أطلق فرع الثقافة والفنون برابطة خريجي جامعة قطر بالتعاون مع الملتقى القطري للمؤلفين بوزارة الثقافة، برنامج «جذور في الفصاحة» الذي يعده ويقدمه الدكتور محمد خالد الرَّهاوي أستاذ الدراسات اللغوية بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة قطر.
وتقوم فكرة البرنامج على ربط اللهجات المحلية في البيئة القطرية خاصة وبعض البيئات العربية عامة بأصولها الفصيحة الصحيحة التي تكلم بها العرب في عصور الاحتجاج اللغوي؛ أي قبل عام 150 هجرية الذي ينتهي به عصر الاحتجاج، وإيراد الشواهد الشعرية والأمثال وأقوال العرب والقصص في الظاهرة المقدمة، ومن ثَمَّ تقديم صورة صحيحة عن مستويات الأداء اللغوي للعربية قديما وحديثا على مستوى الصوت والتركيب والكلمات، مع التركيز على الجانب الصوتي المتعلق بإبدال الحروف العربية بعضها من بعض وعلى مستويات الأداء صوتيا وصرفيا ونحويا ودلاليا. ويبث البرنامج على قناة الملتقى القطري للمؤلفين في اليوتيوب (Qatariauthors)، كل يوم أربعاء، ابتداء من يناير الحالي حتى مارس المقبل في تمام السادسة مساء.
وقالت الأستاذة آمنة عبدالكريم، نائب رئيس فرع الثقافة والفنون برابطة خريجي جامعة قطر: « جاء تعاوننا في تنفيذ هذه المبادرة مع الملتقى القطري للمؤلفين بهدف تسليط الضوء على الجذور الفصيحة للهجات.
أضافت أن اللهجات تكاد تكون أشبه بهويات خاصة للمجتمعات العربية، ومن الضروري الحفاظ على هذه الهويات وتعزيز الانتماء إليها والثقة بها دون إغفال أدوارها المحلية وعالمية الفصحى وأنها الأساس الذي يقدم على غيره في كافة المجالات.
وتابعت: استعنا في تنفيذ هذه الفكرة بالخبرة الأكاديمية للدكتور محمد خالد الرَّهاوي، أستاذ الدراسات اللغوية في قسم اللغة العربية وآدابها، معد ومقدم برنامج (جذور في الفصاحة)، الذي قدم خلال العام الماضي مع فرع الثقافة والفنون سلسلة ممتعة من الندوات حول موضوع اللهجات العربية وأصولها وتاريخها وظواهرها ومستوياتها المختلفة.
وقالت «ارتأينا أن نضع ضمن خطتنا السنوية في فرع الثقافة والفنون لهذا العام إطلاق برنامج ثقافي عبر منصة اليوتيوب بالتعاون مع الملتقى القطري للمؤلفين لتسليط الضوء بشكل سلس على هذا الموضوع بحيث يكون البرنامج مدخلا لدراسة العادات والتقاليد وتاريخها من خلال المفردات والظواهر التي يعرضها والتي تحمل قيما وثقافة وتاريخا، وليكون كذلك مرجعا وخارطة طريق للمهتمين في هذا النوع من الدراسات».
وقال الدكتور محمد خالد الرَّهاوي، أستاذ الدراسات اللغوية بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة قطر، معد ومقدم برنامج جذور في الفصاحة، أن البرنامج يحقق جملة أهداف، أبرزها تعزيز الهوية الوطنية، وأصالة اللهجة القطرية وبيان عمقها في جذور التاريخ، وأنها حاملة لثقافة وفكر منذ القديم وما يزال مستمرا.
وأضاف: أن البرنامج يهدف إلى تغيير الصورة النمطية عن التقعر اللغوي الذي تنتهجه المسلسلات التاريخية الذي يعطي صورة مغلوطة وغير دقيقة عن العربي في كلامه ولباسه. وبيان أن الجزيرة العربية بمختلف مناطقها كانت وما زالت وعاء ثريا للغة العربية ولهجاتها الأصيلة التي يظنها كثيرون بعيدة عن العربية.