في إطار الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر نظمت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أمس ندوة بعنوان «كيف يسهم الإرث الثقافي في بناء مجتمعات متقدمة؟» ضمن سلسلة محاضرات المدينة التعليمية. وتحدث في الندوة الشاعر والأديب حسن النعمة رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، للحديث عن أهمية الإرث الثقافي في تحقيق التقدم الاجتماعي، حيث استهل الدكتور النعمة حديثه بالخلفية الثقافية لدولة قطر منذ بدايات نهضتها في خمسينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن تلك الفترة شهدت تطورًا ملموسًا في البنية الثقافية القطرية موازيًا للتقدم في العالم العربي.
وأشار الدكتور حسن النعمة إلى أن دولة قطر شهدت في خمسينيات القرن الماضي نهضة تعليمية شكلت أساس التطور الثقافي والاجتماعي ما أسهم في تشكيل جيل مثقف ومؤهل قادر على قيادة التحولات المستقبلية. كما ساهمت هذه النهضة في تعزيز الوعي الثقافي، حيث ظهرت أولى الحركات الأدبية والشعرية التي كانت انعكاسًا للتطور الفكري، مما جعل التعليم ركيزة أساسية للنهوض بالمجتمع القطري.
وأشار الدكتور النعمة إلى أن المرحلة الحالية شهدت تأسيس مؤسسات تعليمية وثقافية كبرى، مثل وزارة الثقافة ومراكزها الثقافية، مؤسسة قطر، التي تسهم في بناء مستقبل قائم على الابتكار والبحث العلمي، مع التركيز على دور الثقافة كجزء لا يتجزأ من هذا التقدم. وكذلك متاحف قطر والمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا وغيرها من المؤسسات التي توفر منصات للشباب القطري ليصبحوا سفراء للإرث الثقافي الوطني في مختلف المحافل الدولية.
وأكد د. النعمة خلال المحاضرة على ضرورة مواصلة تعزيز الحراك الثقافي ليواكب النهضة التي تشهدها الدولة في مختلف المجالات، مؤكدا أن بناء مجتمع متقدم يبدأ من الحفاظ على الهوية الثقافية، التي تمثل مصدر الإلهام والقوة لأي مجتمع يسعى للتقدم والنهضة الحضارية.