دعوة إلى التركيز على البعد الشعبيّ للانتفاضة الفلسطينية
حول العالم
10 نوفمبر 2015 , 01:29ص
Almonitor
ظهر رئيس المكتب السياسيّ لحركة «حماس» خالد مشعل للمرّة الأولى منذ 7 سبتمبر للحديث عن بناء استراتيجيّة وطنية وتشكيل قيادة فلسطينيّة ميدانيّة موحّدة للإنتفاضة في الضفّة الغربيّة والقدس، لتحقيق أهدافها بإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيليّين، وضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينيّة وإنهاء الانقسام فوراً لضمان نجاح الانتفاضة.
وقال في لقاء عبر تقنيّة «سكايب» مع عدد محدود من الصحافيّين والكتّاب الفلسطينيّين نظّمه الأربعاء في 4 نوفمبر «بيت الصحافة» في غزّة، وهو مؤسّسة غير حكوميّة، في حضور «المونيتور»: إنّ الانقسام الفلسطينيّ وضعف خيارات القيادة الفلسطينيّة وانشغال الإقليم بملفّات ساخنة وانسحاب الولايات المتّحدة الأميركيّة من المنطقة لصالح ملفّات دوليّة أخرى واصطناع معارك مع ما يسمّى بالإرهاب، كلّها عوامل أوهمت إسرائيل بأنّ الفرصة مناسبة لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، لكنّ الانتفاضة فاجأتها، وكشفت خطأ حساباتها.
وقال «المونيتور» إنّ الحديث عن الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة استغرق وقتاً طويلاً من حوار خالد مشعل، الّذي امتدّ على مدى ساعتين، فقد شدّد على أهميّتها، ورفض أيّ سلوك يضعف الانتفاضة ويجهضها أو يضع عوائق أمام استمرارها، آملاً في أن تحقّق أجواء الانتفاضة ما فشلت في تحقيقه المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس»، من حيث الوحدة الوطنيّة الميدانيّة.
وأشار الموقع إلى أن مشعل أرسل رسائل طمأنة إلى السلطة الفلسطينيّة، بقوله: الانتفاضة ضدّ المحتلّ الإسرائيليّ، وليست لصالح طرف فلسطينيّ ضدّ غيره، بل هي مصلحة وضرورة للجميع، وعلينا أن نعمل على إنجاحها. وشدّد على أنّ الانتفاضة مكسب لكلّ الأطراف الفلسطينيّة، وعليها الاشتراك فيها، ولا يقوم طرف بتوجيهها كما يريد.
والجديد في حديث مشعل أنّه اعتبر تحرّك السلطة الفلسطينيّة على الساحة الدوليّة أمراً جيّداً، ولم يقلّل من أهميّته، لاسيَّما انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية تمهيدا لرفع دعاوى قضائية ضد إسرائيل، ورفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة، لكنّ هذه الجهود على أهميتها لا تكفي لمواجهة السياسة الإسرائيليّة، داعياً إلى وضع استراتيجيّة فلسطينيّة تزاوج بين الفعل الميدانيّ المقاوم على الأرض، وبين السياسة والدبلوماسية والتحرّكين الإقليميّ والدوليّ، وقال: «إنّ كانت انتفاضة الأقصى 2000 قد حرّرت غزّة بالانسحاب الإسرائيليّ منها عام 2005، فعلينا توجيه الانتفاضة الحاليّة لتحرير القدس والضفّة الغربيّة بشكل كامل».
وسأل «المونيتور» مشعل سؤالاً شغل الفلسطينيّين كثيراّ في الأسابيع الأخيرة، حول مشاركة غزّة في الانتفاضة، فقال: لا يصحّ أن نحمّل غزّة فعلاً مقاوماّ كالّذي يجري في الضفّة الغربيّة والقدس، فغزة لديها جراحات الحرب السابقة مع إسرائيل عام 2014، ولم تتعاف منها، و «حماس» هي ضدّ أن تشهد غزّة حرباً جديدة، فالحروب السابقة فرضت عليها من قبل إسرائيل، لكنّ ذلك لا يعني أن نخرج غزّة من مسؤوليّتها الوطنيّة في العمل المقاوم والمشاركة السياسيّة للانتفاضة.
واستغلّ مشعل هذا الحوار ليطالب بضرورة التركيز على البعد الشعبيّ للانتفاضة، وهذه لفتة جديدة منه، في ظلّ جدل فلسطينيّ ثار بين يومي 10-20 أكتوبر حول عسكرة الانتفاضة، مع أنّ «حماس»، كما قال مشعل حرفياً «تؤمن بكلّ خيارات المقاومة وأهميّة تنسيق الجهود تحت قيادة موحّدة لتعظيم جهود الانتفاضة».
لقد أرسل مشعل رسائل وحدويّة إضافيّة إلى الشارع الفلسطينيّ بالقول: «إنّ حماس معنيّة بالإفراج عن القياديّ في فتح مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين أحمد سعدات من السجون الإسرائيليّة، ضمن أيّ صفقة مقبلة لتبادل الأسرى مع إسرائيل».