كشفت البيانات الوطنية الأخيرة المتعلقة بفيروس الإنفلونزا الموسمية لهذا العام عن أن عدد الاشخاص الذين تلقوا التطعيم المضاد للإنفلونزا حتى الآن بلغ 75 ألف شخص، داعية في الوقت نفسه الجميع من مواطنين ومقيمين لتلقي التطعيم المجاني، لاسيما بعد أن بات واضحا مدى حدّة العدوى الفيروسية لهذا العام.

وأشار الدكتور عبداللطيف الخال، نائب الرئيس الطبي ورئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية، في هذا الصدد إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين أثبتت الفحوصات إصابتهم بالنزلة الموسمية في شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين لثلاثة أمثال مقارنة بذات الفترة من عام 2017، ما يدل على زيادة ملموسة في نشاط فيروسات الإنفلونزا في فصل الشتاء الحالي مقارنة بفصول الشتاء السابقة، وهو ما نجم عنه إصابة المزيد من الأشخاص بالنزلة الموسمية.

وأوضح أنه خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين، تجاوز عدد العينات المأخوذة من الأجهزة التنفسية والتي أثبتت التحاليل إصابتها بعدوى الإنفلونزا الفيروسية أكثر من 6800 عينة، في حين أن عددها في الفترة نفسها من عام 2017 لم يتجاوز الـ 2274 ، ما يعني أن الانفلونزا الموسمية تشكل هذا العام خطرا أكبر على صحة السكان في قطر، وتوقع أن يزداد عدد حالات الإصابة خلال شهري ديسمبر الحالي ويناير المقبل.

من جانبها، اعتبرت الدكتورة منى المسلماني، المديرة الطبية في مركز الأمراض الانتقالية، الانفلونزا عدوى فيروسية على درجة عالية من الخطورة، يمكن أن تؤدي مضاعفاتها إلى دخول المريض المستشفى طلباً للعلاج أو أن تتسبب في وفاته.. مشيرة إلى أن الملايين من الناس في العالم يصابون سنوياً بالإنفلونزا، ويدخل الملايين منهم المستشفى طلباً للعلاج.. موضحة أن التطعيم المضاد للإنفلونزا يتسم بأهمية خاصة بالنسبة للفئة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذه العدوى ومضاعفاتها، وتشمل كبار السن والأطفال والنساء الحوامل والأشخاص المصابين بحالات مرضية مزمنة.

يذكر أن وزارة الصحة العامة ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية ومؤسسة حمد الطبية قد أطلقت في أكتوبر الماضي حملة وطنية ترمي إلى تقديم التطعيم المضاد للإنفلونزا مجاناً للجمهور في قطر، حيث يمكن للجمهور تلقي التطعيم ضد الإنفلونزا مجاناً في كافة المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية بمختلف أنحاء البلاد، إضافة إلى أكثر من 35 عيادة خاصة.