه العقوبات على مسؤولين فنزويليين بتهمة انتهاك حقوق الإنسان يشكل "الضربة -الأكثر عدوانية وجورا وأذى- التي توجه إلى فنزويلا".
وتوجه إلى الرئيس باراك أوباما الذي وصف الاثنين الوضع في هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية، قائلاً "لا يحق لكم أن تعتدوا علينا وأن تعلنوا أن فنزويلا تشكل تهديدا للشعب الأمريكي، أنتم من تشكلون تهديدا للشعب الأمريكي".

وفي هذا الصدد وصف أوباما الاثنين الوضع في فنزويلا بأنه "تهديد غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة".
وأعلن تجميد أرصدة سبعة مسؤولين فنزويليين ومنع حصولهم على تأشيرات لتورطهم كما قال في القمع العنيف للتظاهرات المناهضة لحكومة مادورو بين فبراير ومايو 2014.

ويحظى مادورو أصلا بصلاحيات خاصة في المجال الاقتصادي منذ نهاية 2013 تسمح للحكومة بسن قوانين مباشرة عن طريق المراسيم. لكن ذلك لم يحل دون غرق البلاد في أزمة اقتصادية حادة، لكن عددا من المحللين يرون أنه بإمكان النظام سن قوانين بسهولة لأنه يشغل ستين بالمئة من مقاعد البرلمان، لكن هذه طريقة لرئيس تتدهور شعبيته (20% فقط من الآراء الإيجابية) لإعادة ترسيخ حكمه.

وقال المحلل السياسي إدغارد غوتيريز من مؤسسة فنيبارومترو لاستطلاعات الرأي لوكالة فرانس برس "باللجوء إلى موضوع العدو الخارجي أي الإمبريالية تريد الحكومة وضع آلية قانونية أكثر قمعا".

واستطرد روسيو سان ميغيل من منظمة مراقبة المواطن غير الحكومية المتخصصة في المسائل العسكرية والأمنية على تويتر أن القانون "المناهض للإمبريالية" سيكون "أداة ضد العدو الداخلي ويهدف على غرار قوانين مماثلة لمادورو إلى تقويض حقوق الإنسان".

وعلى إثر إعلان العقوبات الاثنين أقدمت السلطات الفنزويلية على استدعاء فوري لكبير دبلوماسييها في الولايات المتحدة، في خطوة جاءت بعد سنوات من الخلافات، علما بأن البلدين غير ممثلين بسفيرين منذ 2010.

وقد حصلت فنزويلا على دعم عدد من جيرانها في أمريكا اللاتينية في طليعتها كوبا التي انتقدت حكومتها أمس الثلاثاء القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي".

وفي رسالة نشرتها الصحف المحلية هنأ الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو نيكولاس مادورو بـ"خطابه الشجاع إزاء الخطط الفظة لحكومة الولايات المتحدة".

وقالت الحكومة الكوبية الحليف السياسي والاقتصادي الرئيسي لفنزويلا منذ 15 سنة، "لا يحق لأحد أن يتدخل في الشؤون الداخلية لدولة سيادية ولا إعلان أنها تشكل تهديدا لأمنها القومي دون أي مسوغ".

كذلك عبر الرئيسان البوليفي إيفو موراليس والإكوادوري رافايل كوريا عن دعمهما لكراكاس. وقال إيفو موراليس بحسب وكالة الأنباء الرسمية إن هناك "في الجوهر تهديدا من قبل أوباما باجتياح فنزويلا".
وأضاف "ندين ونرفض ولن نقبل هذا النوع من التدخل الأمريكي في القرن الحادي والعشرين" داعيا إلى تنظيم اجتماعات طارئة للمنظمتين الإقليميتين، مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي "سيلاك"واتحاد دول أمريكا الجنوبية "يوناسور" "لمواجهة العدوان" الأمريكي.


أما رافايل كوريا فاعتبر أن الأمر يتعلق بـ"مزحة سمجة" من جانب واشنطن "التي تذكرنا بأحلك الأوقات في أمريكيتنا عندما كانت الإمبريالية تفرض علينا الاجتياحات والديكتاتوريات".
وتساءل "هل يدركون أن أمريكا اللاتينية قد تغيرت؟".