ندوة حول آفاق التعاون الثقافي بين قطر وتركيا

alarab
محليات 10 ديسمبر 2014 , 03:32م
الدوحة - قنا
 نظم المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية اليوم ندوة حول آفاق التعاون الثقافي بين تركيا وقطر، تحدث خلالها سعادة الدكتور بكر كارلجا، مستشار رئيس الوزراء التركي، وحضرها عدد من موظفي وزارتي الخارجية والثقافة.
بدأ سعادة الدكتور كارلجا حديثه بمقدمة عامة عن مفهومي الثقافة والحضارة، مؤكدا أن عملية تعريف "الآخر" تتضمن دائماً تعريفاً للذات، وأن الاختلاف والتعدد من المسلمات الأساسية للإسلام الذي كان منذ بدايته متجهاً للانفتاح على "الآخرين" والتعامل معهم.
وأشار إلى هجرة المسلمين الأوائل إلى الحبشة واستعانتهم بملكها النجاشي، وهو مسيحي، وقبولهم حمايته، وكذلك تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المسيحيين واليهود أثناء سنوات الهجرة، وعن تنظيمه حياة المهاجرين والأنصار والتعايش الذي ضمن الحقوق والواجبات نفسها لجميع السكان بغض النظر عن دينهم في ما عرف بــ"دستور المدينة".
وذكر المحاضر أمثلة من الفقه الإسلامي، تؤكد جميعاً على مفهوم التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات المختلفة، بناء على قوله تعالى "لا إكراه في الدين"، لافتا إلى أن أدياناً ومللاً وطوائف مختلفة كانت جميعاً تتعايش بسلام على أراضي الإمبراطورية العثمانية.
وقال سعادة الدكتور كارلجا إن فهم "الآخر" لا يعني فرض وجهات نظر معينة عليه، لما في ذلك من تعارض مع روح الإسلام المتسامحة، واحترام مبادئ حرية العقيدة وحقوق الإنسان. وبالرغم من أن الفهم الصحيح للإسلام يؤكد أنه كان دائماً منفتحاً على الجماعات والمجتمعات الأخرى، فإن العصر الحديث شهد ويشهد إلى الآن أزمات كبرى وحروباً عنيفة بسبب رفض تلك المبادئ السامية. ومن هنا، جاءت فكرة إنشاء تحالف للحضارات برعاية الأمم المتحدة.
و نوه سعادته بأن صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر كانت منذ البداية متحمسة وداعمة لهذه الفكرة، التي رعاها السيدان خوزيه لويس رودريغيز ثاباتيرو رئيس حكومة إسبانيا، ورجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، في ذلك الوقت.
يشار إلى أن منتدى تحالف الحضارات يعد من التظاهرات العالمية الهامة على أجندة الأمم المتحدة منذ عام 2008 حين انعقد المنتدى الأول في اسبانيا بينما انعقد المنتدى الثاني بإسطنبول في تركيا سنة 2009، في حين انعقد المنتدى الثالث بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل 2010 والرابع في الدوحة 2011 وأخيرا في فيينا.
وأضاف مستشار رئيس الوزراء التركي أن فكرة تحالف الحضارات مهمة بالدرجة الأولى بالنسبة للمسلمين الذين يعانون من ضياع الوعي بحضارتهم ودورهم مع عجز عن تجديد التراث ونقل إبداعاته إلى الأجيال الجديدة. ورأى أن منظمة تحالف الحضارات التي تشمل اليوم 137 دولة صديقة، ويقودها في منصب الأمين العام سفير قطري، وهو سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر، تشكل أرضية طيبة للعمل المشترك بين قطر وتركيا.
كما أكد ضرورة التنسيق بين البلدين للتأسيس لمفهوم واسع لتحالف الحضارات، مذكراً أن الغرب كان يعتبر أنه يمثل الحضارة الوحيدة على الأرض، في حين أن تاريخ الحضارات هو تاريخ الإنسانية نفسها، وأن بداية الحضارة الإنسانية كانت في الشرق الأوسط منذ حوالي 9000 سنة قبل الميلاد، بل هناك من الخبراء من يقول إنها تعود إلى 12 أو 13 ألف سنة قبل الميلاد.
وقال إن العلاقات بين تركيا وقطر تطورت على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وأن هناك لجاناً تلتقي وتعمل وتنسق معاً، مشيراً إلى الحاجة إلى تكثيف العلاقات والمبادلات الثقافية وأن السنة القادمة (2015) ستكون حاسمة في هذا السياق، حيث ستشهد عام الثقافة بين قطر وتركيا، وأنه من الضروري أيضاً إنشاء لجان للتنسيق على الصعيد الثقافي، وتنظيم المبادلات، والمعارض، والمؤتمرات، والعمل على أساس فهم مشترك لفكرة الحضارة الإسلامية وعالميتها.
وتحدث سعادة الدكتور بكر كارلجا عن معهد الدراسات الحضارية في إسطنبول الذي يديره، والذي أنتج فيلماً وثائقياً عن الحضارات بثه عديد من القنوات في العالم، وعن وجود مشروع مشترك لإنتاج فيلم آخر عن جلال الدين الرومي، والفكرة هي توضيح مفهوم السلام عند المسلمين.