الهلال الأحمر القطري: قصف مركزنا في إدلب يتنافى مع المواثيق الدولية

alarab
محليات 11 يناير 2018 , 12:52ص
الدوحة- العرب
في واقعة ليست هي الأولى، تعرّض أحد مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة للهلال الأحمر القطري في محافظة إدلب بسوريا للقصف يوم الجمعة الماضي، مما أدى إلى تدمير المركز بشكل شبه كامل، إثر تضرر مبانيه وأقسامه المختلفة بشكل كبير وإصابة طبيبين.
تسبب القصف في تعليق العمل كلياً بالمركز، وخروجه مؤقتاً عن الخدمة، الأمر الذي ستكون له تبعات مأساوية على المئات من أهالي المنطقة، الذين يستفيدون من خدمات الرعاية الصحية الأولية التي يقدمها المركز.
وأعرب الهلال القطري، أمس، عن استنكاره ورفضه التام لأي أعمال عدائية ترتكب في حق المدنيين والكوادر الإغاثية والطبية، وأكد أن مثل هذه الأعمال تتنافى مع جميع المواثيق والأعراف الدولية التي تضمن حماية المنشآت، والأطقم الطبية، وهيئات الإغاثة الإنسانية في مناطق النزاعات.
وباعتباره عضواً في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، المعنية بحماية أرواح الضعفاء، والتخفيف من معاناتهم، طالب الهلال القطري الأطراف كافة، بالامتثال نصاً لأحكام المواد من 19 إلى 35 من الفصول الثالث حتى السادس، من اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949، وبرتوكوليها الإضافيين، والتي تنص جميعها على نشر وتعزيز القيم الإنسانية، وجمع الجرحى والمرضى والعناية بهم، كما يتيح القانون الدولي الإنساني حماية خاصة للمستشفيات، والوحدات الطبية، والعاملين في مجال الرعاية الصحية، منوهاً بأن عدم احترام هذه الأحكام يقوّض الغرض الحمائي للمرافق الصحية، ويعد انتهاكاً جسيماً للالتزام القانوني والأخلاقي، باحترام وحماية الكوادر والمنشآت الطبية أثناء قيامها بواجباتها الإنسانية والمهنية.
وتعمل طواقم الهلال القطري حالياً على نقل المعدات الطبية التي لم تتضرر من القصف إلى أماكن أخرى أكثر أمناً، حيث لا يزال القصف العنيف مستمراً على المنطقة، في استهداف مباشر للمنشآت الطبية، المعروف حكماً وضمناً أنها محمية تحت مظلة القانون الدولي الإنساني، وجميع القوانين والتشريعات الدولية ذات الصلة.
وكانت طواقم الهلال القطري قد باشرت في حينه عملية حصر الأضرار الناجمة عن الحادث، وعلى رأسها التأكد من عدم سقوط أي ضحايا من المراجعين الذين تصادف وجودهم داخل المركزالصحي في انتظار الحصول على الخدمة الصحية وقت وقوع القصف.
يذكر أن المركز كان قد تم افتتاحه في بداية شهر يوليو الماضي، ويقدم خدماته الإنسانية لأكثر من 90 ألف نسمة من أهالي المنطقة والنازحين المقيمين بها والقرى المجاورة. وتكمن أهمية هذا المركز في الخدمات الصحية النوعية التي يقدمها للأهالي، وعدد المراجعين الكبير الذي يستفيد من هذه الخدمات شهرياً، بالإضافة إلى عدم وجود أية مراكز صحية أخرى قريبة منه.
ويضم المركز قسماً خاصاً بالأمراض النسائية، وعيادة للأطفال، والإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة (IMCI)، وعيادات أسنان، وجلدية، وعيون، وباطنية، وعامة، بالإضافة إلى وحدة إسعاف ليلي، وغرفة ضماد، ومختبر تحاليل طبية، وصيدلية مجانية، وكذلك مستودع أدوية، وغرفة للقاح للأطفال.