مستشارك النفسي.. أعاني من الرهاب

alarab
محليات 11 فبراير 2025 , 01:23ص
د. العربي عطاء الله

وظيفتي مرموقة وراتبي مرموق أيضا أملك ولله الحمد عائلة تحبني وأحبها.. عمري أكثر من 45 عاما
الرهاب له معي أكثر من 15 سنة جعلني لا أحب الاجتماعات ولا العمل لما يحصل لي من مواقف بعضها ربما يكون محرجا
مشكلتي في العرق الذي يتصبب من وجهي في بعض الأحيان..والله حتى وأنا في الشتاء أتعرق..ذهبت إلى الأطباء سواء الطب العضوي أو النفسي ولكن دون جدوى..ذهبت إلى المشايخ وأهل الرقية وبدون جدوى.
كنت أرتاح يومين ثم تعود حالتي..المهم والله ما بقي إلا السحر والخرافات وأنا أخاف اقتراف ذنب يُغضب الله فأندم.
لو تكرمتم ساعدوني.أختكم فدوى

الإجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أختي الفاضلة فدوى حفظكِ الله ورعاك، ووفقكِ لكل خير، وأشكرك على تواصلك معنا.
أولا وقبل كل شيء أهنئك على عملك الناجح ومكانتك المرموقة في المجتمع وهذا من فضل الله عليك، فحاولي أن تستفيدي من هذه القدرات التي تملكينها.
 ثانيا أما بالنسبة للمشكلة التي تعانين منها هي ما يُسمى بالرهاب الاجتماعي، وهذه المشكلة يرجع سببها إلى تكوين شخصيتك، فهناك بعض الشخصيات المنطوية التي تُحب العزلة، وعدم الاختلاط بالأخريات والاندماج في المجتمع.
 والرهاب الاجتماعي لا يظهرُ في حالةٍ واحدة، بل قد يظهرُ في حالات كثيرة، كالتردد في الكلام أمام الآخرين، أو الكتابة، أو الأكل، أو المشي؛ فكل هذه الحالات تدخلُ تحت إطار الرهاب الاجتماعي، وهذه الحالة كانت معك منذ الصغر، ولكن لم تُعالج في حينها، إلى أن تطورت معك في الكبر؛ ولهذا: فالعلاج يبدأ من عندك أنت، ومثل هذه الحالات تحتاجُ إلى قوة الشخصية، بالإضافة إلى التدريب العملي، ولا تحتاجين إلى معالجٍ نفسي؛ فالشخصية الخجولة علاجها سلوكي أكثر منه نفسي، وهذا يحتاجُ منك إلى تعزيز قوة العزيمة والإرادة عندك.
 البعض من الناس يُصيبهم الاكتئاب والحزن؛ لأنهم يفكرون خطأ، وبالطبع فإن المكتئب يفكر خطأ؛ حيث إن لهم نظرة خيالية، فأحدهم يقول: أنا لا يمكن أن أكون سعيداً إلا والناس الذين من حولي راضون عني، أو يحبونني، وهذا أمرٌ غير واقعي، فأنت لا تنظري إلى الناس؛ لأن إرضاء الناس غايةٌ لا تدرك، بل عليك إرضاء رب الناس سبحانه وتعالى، حاولي أن تواجهي الناس، وأن تخالطيهم أكثر.
ومطلوب منك –أختي السائلة - الخطوات التالية:
1- اطردي عنك الخوف والخجل؛ من خلال تفكيرك السلبي عن شخصيتك، بحيث تستبدلين التفكير السلبي بالتفكير الإيجابي.
2- لا تحاولي أن تصغري وتحقري من نفسك أمام الأخريات، وأنك لا تستطيعين أن تنظري إلى صديقاتك، أو تجلسي معهن، أثناء الاجتماعات، فهذه البرمجة قد تؤثر على سلوكك، وعلى حركاتك.
3- مارسي تمارين الاسترخاء: مددي جسمك على الفراش أو البساط، وافردي ذراعيك على الجانبين، واجعلي عضلاتك مسترخية تماماً، وركزي انتباهك على حركات التنفس، وأغمضي عينيك، واكتمي النفس للحظات، ثم قومي بالزفير ببطء وهدوء وانتظام، وتصوري أن توترك ومللك وإحباطك وقلقك وخوفك تخرج مع الهواء وتتلاشى.
4- فكري في التميز والنجاح في عملك، وأثبتي للأخريات أنك قادرة بإذن الله تعالى على صناعة النجاح.
5- لا تفكري مرةً ثانيةً في الهروب من مواجهة هذا السلوك، فالهروب ليس هو الحل، ولكن الحل في تغيير السلوك كما قلت لك سابقاً، وأنك شخصية لك مكانة وقيمة بين زميلاتك، فلا تهمشيها بهذه التصرفات.