د. أحمد عبدالملك متحدثاً عن تحديات الإعلام القطري لـ «حوار مع»: الصحافة الاستقصائية هدف أسمى.. ووسائل التواصل تعاني «الفوضى»

alarab
ثقافة وفنون 11 يناير 2022 , 12:55ص
الدوحة - العرب

استضاف الملتقى القطري للمؤلفين الروائي والكاتب والإعلامي الدكتور أحمد عبدالملك، ضمن جلسة جديدة من برنامج «حوار مع»، التي يديرها الباحث في التاريخ الدكتور علي عفيفي علي غازي.
جرى بث الحلقة عبر قناة الملتقى باليوتيوب. وناقشت واقع الاعلام في دولة قطر والعالم العربي، وأبرز التحديات التي تواجهه، والمأمول منه في المستقبل. 
وقال الدكتور عبدالملك إنه لا يمكن الحديث عن الإعلام القطري في المجمل، لأنه ينقسم إلى ثلاثة أنواع، أولها الإعلام الرسمي التابع للدولة، وثانيها الصحافة الأهلية، وأخيرًا وسائل التواصل الاجتماعي، ولكل منها نمط أداء يختلف عن الآخرين، بالإضافة لمنظومة قيم وأهداف محددة، مشيرًا إلى أن الإعلام الرسمي القطري انطلق مع الجريدة الرسمية منذ استقلال دولة قطر في 3 سبتمبر 1971، وكانت إذاعة قطر قد ولدت في سنة 1968 وتلاها التلفزيون في سنة 1970، وبعد ذلك ظهر الإعلام الأهلي متمثلا في مجلة العروبة 1970، ومنها بدأت الكتابة الأهلية في الصحافة، وأوضح أن الصحافة يحكمها قانون المطبوعات والنشر الصادر في سنة 1979، وحاليًا تصدر بعض الصحف، التي انتقلت من عباءة الصحافة الخبرية إلى الصحافة الاستقصائية، وهي الهدف الأسمى للصحافة، وفي المقابل تعيش وسائل التواصل الاجتماعي مرحلة فوضى، حيث لا توجد قيم ولا مصداقية، وتأتي الكتابات وفقًا لأهواء أصحابها، وباتت مصدر للإشاعات المغرضة، والحروب الكلامية.
وأكد الدكتور عبدالملك أن قوالب الإعلام القطري استجلبت في السابق من بلدان عربية، وتمت لاحقًا قولبة الإعلام بما يناسب المجتمع، ثم تطور الإعلام القطري سواء من حيث المضمون، أو الأداء، وتجاوزت الصحافة القطرية الكثير من القيود.
كما شدد على ضرورة أن يثير الاعلام دهشة القارئ أو المشاهد عبر برامج غير تقليدية، وأعرب عن أمله أن يخرج الإعلام العربي من التقليدية إلى الإثارة والبحث عن الصورة والكلمة الأخرى في الإعلام.
وأشار إلى أن البث الفضائي الذي انطلق مع عام 1990، والذي تختلف فلسفته عن البث الأرضي ولا يزال صاحب الرسالة الإعلامية لا يفكر في طريقة تلقي الآخر لرسالته، داعيا إلى تكثيف المادة الإعلامية باللغة العربية الفصحى.
وفي سياق مختلف قال إنه بدأ التدريس منذ سنة 1989، ودائمًا ما يسأل طلبته من سيعمل في مجال الإعلام، ومعظمهم لا يفكر في العمل في مجاله كما أن معظم خريجي الإعلام يعملون في مجال العلاقات العامة؛ نظرًا لكون الصحافة مجالا متعبا يتطلب تبصرا بمشاكل المجتمع، وهي صفات من النادر توفرها في خريجي كليات الإعلام.
 وأكد أن الفرص متاحة للعمل في المجال الإعلامي لكن هناك عزوفا، لأن هذه المهنة خاصة تتطلب شغفا.
أما بخصوص تقييم البرامج التلفزيونية، التي تقدم على تلفزيون قطر، فقد أكد أن عناصر نجاح البرنامج هي الخروج عن التقليدية في الأداء كما يجب أن يكون معدو البرامج من القطريين لأنهم أكثر قدرة على تفهم المجتمع واحتياجاته ومشاكله، واعتبر جهاز القراءة عدو الإعلامي الأول لأنه يجعل من المذيع إنسانا آليا، إضافة إلى إعداد المذيع لبرنامجه بنفسه ليكون أكثر استيعابًا للمادة التي يقدمها، وهو ما يؤكده دائمًا خلال الدورات التي يقدمها.
وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي تداخلت في بعض المحطات مع الإعلام الرسمي، وكانت مكملة له، لكن في نفس الوقت معظم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لا يكتبون بلغة سليمة، وهو ما يؤثر على جهود الإعلاميين الملتزمين، كما أنها وسائل تستهلك الوقت، ولا تشجع الإعلامي على القراءة والإعلامي الذي لا يقرأ لا يتطور؛ مؤكدًا ضرورة أن يكون الإعلامي مفكرًا، وليس مجرد معلق على الأحداث، وأضاف أن القنوات الإخبارية تقدم آخر المستجدات على مدار الساعة في حين أن القنوات الرسمية تذيع الأخبار في توقيت معين فتفقد بذلك أهميتها، وشدد على ضرورة تقديم القنوات الرسمية لنشرات إخبارية متخصصة في الأخبار المحلية.
وفيما يتعلق بتأثير الإعلام الإلكتروني على الإعلام الورقي اعتبر أن في دول الخليج الوضع ما زال متذبذبًا، ولصالح الصحافة الورقية نظرًا لأن المعلن يفضل أن يلمس إعلانه ورقيًا، ولكن معدل القراءة انخفض، ولا يمكن التنبؤ بالمستقبل في الفترة الحالية، مؤكدًا أن السبيل الوحيد لتطوير الصحافة هو تحويلها من خبرية إلى استقصائية، فالعنصر الأهم في الإعلام هو الإقناع، الذي يمكن أن يتم بقوة الحجة والفكر والرصانة، مؤكدًا أن الإعلام ينقصه النقد وضرورة تسليط الضوء على بعض المشاكل والنواقص في المجتمع.
وشدد الدكتور عبد الملك على ضرورة تكثيف القراءات خاصة بالنسبة للكتاب مشيرًا إلى انحسار القراءة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعة ايقاع الحياة، وأنه لا يزال يعمل على إثراء مخزونه اللغوي، وأكد أنه في السنوات الأخيرة توجه للكتابة الروائية أكثر من الكتابة في مجال الإعلام، حيث كتب منذ سنة 2005 حوالي 12رواية. وختم الجلسة بالتأكيد على أن الصحافة مدرسة، وأن عدد الصحفيين الذين يتقنون أساليب وفنون الكتابة الصحفية قليلون، وأن التجربة الصحفية تؤطر وتهيئ الإعلامي ليتمكن من الأساسيات، وأنه شخصيًا استفاد من المحطات التي عمل بها في مجال الإعلام والصحافة والتليفزيون.